السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتعـاش التجارة الإلكترونية يرفع قيمة «المستودعات»

معدلات استخدام المستودعات كانت قبل الوباء مرتفعة (أرشيفية)
23 أغسطس 2020 00:12

حسونة الطيب (أبوظبي)

المنافسة بين الشركات العقارية العاملة في مجال المستودعات، حول المساحات الصناعية المهملة والمراكز التجارية المهجورة، جديرة بالمراقبة، ليس لأنها ستشكل مستقبل التجارة الإلكترونية العالمية فحسب، بل من المتوقع أن تسهم في تغيير المنظر العام للمدن أيضاً. 
وعلى سبيل المثال، من المتوقع أن تتحول منطقة حديقة وادي لي والمحلات التجارية المتهالكة مثل مذركير في ريفنسايد ريتيل بارك في لندن، لمستودعات لشركات التجارة الإلكترونية، ودفعت شركة برولوجيس العقارية الأميركية، 51 مليون جنيه إسترليني (68 مليون دولار) في يناير الماضي، للاستحواذ على هذه المنطقة، قبيل أن يفاقم كوفيد-19، من معاناة المحلات المتبقية، وفور انتهاء عقود إيجار هذه المحلات، تخطط الشركة لتحويل المنطقة لمستودعات للتجارة الإلكترونية، النمط السائد في الوقت الحالي في العالم وفي أميركا، عبر تحويل المراكز التجارية المهجورة لمراكز خدمات لوجستية. 
وفي أعقاب بداية متعثرة نهاية تسعينيات القرن الماضي، تحولت شركة برولوجيس العقارية، لأكبر مالك لمستودعات أمازون، ومن بين أكبر شركات المستودعات في العالم في الوقت الحالي، وبعد اندماج برولوجيس مع شركة أيه أم بي للعقارات، بلغت قيمة العقارات التي تملكها وتديرها الشركة نحو 46 مليار دولار.
ومنذ ذلك الوقت، بدأت الشركة التي تعمل في مجال الاستثمارات العقارية، في التوسع حول العالم، لتقدر قيمة أصولها بنحو 125 مليار دولار، ومساحة أرضية تناهز مليار قدم مكعبة (90 كيلو متراً مربعاً)، وساعد انتعاش التجارة الإلكترونية، في ارتفاع قيمة أسهم الشركة وقيمتها السوقية لنحو 68 مليار دولار، بحسب ذا إيكونيميست. 
وبإدراك القيمة الاستثمارية العقارية، في ظل انتعاش التجارة الإلكترونية، سارعت شركة بلاكستون لإدارة الأصول البديلة، لاستثمار ما يزيد على 25 مليار دولار في المستودعات في أميركا وأوروبا، وتقدر المساحة اللوجستية التي تملكها الشركة، بنحو 850 مليون قدم مكعبة حول العالم، فضلاً عن 45 مليار دولار من أموال المستثمرين المخصصة للصفقات العقارية.  ومن مميزات العمل التجاري الاستثماري في مجال المستودعات، سهولة التخلي عنها أو تحويلها لأي نشاط آخر وانعدام تكاليف الصيانة والتسيير، ويرى بعض الخبراء أنه من المهم قبل الدخول في القطاع، تحديد نوع النشاط الذي تخدمه المستودعات مثل: أسواق المستهلك العامة بدلاً من خدمة المنتجين، نظراً إلى أن المصانع هي التي تغير مواقعها وليس المستهلك. 
وفي أميركا، مضى على التجارة الإلكترونية عقود قبل أن تتمكن من الاستحواذ على نسبة مقدرة من الإنفاق في قطاع تجارة التجزئة، وفي الوقت الحالي، أدت عمليات الإغلاق بسبب انتشار وباء كورونا، لانتعاش التجارة الإلكترونية، ومن ثم ارتفاع حصتها في المستودعات.
وربما يساعد وباء كورونا، في جعل نشاط المستودعات أكثر جاذبية، في وقت يعاني فيه السكان من صعوبة الإيفاء بمستحقات الإيجارات، بالإضافة إلى تراكم الديون المعدومة. ولكن على عكس الركود الذي حدث قبل عقد من الزمان، كانت معدلات استخدام المستودعات قبل الوباء مرتفعة، وتزيد التجارة الإلكترونية من الطلب على المساحة، نتيجة لحاجتها لتخزين مجموعة أكبر من المنتجات.
ويبدو أن مستقبل زيادة حصة المستودعات من المساحات الأرضية القريبة من المدن، وشيك للغاية، حيث تسعى شركات التجارة الإلكترونية، لتقليص زمن التوصيل، وحتى وقت قريب، كانت المساحة الأرضية المتاحة وتوفر العمالة، يشكلان عقبة أمام انطلاق التجارة الإلكترونية، حيث لم تجد المستودعات القبول، سواء من مسؤولي المدن أو العمال، لكن ربما يغير الوباء ذلك، حيث من المرجح أن توفر المحنة التي تلحق بالمتاجر والفنادق، مساحة كبيرة، كما ستجعل البطالة، الوظائف اللوجستية أكثر جاذبية، الشيء الذي أثبتته أمازون مؤخراً.
وحتى تكون أكثر جاذبية وقبولاً من مسؤولي المدن وبلدياتها والعمال، تخطط شركات الخدمات اللوجستية، مثل برولوجيس، لتضمين مساحات المستودعات، حدائق ومقاهي وأماكن ترفيه ومرافق صناعات خفيفة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©