السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وباء «كورونا» يسرّع الدمج بين الصناعة والتجارة الإلكترونية

خلال الجلسة الافتراضية للقمة العالمية (من المصدر)
5 أغسطس 2020 00:39

أبوظبي (الاتحاد)

أكد خبراء أن الاضطراب الذي أحدثه وباء كورونا في سلاسل التوريد العالمية، ساهم في تأكيد أهمية توظيف تقنية إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي، ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في جلسة نقاش نظمتها القمة العالمية للصناعة والتصنيع، ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية التي تعقدها بشكل أسبوعي، تمهيداً لانطلاق مؤتمرها الافتراضي في 4 و5 سبتمبر من العام الحالي.
وقالت هيلينا ليساتشوك، المدير الأول العالمي لشؤون إنترنت الأشياء في شركة ديلويت: «سيساهم توظيف تقنية إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي، ودمجها بشكل كامل مع منصات التجارة الإلكترونية، في تسهيل وتسريع المعاملات، وبالتالي تعزيز سلاسل التوريد. وعلى الشركات الكبيرة مساعدة صغار الموردين والتأكد من تجاوزهم لهذه الفترة الصعبة، ومساعدتهم في التخطيط للمستقبل، وذلك لتحقيق أكبر قدر من الفائدة للجميع».
وبدوره، أشار سانجي كو، النائب السابق لرئيس شركة سامسونج إليكترونيكس، والمدير الإداري لشركة «تي أم سي»، إلى أن على الشركات العاملة في القطاع الصناعي الاستفادة من تجربة منصات التجارة الإلكترونية ونجاحها في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتحليل التنبُّئي، في أعمالها، وقال: «غالباً ما يشكل الدمج بين سلاسل التوريد والقطاع الصناعي تحدياً كبيراً، فهناك العديد من المصانع الذكية التي لم تتمكن من تحقيق التكامل مع سلاسل التوريد. ولا شك أن سعيها نحو تحقيق هذا التكامل سيعود عليها بمكاسب كبيرة».
إنترنت الأشياء
ومن جانبه، أوضح الدكتور إريك مايزر، رئيس المركز المختص بالأعمال المستقبلية في الرابطة الألمانية لصناعة الهندسة الميكانيكية، أن توظيف تقنيات إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي، ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية، سيتيح للشركات الصناعية تقديم خدمات ما بعد البيع المتميزة، تساهم في تعزيز أعمالها المستقبلية. وقال: «تقوم شركات صناعة المعدات الثقيلة حالياً بربط المعدات التي توردها للسوق من خلال تقنية إنترنت الأشياء، وتستخدم البيانات التي تجمعها لفهم احتياجات العملاء، وتقديم العديد من الخدمات الرقمية الجديدة. وقد تعزز منصات التجارة الإلكترونية، التي تربط الشركات بالعملاء، هذا التوجه في المستقبل القريب. ويمكن للتحول الرقمي أن يلعب دوراً كبيراً في تقديم خدمات إضافية للعملاء، مما يعزز فرص نجاح الشركات الصناعية».
ومن جهتها، أضافت «ليساتشوك» أن توظيف تقنية إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي، ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية، سيساهم في تلبية الطلب المتنامي على تخصيص المنتجات وتصميمها حسب الطلب. وقالت: «توفر منصات التجارة الإلكترونية التي تجمع بين الشركات والعملاء منتجات مصممة خصيصاً لعملائها. ويمكن لشركات القطاع الصناعي محاكاة تجربة منصات التجارة الإلكترونية، وتوفير إمكانية تخصيص المنتجات وتوزيعها على العملاء».

دمج الشركات 
وأكدت ليساتشوك أهمية التعاون بين الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة وتقديم الدعم لها، سواء من حيث توفير البنية التحتية الضرورية أو الخدمات الرقمية بأسعار معقولة، خاصة في ظل الدور الكبير الذي تلعبه هذه الشركات في الابتكار، وفي تقديم منصات تكنولوجية جديدة، وأثرها الكبير على سلاسل التوريد.
وقالت ليساتشوك: «أتوقع مزيداً من التعاون بين الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة، خاصة أن هذا التعاون سيساهم في خلق نماذج عمل جديدة. وأتوقع قيام الشركات الكبيرة بلعب دور أكبر وتحمل مسؤوليات اجتماعية أوسع، خاصة مع التوجه السائد بتأكيد الالتزام تجاه المجتمع والبيئة». ومن جهته، أكد «مايزر» ضرورة قيام الشركات الصغيرة والمتوسطة ببناء منصات تشاركية بالتعاون مع نظيراتها، مشيراً إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة غالباً ما تكون شركات صناعية متخصصة وتتمتع بقوة كبيرة في الاقتصاد. وقال: «تفتقر الشركات الصغيرة والمتوسطة، في الكثير من الأحيان، للمال أو القدرات اللازمة لإنشاء منصاتها الخاصة، لذلك يتوجب عليها التعاون مع بعضها البعض، لتحقيق التكامل فيما بينها، وبالتالي تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة للجميع».

المنصات الإلكترونية
وبدوره، أوضح «سانجي كو» أن ضمان موثوقية وأمن وجودة البيانات التي يتم جمعها عبر المنصات الإلكترونية، يشكل التحدي الأكبر أمام الشركات التي تدمج إنترنت الأشياء الصناعية مع التجارة الإلكترونية، مشيراً إلى أن سلاسل التوريد كانت غير متصلة في السابق، وقال سانج كو: «يتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجهها الشركات الصناعة، اليوم، في ضعف تعاونها مع الموردين، فيما يتعلق بمشاركة البيانات، ويتوجب عليها إيجاد حلول لهذا التحدي، إذا ما أردنا تحقيق نتائج أفضل في مختلف المجالات. وأعتقد أن الحل يكمن بتوطيد علاقات الشركات الصناعية مع الموردين وإقناعهم بأهمية هذه الخطوة في تحقيق أهدافهم المشتركة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©