الأحد 28 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نهيان بن زايد يتوِّج السعودي محمد الوادعي ببيرق «شاعر المليون»

نهيان بن زايد يكرم الفائز بالجائزة الأولى (من المصدر)
6 مارس 2024 19:05

أبوظبي (الاتحاد)
توّج سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، الشاعر السعودي محمد آل مداوي الوادعي، ببيرق الشعر في الأمسية الختامية من الموسم الحادي عشر لبرنامج «شاعر المليون»، وقدمها الإعلاميان سعود الكعبي وميثا صباح.
حضر التتويج، معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، القائد العام لشرطة أبوظبي رئيس هيئة أبوظبي للتراث، وعبدالله مبارك المهيري، مدير عام هيئة أبوظبي للتراث بالإنابة، وجمع غفير من عشاق الشعر النبطي، وذلك بمسرح شاطئ الراحة في أبوظبي.
وبعد تنافس 5 سعوديين وكويتي على اللقب، ضمن فعاليات الحلقة الختامية التي بثت عبر قناتي أبوظبي وبينونة، ظفر باللقب محمد آل مداوي الوادعي، من المملكة العربية السعودية، وحل في المركز الثاني عامر محمد بن مبشر، فيما جاء مبارك بن مدغم الأكلبي في المركز الثالث، وأحرز عبدالله حنيف اليامي المركز الرابع، وجاء صلاح بن ضاحي الحربي في المرتبة الخامسة، من المملكة العربية السعودية، فيما حصل فيصل عبيريد العازمي من الكويت على المركز السادس.

رؤية شاملة
وصحبت المنافسات تفاعل ملايين المتابعين الداعمين لرحلة الشعراء، إذ يدعم تصويت المشاهدين الشعراء بـ 40 درجة تضاف إلى درجات لجنة التحكيم من 60 درجة (30 درجة عن الأمسية نصف النهائية، و30 درجة عن الأمسية الختامية).
وبهذه المناسبة، قال معالي اللواء فارس خلف المزروعي: نثمن الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لبرامج صون الأدب الشعبي التي تعزز، وترسخ قيم الإبداع في مسيرة الشعر، للإسهام في مضي أبوظبي قُدماً في مسيرة رؤيتها الشاملة الرامية إلى تعزيز الثقافة، وتأصيل الموروث ونقله للأجيال واحتضان المبدعين، وتقديم المتميزين من الشعراء والاحتفاء بالمنجز الشعري بعيداً عن الربح والخسارة.
وهنأ معاليه الشعراء الفائزين والحاصلين على المراكز الأولى المتقدمة في برنامج شاعر المليون، وجميع الشعراء المشاركين بالموسم الحادي عشر، مشيراً إلى أن نجوم الموسم الحادي عشر الـ 48 شاعراً، هم نخبة من خريجي هذا البرنامج، وما حققوه من إنجاز شعري يعزز إيصال الرسائل الهادفة من الشعر لمجتمعاتهم وللعالم أجمع، فالشعر رسالة تسامح ومحبة وسلام ولغة مشتركة بين الشعوب.

دعم الحركة الثقافية
من جانبه، قدم عبدالله مبارك المهيري، مدير عام هيئة أبوظبي للتراث بالإنابة خالص التهاني للشعراء، بما حققوا من إنجاز شعري يضاف إلى سجل «شاعر المليون» الذي يندرج ضمن دور إمارة أبوظبي الكبير في دعم الحركة الثقافية والتراثية، وتقدير شعراء النبط، وتثمين عطائهم، موضحاً أن البرنامج منذ انطلاق موسمه الأول عام 2006 وحتى موسمه الحادي عشر 2024 سجل بقائمة الـ 100 الأولية، أكثر من 1200 شاعر من أصل أكثر من 15000 شاعر وشاعرة قابلتهم لجنة التحكيم بشكل مباشر في جولاتها التمهيدية، وقدم 528 شاعراً من 20 دولة عربية وغير عربية، نحو 1500 قصيدة خلال البث المباشر على مسرح شاطئ الراحة ما بين قصيدة رئيسية مجاراة، وذلك عبر 167 حلقة بث مباشر.

