الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مواطنون يغتنمون «جاذبية الأسعار» لترقية استثماراتهم العقارية

مواطنون يغتنمون «جاذبية الأسعار» لترقية استثماراتهم العقارية
15 يوليو 2020 01:55

 يوسف العربي (دبي)

أقبل مواطنون على اقتناص الفرص العقارية وشراء «العقارات العائلية» من الفلل الكبيرة ذات المساحات الداخلية والحدائق الواسعة، بغرض ترقية وتوسيع مساكنهم الحالية، أو الاستفادة من عوائدها الإيجارية المضمونة، وفق مطورين عقاريين رصدوا إقبالاً كبيراً على هذا النوع من العقارات المتميزة. وتمكنت شركات تطوير رئيسة من بيع جميع الوحدات المطروحة من فئة العقارات العائلية، خلال الربع الثاني من العام 2020، على الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة «كورونا»، والإجراءات الاحترازية التي تم تطبيقها للحد من انتشار الفيروس خلال الفترة الماضية.

ولفت المطورون إلى أن المواطنين شكلوا نحو 80% من قاعدة المشترين للفلل العائلية الواسعة التي تم طرحها خلال الآونة الأخيرة، فيما باتت العقارات القريبة من أبوظبي ودبي الأكثر حظوة وإقبالاً، نتيجة اعتماد الطلب على المستخدم النهائي، الذي غالباً ما تكون له روابط أسرية في الإمارتين.
وسارع مطورو العقارات إلى تعديل مخططات مشاريعهم المستقبلية، من خلال زيادة المساحات الداخلية والمشتركة، لتلبية طبيعة الطلب الجديد في السوق العقاري، والذي يركز بشكل أساسي على مفهوم العقارات العائلية من الفلل والوحدات ذات المساحات الواسعة.

عقارات عائلية 
 أكد عقيل كاظم، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية لدى شركة «نخيل»، أن «العقارات العائلية» ذات المساحات الواسعة والحدائق، تشهد إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين الذين يشكلون الغالبية ضمن قاعدة المشترين لهذا النوع من العقارات.
وقال كاظم لـ «الاتحاد»: إن شركة نخيل العقارية تمكنت من بيع 200 فيلا بقيمة تجاوزت 400 مليون درهم في منطقتي «ند الشبا و«الفرجان» منذ مارس الماضي، رغم الإجراءات الاحترازية المرتبطة بجهود الحد من انتشار فيروس «كورونا»، ما دفع الشركة لإطلاق المزيد من الفلل المعروضة للبيع على مدار العام.
وأضاف أن المبيعات العقارية اعتمدت بشكل أساسي على المستخدمين النهائيين من المواطنين الذين وجدوا الفرصة سانحة أمامهم لترقية وتوسيع مساكنهم العائلية، مستفيدين من العروض والأسعار، لافتاً إلى أن قرب المشروع من أبوظبي يزيد من جاذبيته، نظراً للروابط الأسرية ورغبة المشتري في أن يكون قريباً من أفراد عائلته في الإمارتين.
وأكد كاظم، أن الوقت الراهن يمثل الفرصة المثالية لامتلاك العقار العائلي، حيث تتوافر البيئة الاستثمارية الجاذبة بكل مفرداتها، بدءاً من الاستقرار، وتطور البنية التحتية، والأسعار المنافسة، والعوائد الاستثمارية القوية.

