عدد اليوم
يوسف العربي (دبي)
يترقب قطاع التجارة العالمي والمحلي استعادة مسار النمو خلال الأشهر المقبلة بعد أن كشفت جائحة «كورونا» أهمية سلاسل التوريد في تأمين المخزونات الكافية، بحسب تقرير «تدفق تغييرات التجارة الدولية» الصادر عن «سي بي آر إي» للأبحاث والاستشارات، والتي أكدت في تقريرها أن التوسعات الجارية في ميناءي خليفة و«جبل علي» من شأنها المساهمة في استيعاب زيادة الطلب المرتقبة بمنطقة الشرق الأوسط، خلال السنوات المقبلة.
وأكد التقرير أن الإمارات سجلت واحداً من أعلى المعدلات العالمية في نسبة حجم التجارة إلى الناتج المحلي الإجمالي للدولة، والتي بلغت أكثر من 80%، متساوية في ذلك مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، فيما تراوحت هذه النسبة في الولايات المتحدة الأميركية، والصين واليابان بين 20% و39%، فيما تراوحت نسبة حجم التجارة في الهند إلى الناتج المحلي الإجمالي بين 40% 59%، وبين 60% إلى 79% في كل من المملكة المتحدة، وفرنسا، وكندا، والمملكة العربية السعودية، وبين 40% و59% في مصر.
وقال التقرير: إنه على مدار السنوات القليلة الماضية، أدت التوترات التجارية والجيوسياسية والتقدم التكنولوجي وارتفاع تكاليف النقل إلى قيام الشركات بتنويع سلاسل التوريد وإضفاء الطابع الإقليمي عليها، وهو الاتجاه الذي تسارع مع ظهور جائحة «كوفيد 19». وخلص التقرير إلى أنه على الرغم من التغييرات التي أحدثتها جائحة «كوفيد 19» على التجارة العالمية، إلا أن أي تراجع في هذا القطاع بات أمراً مستبعداً خلال الفترة المقبلة، حيث يستعد القطاع لاستعادة مسار النمو مدفوعاً بزيادة الطلب على رفع المخزونات من السلع والبضائع لتلبي الاحتياجات لشهور بعد أن كانت لأسابيع.
ولفت التقرير إلى أن التوسعات التي يقوم بها ميناء خليفة في أبوظبي لزيادة طاقته الاستيعابية إلى أكثر من 15 مليون حاوية نمطية في عام 2030، فضلاً عن زيادة القدرات الاستيعابية لميناء جبل علي عبر استخدام أحدث تقنيات المناولة والتخزين والتي ترفع الطاقة الاستيعابية للمحطة الرابعة بالميناء بنسبة 200% تأتي في الوقت الذي تستفيد فيه موانئ الشرق الأوسط من التغييرات الحاصلة في سلاسل التوريد العالمية.
وأكد أندرو أرمسترونج، المدير المساعد ورئيس وكالة الصناعة واللوجستيات في «سي بي آر إي»، في اتصال هاتفي مع «الاتحاد» أن دولة الإمارات العربية المتحدة سجلت واحداً من أعلى 10 معدلات عالمية في نسبة حجم التجارة إلى الناتج المحلي الإجمالي للدولة والتي بلغت أكثر من 80%، متساوية في ذلك مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، الأمر الذي يعظم من استفادتها من النمو المرتقب بقطاع التجارة العالمي.