جوائز
حصل الوادعي على 76 درجة في المركز الأول، وجائزة قدرها 5 ملايين درهم، ولقب «شاعر المليون»، وحل في المركز الثاني عامر محمد بن مبشر بحصوله على 57 درجة و4 ملايين درهم، فيما جاء مبارك بن مدغم الأكلبي في المركز الثالث، وحصل على 56 درجة، و3 ملايين درهم، وأحرز عبدالله حنيف اليامي المركز الرابع بـ 55 درجة، و2 مليون درهم، وجاء صلاح بن ضاحي الحربي في المرتبة الخامسة بجمعه 53 درجة ومليون درهم، فيما حصل فيصل عبيريد العازمي على 53 درجة في المركز السادس و600 ألف درهم.
وتحسب الدرجات في المرحلة النهائية من 100، منها 60 درجة للجنة التحكيم 30 منها في الأمسية الأولى، ومثلها في الأمسية النهائية، و40 درجة من تصويت الجمهور خلال الأمسيتين.

حزن مرصع 
المتنافس الأول في الأمسية الشاعر صلاح بن ضاحي الحربي من المملكة العربية السعودية، جاءت قصيدته في رثاء أخيه، ونوه الدكتور غسان الحسن بجمالها وتميز مطلعها، وأبدى إعجابه بالمقابلات الموجودة فيها بين الحالات التي تصفها.
وقال الدكتور سلطان العميمي، إن القصيدة مؤثرة وتساوت فيها كفتا الشعر والعاطفة، فيما وصف حمد السعيد النص بأنه من المرثيات المتميزة، وقال إنه جاء بصور شعرية جميلة ومبتكرة جعلته «مثل ثوب حزن مرصع بجواهر ثمينة».

تفرد في المدح
جاءت قصيدة الشاعر الثاني في الأمسية، عامر محمد بن مبشر من المملكة العربية السعودية، في مدح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، ووصفها الدكتور سلطان العميمي بأنها من القليل المتفرد في باب المدح، وقال، إن القصيدة مكتوبة بذكاء الشاعر الذي يدرك ما كتب قبله من مدح كي ينأى عن التكرار والتقليد، مضيفاً أنها «قصيدة شامخة عن قامة شامخة. وقال حمد السعيد، إن هذا النص لا يكتبه إلا شاعر عظيم ومتمكن، وذهب إلى أن عظمة النص من عظمة الشخصية التي يتحدث عنها في المقام الأول. وأشاد بالصور الشعرية والابتكار في النص ووصفه بأنه «يكتب بماء الذهب». 
من جهته، وصف الدكتور غسان الحسن النص بأنه «مدح لمن يستحق وأكثر من ذلك». وتوقف الحسن عند الإضاءات الجمالية التي حوتها القصيدة، وقال، إنها لا تأتي إلا من شاعر متمكن. وأشاد بتضمين الشاعر كلمات القصيدة بمفردات ثقافية منحتها دلالات إضافية.

رمزية شفافة
ثالث شعراء الأمسية، كان عبدالله حنيف اليامي من المملكة العربية السعودية، اتخذ من مسابقة «شاعر المليون» موضوعاً لقصيدته، التي أشاد بها حمد السعيد، ونوه بأن الشكل الظاهر فيها هو الغزل، ولكن المتمعن يستطيع أن يرى أنها تتحدث عن موضوع المسابقة. وهو ما وافقه عليه الدكتور غسان الحسن بقوله إن القصيدة رمزية وشفافة، وجاءت بصورة عاطفية، في حين أنها تتحدث عن المسابقة ومسيرة الشاعر فيها. وأظهر الحسن إعجابه باستخدام الشاعر التفاصيل الدقيقة في الوصف ومزجها بمشاعره.
الدكتور سلطان العميمي بدوره أثنى على القصيدة، وقال إن الشاعر استطاع تقديمها بشكل غير تقليدي، رغم أن غرضها تقليدي، وذلك من خلال الصور الشعرية وبناء النص والدلالات الموجودة فيه.