إقبال كبير 
من ناحيته، قال إسماعيل الحمادي، الرئيس التنفيذي لشركتي «الرواد للعقارات» و«بيزنت للاستشارات»: إنه على الرغم من التحديات التي فرضتها مستجدات جائحة كورنا، وتأثيرات ذلك على الأسواق العقارية في مختلف أنحاء العالم، تنبه المطورون العقاريون في الإمارات إلى زيادة الإقبال على العقارات العائلية التي تتمتع بمساحات واسعة ومرافق ترفيهية.
وأشار إلى أن مطوري العقارات الرئيسيين، الذين قاموا بطرح فلل ووحدات عقارية واسعة، تمكنوا من بيعها خلال فترة وجيزة، ما يعكس تغيراً كبيراً في سلوكيات الشراء بالسوق العقاري الذي بات أكثر اعتماداً على المستخدم النهائي للعقار، لاسيما من الجيل الجديد من المواطنين الذين شكلوا نحو 80% من قاعدة مشتري الفلل العائلية الواسعة.
ولفت الحمادي إلى أن جزءاً كبيراً من المستثمرين المواطنين وجدوا في الأسعار والعروض الجاذبة فرصة لاستبدال مساكنهم العائلية الحالية بمساكن بمساحات داخلية وحدائق أوسع لتعزيز رفاهية حياتهم الأسرية، معتبراً في ذلك اتجاهاً إيجابياً يعكس تنامي وعي المستثمر العقاري.
ولفت إلى أن مطوري العقارات من جانبهم اتجهوا إلى تعديل مخططات مشاريعهم المستقبلية، من خلال زيادة المساحات الداخلية والمشتركة، لتلبية طبيعة الطلب الجديد في السوق العقاري والذي يركز بشكل أساسي على مفهوم العقارات العائلية.
وأوضح الحمادي أن هذا الأمر يتزامن مع فتور شهية السوق العقاري إلى الوحدات الصغيرة، لا سيما من فئة «الأستوديو»، مع وجود فائض عرض نسبي أثر على أسعارها وعوائدها الاستثمارية في الآونة الأخيرة.
وتوقع الحمادي أن ترتفع الخطوط الاسترشادية المتعارف عليها للحدود الدنيا لمساحات الوحدات العقارية من 380 قدم لـ«الأستوديو»، لتصبح أكثر من 550 قدماً مربعة، وللوحدة من فئة غرفة وصالة من 600 قدم إلى 800 قدم مربعة، ومن 750 قدماً لفئة الغرفتين وصالة إلى 1200 قدم، ليودع السوق العقاري بذلك الوحدات الضيقة.
من جانبها، أطلقت شركة ماجد الفطيم العقارية، الأعمال الإنشائية لمشروع «إيلان» بعد بيع 594 وحدة سكنية في حي «إيلان السكني» على مرحلتين، وبلغت قيمتها الإجمالية 900 مليون درهم.

المستخدم النهائي 
وقال أكد مهند الوادية، المدير الإداري لشركة «هاربو» العقارية والمحاضر بكلية دبي العقارية التابعة لدائرة الأراضي والأملاك، إن قطاع العقارات تأثر بتداعيات أزمة «كوفيد - 19»، حيث جاء هذا التأثر في شكل حركة تصحيح سعري تدريجي.
ولفت إلى أن هذا التصحيح السعري منح الفرصة أمام شريحة كبيرة من المستثمرين المواطنين والمقيمين لترقية مساكنهم العائلية، من خلال شراء عقارات أكثر اتساعاً ورحابة، لافتاً إلى أنه اتجاه يغذي الطلب على نوع مهم من العقارات.
وقال الوادية: إن «العقارات العائلية» من الفلل والوحدات السكنية ذات المساحات الداخلية الرحبة، كانت أكثر صموداً في مواجهة التحديات العالمية المرتبطة بجائحة «كورونا» ومستجداتها على القطاع العقاري، مقارنة بالوحدات والفلل العقارية الضيقة التي سجلت نسب انخفاض أكبر على مستويي البيع والإيجار.
وتوقع تركيز المطورين العقاريين على طرح العقارات العائلية ذات المساحات الواسعة، ليظل ذلك واحداً من أهم السمات المتوقعة للقطاع على مدار السنوات المقبلة.

تصميمات هندسية 
من ناحيته، قال محمد تركي، مدير الإدارة والاستثمار بمجموعة «الوليد العقارية»: إن جائحة كورونا أحدثت تغييرات على نوعية الطلب العقاري وقاعدة المشتريين، حيث زاد التركيز على العقارات العائلية الواسعة، فيما شهدت الوحدات العقارية من فئة الاستوديو أكبر نسبة انخفاض.
ولفت إلى أن إقبال المستثمرين الإماراتيين على العقارات العائلية الواسعة، يأتي بدافع الترقية من خلال استبدال المنازل الحالية بمنازل أوسع، أو بغرض ضمان تحقيق عوائد إيجارية عالية ومضمونة، حيث يظل العقار الأوسع أكثر جاذبية وقدرة على توليد الأرباح.
وبالنسبة للوحدات العقارية، كشف تركي أن الشركة أقدمت على إجراء تعديلات في تصميم عدد من مشاريعها المستقبلية، من خلال إعادة توزيع الوحدات، لتشكل الوحدات العقارية من فئة الغرفتين وثلاث غرف، ذات المساحات الكبيرة، النسبة الأكبر من المباني قيد التصميم، مقابل تقليص عدد الوحدات من فئة الاستوديو، في استجابة لطبيعة الطلب الحالية والمتوقع استمرارها لسنوات.
وأضاف: «إننا أمام سوق عقاري في طبيعة الطلب، إلى جانب اعتماد السوق العقاري في الوقت الراهن على المستخدم النهائي للعقار، ووصول العقارات إلى مستويات سعرية مغرية تتيح له انتقاء الأفضل والأرحب».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©