الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الفائض والأسعار يضغطان على مرافق تكرير النفط

مصفاة لتكرير النفط في فيلادلفيا بالولايات المتحدة (رويترز)
19 يوليو 2020 01:12

حسونة الطيب (أبوظبي)

تواجه مرافق التكرير حول العالم العديد من المخاطر والمعاناة، التي قد تؤول ببعضها لمصير الإغلاق. وفي ظل ضبابية الطلب على النفط وارتفاع المخزونات، زادت تكلفة التكرير، بعد أن عمدت أوبك والدول المنتجة الكبيرة، إلى خفض مستويات الإمدادات. ونتج عن ذلك، ضغوطات على أرباح شركات التكرير، التي تقوم بتحويل الخام لمنتجات مثل، الديزل ووقود الطائرات والبنزين. 
وانخفض الخامان القياسيان 1% الخميس بعد أن اتفقت «أوبك» وحلفاؤها، على تقليص تخفيضات الإمدادات البالغة 9.7 مليون برميل يومياً، والتي طُبقت في وقت سابق من العام الجاري بواقع مليوني برميل يومياً، اعتباراً من أغسطس. وتعتبر أوروبا، أكثر المناطق عرضة للمخاطر، نظراً لقدم معظم مرافق التكرير، وطرح الحكومات لمبادرات تنادي بالتخلي عن استخدام الوقود الأحفوري لتشغيل وسائل المواصلات. 
وأكد محللون في مجموعة «يو بي إس» المصرفية الاستثمارية، أن نحو 3 ملايين برميل يومياً من سعة التكرير، أو 3% من الإجمالي العالمي، ينبغي إزالتها من السوق العالمية بنهاية 2021، حتى يكون القطاع قادراً على تحقيق الأرباح. كما ينبغي أيضاً، إرغام بعض مرافق التكرير الأميركية الصغيرة ونظيراتها في آسيا والمحيط الهادئ، على الالتزام بذات النهج، بحسب فاينانشيال تايمز.
تتسم مرافق التكرير الحديثة، بالعديد من التعقيدات وزيادة الكفاءة، ما يمكنها من معالجة أنواع مختلفة من الوقود الخام بتكلفة منخفضة، أما المرافق التي تم بناؤها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، أكثر عرضة للخسائر.
وبدأ الطلب العالمي للوقود في التعافي من عمليات الإغلاق في أبريل ومايو، عندما تراجع الاستهلاك العالمي بنحو 20%، بينما يرى قلة من خبراء القطاع إمكانية بلوغه مستويات ما قبل اندلاع الفيروس، قبيل نهاية 2021. وتعرضت بعض مرافق التكرير للخسائر بالفعل، وذلك بمجرد حساب التكلفة الكلية للتشغيل. 
ويقول بعض المحللين، إن النظرة المستقبلية للقطاع، شبيهة بالفترة التي أعقبت الأزمة المالية، عندما لم تتمكن هوامش الربح من تحقيق الانتعاش، إلا بعد إغلاق عدد من مرافق التكرير إلى الأبد. 
ليس من السهولة توقع مرافق التكرير التي تقوم بإغلاق أبوابها، خاصة أن الحكومات غالباً ما تدعم هذه المرافق، تخوفاً من عدم تأمين الإمدادات الكافية. لكن تشير أرقام القطاع، إلى أن مرافق مثل، إيسار في منطقة ستانلو في شمال غرب إنجلترا وميلازو التابع لشركة إيني الإيطالية في صقلية، ربما تواجه معاناة كبيرة، بجانب جرانجماوث، المرفق الوحيد لتكرير وقود السيارات في أسكتلندا. وتخطط شركة جونفور العاملة في تجارة السلع، لوقف مرفقها في انتويرب البلجيكية عن العمل. 
وقع قطاع التكرير تحت الضغوطات حتى قبل اندلاع فيروس كورونا، نتيجة لخطط طويلة الأجل تبنتها الحكومات للتخلي عن استخدام الوقود الأحفوري وللمنافسة من قبل المرافق الحديثة في آسيا. وقررت مؤخراً شركة هولي فرونتير الأميركية، تحويل مرفقها في ولاية وايومنج، لإنتاج وقود الديزل الحيوي، الطريق الذي قد تسلكه كل من توتال وإيني، فيما يتعلق بمرافقهما في أوروبا.
ويقدر ريتشارد جوسويك، مدير تحليل مرافق التكرير في جلوبال إس آند بي، متوسط الأرباح السنوية لمرافق التكرير، بنحو 10 دولارات للبرميل، الربح الذي تراجع لنحو النصف حاليا.  
وبصرف النظر عن تراجع الأرباح، أظهر قطاع التكرير الأميركي، نمواً نسبياً، حيث بدأت مرافق التكرير الأميركية، في معالجة المزيد من الخام خلال الفترة الأخيرة، لكن وفي ظل فرض الولايات الكبيرة الأكثر استهلاكاً للوقود لعمليات الإغلاق، ربما يبطئ ذلك من وتيرة الاستهلاك. ويوشك مخزون البنزين الأميركي على بلوغ ذروته، رغم بدء موسم التجوال الصيفي بالسيارات بين الولايات، الذي يسهم بشكل كبير في معدل الاستهلاك. 
ويرجح أحد خبراء التكرير في المملكة المتحدة، وجود 10 مرافق للتكرير حول العالم، معرضة للمخاطر خلال السنوات القليلة المقبلة. علاوة على ذلك، وفي بلدان مثل المملكة المتحدة التي تخطط لحظر بيع السيارات الجديدة العاملة بالبنزين أو الديزل خلال العقد المقبل، ربما تجد مرافق التكرير نفسها خارج دائرة السوق. وبذلك، يكون الاستثمار بغرض إنعاش أرباح طويلة الأجل في هذا القطاع، محفوفة بالكثير من المخاطر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©