أمجاد الوطن 
رابع شعراء الأمسية، فيصل عبيريد العازمي من الكويت، كانت قصيدته وطنية، وقال الدكتور غسان الحسن، إنه بنى قصيدته بوعي منتقلاً فيها من مدح صاحب السمو أمير دولة الكويت إلى ذكر أمجاد الوطن ومجريات أحداثه التاريخية، مشيراً إلى أن الشاعر في القصيدة أوصل للمتلقين أحاسيس جميلة عن وطنه ورموزه.
الدكتور سلطان العميمي من جانبه، أشار إلى أن القصيدة فيها اشتغال احترافي في غرضها الذي كتبت فيه، بداية بخطاب صاحب السمو أمير دولة الكويت، ثم الانتقال إلى رحلة زمانية ومكانية في تاريخ الكويت. وقال، إن الشاعر استطاع أن يقدم نموذجاً للقصيدة الوطنية التي تحمل أيضاً الملامح الخاصة بهوية الممدوح وهوية الوطن وهوية الشاعر وبصمته. أما حمد السعيد، فأشاد بالنص والصور الجمالية فيه، متوقفاً عند عدد من مواضعه لبيان تميزها.

تصوير متميز
الشاعر مبارك بن مدغم الأكلبي من المملكة العربية السعودية، هو المتنافس الخامس في الأمسية، وجاءت قصيدته في مدح سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. ووصف الدكتور سلطان العميمي القصيدة بأنها تنهل من أسلوب المدح التقليدي في عدد من المواضع، لكنها في الوقت نفسه لم تخلُ من التصوير الشعري المتميز، بما يمزج بين الأسلوبين.
وأشاد حمد السعيد بالنص، ونوه بالمحسنات البديعية فيه، مثل الجناس والطباق، كما أثنى على استخدام التكرار بطريقة تدل على حرفة الشاعر وبما يضيف إلى المعنى. وتوقف السعيد عند جماليات عدد من الأبيات.
وقال الدكتور غسان الحسن، إن القصيدة فيها الكثير من الصور الشعرية، وأبدى إعجابه بالتناص الوارد في القصيدة مع أبيات أبي العتاهية الشاعر العباسي، وإحالاتها إلى الميثولوجيا الإغريقية.

دراما مبتكرة
الشاعر السادس في الأمسية، محمد آل مداوي الوادعي من المملكة العربية السعودية، كان والده موضوع قصيدته، التي وصفها حمد السعيد بأنها تجسد البر بالوالد، وقال، إن دراما الحزن في النص مبتكرة في صورها الشعرية وأسلوبها المختلف تماماً، متوقفاً عند ملامح من جماليات القصيدة.
ووصف الدكتور غسان الحسن النص بأنه إنساني وشخصي ذاتي في آن واحد، وأشاد بتميز بناء النص وطرحه وأساليبه.
وقال الدكتور سلطان العميمي، إن القصيدة مليئة بالإحساس وبالصدق وبالشعر، وأشاد بتوظيف الشاعر عبارات وكلمات قالها والده ضمن نسيج النص، ونوه بأن القصيدة فيها من التصوير ما يساعد على خلق مشاهد بصرية عميقة ومتميزة لدى السامع.

لوحات تراثية 
شهدت الحلقة تقديم عدد من اللوحات التراثية المتميزة عبر أوبريت «صوت الأجيال» الذي قدم لوحات من «الهمبلي» و«العيالة» بكلمات المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، و«المنكوس» من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ومن أداء نجم المنكوس نهيان المنصوري، و«النهمة» بكلمات من التراث وأداء سيف العلي، و«الونة» من كلمات سعيد بن عتيق الهاملي وأداء محمد بن عزيز الشحي، و«الحربية» من كلمات الشاعر جمعة الغويص السويدي، و«التغرودة» من كلمات الشاعر محمد بن صبيح الفلاسي وأداء سالم بن كدح الراشدي، كما أدت اللوحات فرقة أبوظبي للفنون الشعبية بقيادة مبارك العتيبة، والرؤية الموسيقية والألحان لفايز السعيد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©