الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مختبر للواقع الافتراضي لتعزيز الصحة النفسية

عمار البنا
6 فبراير 2024 01:02

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أعلنت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن مختبر الواقع الافتراضي لتعزيز الصحة النفسية، سيدخل حيز الخدمة خلال النصف الثاني من العام الجاري، ليكون إحداث تطور نوعي في مجال خدمات الرعاية النفسية للمرضى، بما يسهم في بناء الإنسان وتعزيز جودة الحياة، انسجاماً مع ورؤية «نحن الإمارات 2031»، وتوجهات الدولة الساعية إلى خدمة الإنسان كأولوية أولى.
وقال الدكتور عمار البنا، مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية بدبي التابع للمؤسسة: “مختبر الواقع الافتراضي للصحة النفسية، هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، حيث تعد المؤسسة الأولى أوسطيا التي تدخل هذا العلاج، ويقدم فرصاً لتقييم وعلاج الاضطرابات النفسية ضمن بيئة تفاعلية”. 
وأضاف: “يُمكن للطبيب أو المعالج النفسي استخدام هذا المختبر العلاجي في علاج المرضى الذين يواجهون المخاوف كالأشخاص المصابين بالتوحد الذين يعانون من الاضطرابات السلوكية، إذ يساعد المختبر على خلق بيئة افتراضية”. 
وأكد أن مواجهة المخاوف يعتبر من أهم ما يعالجه هذا المختبر، حيث يمكن استخدامه لعلاج المخاوف من الأماكن المرتفعة والخوف من الحيوانات ومواجهة الجمهور، كما أنه يساعد وبشكل كبير من لديهم صعوبات في التأقلم كالمصابين بمرض طيف التوحد. 
 وأشار إلى أنه بإمكان الطبيب أن يكون ملماً بكل ما هو بحاجته سواء فحص ضغط الدم أو دقات القلب للوصول إلى نتائج يقيس من خلالها نسبة التوتر لدى المريض، ويبني على ذلك خطة علاجية متكاملة. 
وذكر أن فكرة مشروع المختبر انبثقت من مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ومستشفى الأمل للصحة النفسية، ضمن منظومة بحثية أكاديمية صحية نفسية لتعزيز الصحة النفسية عبر استخدام التكنولوجيا والبحث العلمي. 
وأشار، إلى حرص المؤسسة على تعزيز الصحة النفسية لدى أفراد المجتمع، ومعالجة أبرز المشاكل النفسية التي تواجههم، لافتاً إلى مختبر الواقع الافتراضي للعلاج النفسي يعتبر أحد الأدوات التقنية الذكية الحديثة التي تعمل المؤسسة على تنفيذها.
وأضاف أن المتغيرات المتلاحقة والتطورات التكنولوجية المتسارعة أوجدت العديد من التحديات النفسية التي تتوجب مواجهتها بطرق علمية وتقنيات حديثة، موضحاً أن تقنية العلاج النفسي بالواقع الافتراضي ستسهم في توفير العلاج للعديد من المشاكل النفسية كالإدمان الإلكتروني وغيره، الذي يصيب العديد من الأطفال واليافعين والشباب، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية الارتقاء بجودة الصحة النفسية في المجتمعات، لتعزيز حضورها ومشاركتها الفعّالة في دفع عجلة النمو المستدام.
وقال البنا: “تعمل تقنية العلاج النفسي بالواقع الافتراضي على إيجاد بيئة علاجية مبتكرة وتفاعلية تسهم في تطوير خطط علاجية متقدمة وشخصية لشريحة أكبر من المجتمع مقارنة بالوسائل القديمة، حيث يمكن لهذه التقنية تطوير علاجات لكبار السن والأطفال ومن لديهم صعوبات حسية وإدراكية مثل القلق والإدمان الإلكتروني”. 
وأضاف: “تسمح هذه التقنية بتطوير وتحسين النتائج العلاجية من خلال تبني تقنية الواقع الافتراضي التي تستند إلى بيئات مصطنعة لمنح تجربة محاكاة سيناريوهات يمكن استخدامها لعلاج الصعوبات النفسية بما يساعد المرضى في معالجة مخاوفهم”. 
 وأفاد أن ذلك يتم بالإضافة إلى العلاج السلوكي المعرفي باستخدام الواقع المعزز لتصحيح الأفكار والسلوكيات، كما تستهدف التقنية تدريب وتعليم المصابين باضطرابات طيف التوحد على المهارات الاجتماعية من خلال البيئات التفاعلية.
وتحظى هذه التقنية بأهمية كبيرة كونها تستند إلى خلق بيئة افتراضية عالية الدقة، إلى جانب قدرتها على جمع ودمج البيانات الحيوية خلال الجلسات العلاجية لقياس نسبة التوتر والتفاعل الاجتماعي بطرق علمية ودقيقة. 
 وأكد البنا، أن هذه التقنية ترسخ مكانة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على الخريطة العالمية في مجال الابتكار النفسي، مشدد على أن تقديم خدمات الصحة النفسية يُشكل تحدياً لدول مختلفة من العالم، لذلك تم تطوير تقنية باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية.  
وأشار إلى أن هناك خدمات عديدة يقدمها مستشفى الأمل للصحة النفسية بدبي، عبر تقديم خدمة الطوارئ وتوفير قسم خاص لأصحاب الهمم لفئة كبار السن وهو القسم الوحيد على مستوى الدولة وفي المنطقة الذي يقوم بتقديم الخدمات الداخلية إن تطلب الأمر دخول المريض إلى المستشفى أو توفير العلاج والمساعدة والتأهيل في العيادات الخارجية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©