الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مؤشر داو جونز يمحو خسائر 2020

وسيط في بورصة نيويورك (أرشيفية)
30 أغسطس 2020 00:45

شريف عادل (واشنطن)
 
تزامناً مع احتدام المنافسة بين مرشحي انتخابات الرئاسة الأميركية الرئيس الحالي دونالد ترامب وجو بايدن، ورغم احتدام المظاهرات المنددة بعنف الشرطة ضد المواطنين من أصل إفريقي في العديد من الولايات الأميركية، تمكن مؤشر داو جونز الصناعي، الذي يقيس تحركات ثلاثين من أهم الشركات الأميركية وأكثرها استقراراً مالياً مما يطلق عليه Blue chips من تعويض خسائر العام الحالي، لينهي تعاملات يوم الجمعة على ارتفاع بنسبة 0.4% مقارنةً بمستواه عند انتهاء عام 2019. 
وبعد خسارته أكثر من عشرة آلاف نقطة، كانت تمثل وقتها أكثر من ثلث قيمته، من أعلى مستوى وصل إليه خلال شهر فبراير الماضي بفعل انتشار الوباء في الولايات المتحدة، وتصدرها دول العالم من حيث عدد الإصابات والوفيات الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لحق المؤشر الأشهر للأسهم الأميركية بزميليه اس آند بي 500 وناسداك، اللذان ارتفعا بنسبة 7.67% و28.6% على التوالي مقارنةً بمستويهما عند بداية العام. 
وفي حين يعول الرئيس الأميركي على مؤشرات الأسهم الأميركية ومستوياتها القياسية باعتبارها دليلا على نجاح سياساته واقتراب الاقتصاد الأميركي من استعادة انتعاشه، يؤكد العديد من الاقتصاديين حدوث حالة غير مسبوقة من انفصال سوق الأسهم الأميركية عن الاقتصاد الحقيقي، الذي يشهد فيه عدد كبير من الشركات، بعيداً عن قطاع التكنولوجيا، تراجع إيراداته بسبب الركود الاقتصادي وانخفاض الطلب على السلع والخدمات، كما تراجع إنفاق المستهلكين بعد وصول نسبة البطالة إلى مستويات غير مشهودة منذ وقت الحرب العالمية الثانية.  
وتمكن المؤشر الأميركي الأقدم للأسهم الأميركية من محو خسائر العام بعد أقل من 24 ساعة من إعلان جيرومي باول، رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي اعتماد البنك أكبر تغيير في سياساته منذ إعلان استهدافه 2% معدلاً للتضخم في الولايات المتحدة اعتباراً من عام 2012، حيث قرر البنك التخلي عن فكرة استباق التضخم ورفع معدلات الفائدة لمواجهته بمجرد توقع ارتفاعه، وهو ما أوحى لأسواق الأسهم والسندات استمرار معدلات الفائدة عند مستوياتها الصفرية الحالية، لفترات قدرها البعض بألا تقل عن خمس سنوات. 
وفيما يشبه اليأس من تلقي الدعم المناسب من الإدارة الأميركية قبل فوات الأوان، بدا باول، الذي اعتبره ترامب العام الماضي «عبئاً على إدارته»، كمن قرر الاعتماد على نفسه وأعضاء مجلس إدارة بنكه في إنقاذ الاقتصاد الأميركي من الأزمة الحالية، حيث قال في مؤتمر عقده من خلال تقنية الفيديو كونفرانس إن التغيير في سياسات البنك يهدف إلى مواجهة «حقيقة صعوبة بيئة الاقتصاد الكلي الحالية، التي تتسم بانخفاض معدلات الفائدة، وانخفاض معدل التضخم، والانخفاض النسبي في الإنتاجية، والنمو البطيء، وأشياء أخرى من هذا القبيل»، مضيفاً أن على الجميع بذل كل الجهد للتوصل إلى كل ما يدعم استقرار الاقتصاد الأميركي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©