الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رغم تداعيات أزمة «كوفيد-19».. المشاريع الزراعية تزدهر في البرازيل

رغم تداعيات أزمة «كوفيد-19».. المشاريع الزراعية تزدهر في البرازيل
17 أغسطس 2020 00:46

فيرا (أ ف ب) 

يؤكد رودريغو بوزوبون أنه «ذاهب لتمضية إجازة في أوروبا بمجرد انتهاء وباء كوفيد- 19»، فهذا المهندس الزراعي يحقق إيرادات كبيرة في ولايته ماتو غروسو في وسط البرازيل الغربي حيث تبدو المشاريع الزراعية الخاصة في وضع ممتاز هذا العام بفضل الطلب الصيني القوي.
ويقود مسلك ترابي طويل إلى مزرعة «جاسانا» التي يملكها رودريغو والممتدة على 2350 هكتاراً في منطقة فيرا، على بعد ستين كيلومتراً من سوريسو المصنفة عاصمة المشاريع الزراعية الخاصة في البرازيل.
وتضم المنطقة 1.5 مليون هكتار من المحاصيل الزراعية (15 ألف كيلومتر مربع). وباتت حقول الصويا والذرة، المحورة وراثياً في معظمها، جافة تماماً حالياً، إذ انتهى الحصاد قبل أسابيع قليلة وبيعت المحاصيل إلى شركات تجارية كبرى في المنطقة، بينها «كارجيل» و«دريفس» و«كوفكو». وتشكل الصين السوق الأبرز لهذه المنتجات إذ استحوذت على 72.6% من المبيعات خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة.
وإضافة إلى طلب الصين التي تؤمّن بهذه الطريقة العلف لدواجنها، وفّرت الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وانخفاض قيمة الريال البرازيلي بنسبة 25% في مقابل الدولار، دعماً للمشاريع الزراعية الخاصة التي تشكل أكثر من خُمس إجمالي الناتج المحلي في البرازيل.
وسجلت صادرات الصويا، أبرز منتج تصدّره البرازيل، ازدياداً بنسبة 36.3% لناحية الكمية و33.3% لجهة القيمة السوقية بين يناير ويوليو مقارنة مع الفترة نفسها من 2019.
وصدّرت البلاد منها مقابل 23.8 مليار دولار.
ومن شأن هذا الارتفاع أن يتسبب في تراجع في مخزون الصويا في البرازيل، أكبر البلدان المصدّرة لها في العالم، إلى أدنى مستوياته التاريخية رغم المحاصيل القياسية هذه السنة.
ويأتي هذا الأداء الجيد ليتباين مع الوضع في باقي القطاعات الإنتاجية الأخرى في الاقتصاد الأكبر في أميركا اللاتينية.
ففي هذا العام، من المتوقع أن يشهد إجمالي الناتج الإجمالي تراجعاً تاريخياً بنسبة 6% بسبب وباء «كوفيد- 19»، رغم نمو القطاع الزراعي بنسبة 2%، وفق معهد البحوث في الاقتصاد التطبيقي.
غير أن المشاريع الزراعية البرازيلية التي سجلت نمواً كبيراً في صادراتها من لحوم المواشي (+32.3%)، تثير أيضاً انتقادات بسبب الشبهات عن مسؤوليتها في قطع الأشجار في الأمازون، حيث تخطت رقعة إزالة الأحراج منذ مطلع 2020 المستويات القياسية في العام الماضي.
ويكفي التحليق فوق سوريسو أو فيرا أو سينوب، وهي من مراكز المشاريع الزراعية الخاصة أيضاً في ماتو غروسو، لملاحظة انحسار رقعة الغابات الاستوائية.
فمنذ وصول الرئيس جايير بولسونارو المؤيد لفتح الأمازون على الأنشطة المنجمية والزراعية وتربية المواشي، إلى الحكم سنة 2019، بلغ التوتر بشأن إدارة هذه الغابات أوجه.
وشاركت عائلة رودريغو بوزوبون المتحدرة في أصولها من إيطاليا، في حركة الهجرة في السبعينيات بين جنوب البرازيل وهذه المنطقة الزراعية الشاسعة الواقعة بين سهل سيرادو المركزي والأمازون.
ويرى هذا المزارع أنه من المستحيل زيادة الإنتاج الزراعي من دون القضاء على الغابات، على سبيل المثال من خلال تحويل ملايين الهكتارات التي أزيلت منها الأحراج إلى أراض مزروعة.
يذكر أن المزارعين اضطروا خلال السنوات الأخيرة إلى ترك 80% من أراضيهم الشاسعة على حالتها الطبيعية واستغلال ما لا يزيد على 20% منها.
ويقول رودريغو: في الماضي، أسأنا التصرف لأننا أزلنا الأحراج، وعمد أصحاب بعض المزارع إلى قطع مساحات من الأشجار أكثر من الحد المسموح به. ولكن جرى تصحيح هذا الوضع واضطررنا لدفع تعويضات «بيئية»، في إشارة إلى الغرامات التي استُخدمت لاحقاً لتمويل حماية الغابات.
ورغم كونها محظورة قانوناً، لا تزال تسجَّل حرائق يفتعلها مزارعون في المناطق التي قطعت فيها الأحراج من أجل زرع محاصيلهم أو استخدامها كمراع لمواشيهم، في منطقة الأمازون خلال موسم الجفاف الذي ينطلق في ‏‏يوليو.
وليس بعيداً من سينوب، رصد مراسلو وكالة فرانس برس الكثير من الأحراج المحروقة.
وأخمدت هذه الحرائق الخارجة عن السيطرة بشكل طبيعي لدى وصولها إلى الغابة، ولكنها أيضاً تسببت في أضرار كبيرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©