الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

%31 معدل نمو تخزين الطاقة بحلول 2030

بدايات سوق التخزين تبشر بنمو مشاريع الطاقة الخضراء (الاتحاد)
11 أكتوبر 2020 00:45

حسونة الطيب (أبوظبي)

زادت توقعات نمو إنتاج الطاقة المتجددة، سواء كانت من الرياح أو الطاقة الشمسية خلال السنوات القليلة المقبلة، في ظل تسابق الحكومات نحو التخلص من انبعاثات الكربون لنسبة الصفر. 
وربما تكون مسألة وقت فقط، قبل أن تثبت عمليات تخزين الطاقة، بأنها ليست أقل أهمية من إنتاج «المتجددة» نفسها، ومن المتوقع أن تسجل السوق العالمية لتخزين الطاقة، معدل نمو سنوي مركب قدره 31% بحلول 2030، بحسب مؤسسة وود ماكينزي البحثية.
وترى المؤسسة، أنه وبصرف النظر عن توقعات تقلص إضافة سعة تخزين الطاقة هذه السنة، من المرجح زيادة سرعة النمو نهاية العقد الحالي، ليدعم دخول المتجددة المتزايد في سوق الطاقة، والتحول نحو تبنيها بدلاً من التقليدية. 

انتعاش متوقع
ويبدو أن لسان حال الطاقة المتجددة يقول (أن تحضر متأخراً خير من ألا تحضر)، وخلال انتعاش المتجددة منذ العقد الماضي، كان قلة من الناس من يضعون في حسبانهم حقيقة أن طاقتي الرياح والشمسية كلتاهما متقطعة، حيث لا تشرق الشمس طوال اليوم ولا تهب الرياح باستمرار، وفي الوقت ذاته، لم يقم هؤلاء بإنتاج طاقة فائضة، نظراً لعدم توفر مرافق التخزين، ومؤخراً فقط، بدأ القطاع في إبداء الاهتمام اللائق، بقضية التخزين. لا تزال سوق التخزين في بدايتها، ما يبشر بإمكانية نمو ضخم ودعم حكومي قوي لمشاريع الطاقة الخضراء، التي زاد كوفيد 19 من تعزيزها. 
ويرجِع تقرير لماكينزي، تسارع وتيرة تحول سوق الكهرباء نحو الطاقة النظيفة، للجهود التي تبذلها الحكومات حول العالم، للوصول لكيفية تعافي اقتصاداتها بطريقة أكثر استدامة، مما كان عليه الحال في الماضي في ظل النمو الذي يشهده قطاع تخزين الطاقة.
وفي واقع الأمر، وضعت أوروبا، قضية التخزين على رأس أولوياتها، وفي إحدى الفعاليات التي استضافتها مؤخراً الرابطة الأوروبية لتخزين الطاقة، نوه أعضاء البرلمان الأوروبي، بأهمية أن تكون البطاريات والهيدروجين وأنواع التخزين الأخرى، مسألة أساسية ضمن سياسة الطاقة، حتى لا يواجه الاتحاد الأوروبي، مشاكل محتملة بخصوص أمن الطاقة. 

الطلب المتزايد
وأوروبا ليست الوحيدة في الاهتمام بقضية تخزين الطاقة، حيث برزت شركات جديدة في أميركا، تعمل في تطوير بطاريات جديدة أفضل أو تحسين التقنيات القائمة، تماشياً مع الطلب المتزايد على تخزين الطاقة، ويجئ تمويل هذه الشركات، من القطاعين العام والخاص، حيث باتت أهمية تخزين المزيد من الطاقة، واضحة للعيان.
ومن المرجح، أن تشهد أميركا المزيد من إضافة سعة تخزين الطاقة أكثر من أوروبا خلال السنوات العشر المقبلة، وتشكل أميركا 49% من مجموع سعة الطاقة المضافة، ما يعادل 365 جيجا واط/‏‏‏‏ساعة، وذلك بفضل الدعم الحكومي المستمر، وتراجع تكلفة معدات طاقة الرياح والشمسية، بحسب موقع أويل برايس.
وبينما تحل الصين في المرتبة الثانية، تحتل أوروبا المرتبة الثالثة، فيما يتعلق بنمو الطاقة حتى عام 2030، رغم أهدافها الطموحة نحو تبني الطاقة الخضراء، ومن المرجح كثيراً أن يسهم انخفاض التكلفة وزيادة مدة التخزين، في التغلب على الفحم والغاز ومضخات الماء، ما يعني ارتفاع مستويات استخدام طاقتي الرياح والشمسية. 
وربما ليس في مقدور تخزين الطاقة، القضاء على الوقود الأحفوري، حيث يعتبر التخزين عاملاً ضرورياً، لتصبح الطاقة المتجددة سائدة بالفعل، ومع ذلك، ليس مضموناً أن تحل الطاقة المتجددة، محل الفحم والغاز كلياً. 

قفزة في تمويل طاقة الرياح 
استمرت استثمارات الطاقة المتجددة في النمو، بصرف النظر عن انتشار الوباء حول العالم، حيث شهدت الـ 6 أشهر الأولى من العام الجاري، قفزة في تمويل طاقة الرياح البحرية، بنسبة سنوية قدرها %319، ما ساعد على زيادة قوية في عمليات تمويل الطاقة المتجددة، ويحدث ذلك بالتزامن مع خفض شركات النفط والغاز، لبرامج الإنفاق وتأجيل قرارات الاستثمار، نتيجة لتراجع الأسعار. وفي هذا السياق، أظهرت الطاقة المتجددة، مرونة عالية في التصدي للآثار الناجمة عن فيروس كورونا، التي من بينها التراجع الكبير في طلب الطاقة، بصرف النظر عن مصدرها. 
ويعتمد النمو طويل الأجل لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة على عمليات التخزين، التي ينبغي أن تكون محل ثقة كافية، لتفي بالحاجة لإمدادات مستمرة من الكهرباء، لا يوفرها حالياً غير الوقود الأحفوري والطاقة النووية. 
وثبت جلياً ما يمكن أن يحدث عندما تفتقر طاقة الرياح والشمسية لدعم التخزين، عند انقطاع التيار الكهربائي في كاليفورنيا، التي تعتمد على هذا النوع من الطاقة، رغم دفاع المسؤولين عن عدم مسؤوليتها في ذلك.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©