الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إدراك الترابط بين الطاقة والماء والغذاء

إدراك الترابط بين الطاقة والماء والغذاء
13 أكتوبر 2020 00:31

الترابط بين الطاقة والماء والغذاء من المسائل التي يصعب تجاهلها في وقت يسعى العالم إلى استدامة هذه الموارد والمحافظة عليها. لذك فالحاجة إلى وجود نوع من التكامل والتناسق بين هذه العناصر الثلاثة في مراحل الإنتاج والطلب والاستهلاك صار أمراً بالغ الأهمية، فهذه العناصر الثلاثة تؤثر وتتأثر ببعضها البعض سلباً وإيجاباً. فالطاقة تحتاج المياه في عمليات الإنتاج وبالأخص في تبريد محطات الإنتاج الحرارية للكهرباء وفي حقن حقول النفط لاستخراج النفط. كذلك تتطلب مصافي تكرير النفط الخام استخدام المياه في عملياتها. في المقابل الماء يحتاج إلى الطاقة في مراحل الإنتاج والنقل والتوزيع، فاستخراج المياه من الآبار يحتاج إلى طاقة وإنتاج المياه من محطات التحلية يحتاج إلى طاقة، ونقل المياه في خطوط أنابيب أو حتى صهاريج للوصول إلى المستهلك يحتاج إلى طاقة كذلك. أما الغذاء فيحتاج إلى الطاقة والمياه في مراحل استصلاح الأراضي والري والحصاد والنقل لمناطق البيع والاستهلاك. ومع التوجهات العالمية نحو تحول الطاقة فإن الوقود الحيوي، الذي يعتمد بالأساس على منتجات زراعية ومخلفات الغذاء والمخلفات الحيوانية، أصبح أحد موارد الطاقة في العديد من الدول. إنتاج هذا الوقود بكميات كبيرة يمثل تهديداً للأراضي والموارد المخصصة لإنتاج الغذاء، مما يهدد الأمن الغذائي العالمي. في المقابل، يمثل إنتاج الوقود الحيوي طريقة لتعظيم الاستفادة من الغذاء من خلال تدوير مخلفاته وإعادة استخدامها لإنتاج الطاقة. 
هذه العناصر الثلاثة لمعادلة الترابط، الطاقة والمياه والغذاء، تتأثر بشكل مباشر بتغيرات المناخ وبالأخص التغير في دراجات الحرارة وارتفاع نسبة الملوحة في طبقات الأرض وزيادة التصحر وقلة الأمطار والتلوث البيئي، فأي ارتفاع في درجات الحرارة من شأنه أن يرفع الطلب على إنتاج الطاقة الكهربائية، والذي بدورة سيزيد من استهلاك المياه المطلوبة لإنتاج الكهرباء وكمية المياه المطلوبة للري، الأمر الذي يعني الحاجة لإنتاج كميات مياه أكبر لتلبية هذا الطلب المتزايد عليها. فزيادة إنتاج المياه يعني زيادة في الطاقة المطلوبة لتوفير هذا الإنتاج، لذلك يأتي الترشيد ورفع الكفاء في التشغيل كحلول سريعة وسهلة لتلبية الطلب على هذه الموارد الثلاثة من خلال خفض كمية استهلاك الطاقة والمياه والغذاء. أضف إلى ذلك، توفر أساليب الزراعة الحديثة مثل الزراعة المائية والزراعة في البيوت المبردة باستخدام الطاقة الشمسية حلول لتقليل الطلب على استهلاك المياه والطاقة وتقليل تكلفة إنتاج الغذاء. وللوصول إلى التوازن المناسب لترابط بين هذه العناصر الثلاثة يتطلب الأمر وضع قانون أو سياسة عمل لتنظيم هذا الترابط مع توفير حلول متكاملة وعملية لمعالجة هذا الترابط على نحو يحافظ على استدامتها ويحميها من آثار التغير المناخي ويقلل من أي آثار سلبية لها على المناخ.

* مطر النيادي
 مستشار في القانون الدولي العام

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©