عدد اليوم
يوسف العربي (أبوظبي)
بدأ قطاع التجزئة في دولة الإمارات العربية المتحدة في التعافي التدريجي من تداعيات «كورونا»، مع استعادة المتاجر التقليدية روادها ومبيعاتها إلى مستويات ما قبل «كوفيد - 19»، بحسب خبراء ومسؤولين في متاجر تجزئة وجمعيات استهلاكية، مؤكدين أن استجابة المتاجر الكبرى في الإمارات للمتغيرات التي فرضتها الأزمة كانت سريعة وفعالة، حيث تم الاستثمار في تحسين كفاءة منصات البيع الإلكتروني، مع توسيع أقسام التعبئة والتوصيل، إلا أنه مع استئناف الحياة الاقتصادية عاد معظم المتسوقين إلى زيارة المتاجر وشراء البضائع بالطريقة التقليدية. وتوقعوا استقطاب متاجر البيع بالتجزئة للحصة الأكبر من روادها من المتسوقين مع احتفاظ مواقع البيع الإلكتروني بجاذبيتها للتسوق في فئات سلعية معينة تميزت بها لسنوات مثل الأجهزة الإلكترونية وملحقاتها، مشددين على أهمية الجمع بين الإلكتروني والتقليدي من خلال آلية قنوات البيع المتعددة.
استجابة سريعة
من جانبه، أكد فيليب بجييون، مدير «كارفور الإمارات» لدى «ماجد الفطيم للتجزئة» أن قطاع التجزئة واجه تحديات عدة خلال العام الجاري، ما ترك أثراً واضحاً على جميع القطاعات.
وقال: إنه على الرغم من أن الأزمة أثرت على قنوات التسوق بشكل كبير، حيث زاد الإقبال على التسوق الإلكتروني، إلا أن الجاهزية ساهمت في التكيف بشكل سريع مع تقلبات السوق على مواجهة التحديات.
وأشار إلى أن «ماجد الفطيم للتجزئة» أنشأت تسعة مراكز لتوصيل الطلبات في أنحاء الدولة، لاستيعاب الارتفاع المفاجئ في الطلبات عبر موقع البيع الإلكتروني وأطلقت خدمة «استلمها بنفسك»، التي تتيح للعملاء استلام طلباتهم بأنفسهم من أقرب متجر كارفور من دون الحاجة إلى الانتظار، إلى جانب تعاونها مع جهات خاصة وحكومية، لتحسين خدماتها ومراعاة حاجات المجتمع.
وذكر بجييون، أنه مع عودة الحياة إلى طبيعتها جزئيا، زاد إقبال العملاء على مراكز التسوق، وبالتالي على متاجر كارفور للتسوق فيها من جديد حيث أشار استبيان أجرته المجموعة مؤخراً أن 36% من العملاء الجدد عبر التطبيق أو الموقع الإلكتروني سيواصلون التسوق عبر الإنترنت، على الرغم من إعادة افتتاح مراكز التسوق إلا أن المجموعة رصدت عودة معظم العملاء للتسوق في للمتاجر بسبب تجربة التسوق لكل أفراد العائلة.
وقال: إنه على الرغم من استمرار التحديات إلا أن المجموعة يمكنها التأكيد أنها لن تتوانى في الاستمرار في خدمة عملائها مهما كانت الظروف والتحديات، لتصبح إحدى الشركات الإماراتية التي تخدم وتؤمن احتياجات المجتمع الإماراتي في الشدة والرخاء.
نمط استهلاكي
وقال محمد يوسف الخاجة، المدير العام لجمعية الإمارات التعاونية: إن جائحة «كورونا» وما ارتبط بها من تحديات أحدثت تغيرات كبيرة بأنماط الاستهلاك السائدة حيث بات المستهلك أكثر وعياً بطريقة التسوق والسلع التي يشتريها، مؤكداً أنه اتجاه إيجابي من المتوقع استمراره بعد الجائحة.
وأكد أن الطلب على منصات البيع الإلكتروني تضاعف خلال تطبيق الإغلاقات الاحترازية التي تهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا إلا أن المتاجر سرعان مع استعادت روادها بعد الاستئناف التدريجي للحياة الاقتصادية للتمتع بتجربة التسوق المعهودة، مشيراً إلى أن متاجر البيع تتعافى تدريجياً من تداعيات الأزمة وتتجه لتسجيل مستويات مقاربة لمستويات البيع قبل الجائحة مدعومة ببدء تحسن أداء بقية القطاعات الاقتصادية في الدولة. وأضاف أن الجائحة والتحديات المرتبطة أكدت أن قطاع التجزئة في الإمارات هو الأقدر على الاستجابة السريعة للتكيف مع المتغيرات التي أحدثتها الأزمة، حيث تبين توافر المخزون الكافي من مختلف السلع كما استثمرت المتاجر في تحسين بنيتها الرقمية.
ولفت إلى أن خطة استئناف الأعمال تضمن للمنشآت الفردية مواصلة أعمالها، والاستفادة من جزء كبير من مداخيلها الاعتيادية، ما يسهم في تسريع وتيرة التعافي من تداعيات جائحة كورونا التي طالت مختلف الاقتصادات حول العالم.
خالد شاهين: تحسن أداء المتاجر مع استئناف الحياة الاقتصادية
قال خالد شاهين، مدير أقسام الترفيه في «نخيل مولز»: إن جائحة «كورونا» فرضت تحديات أثرت على مختلف القطاعات الاقتصادية في العالم، بما في ذلك قطاع التجزئة، لافتاً إلى أنه مع الاستئناف التدريجي للحياة الاقتصادية في الإمارات بدأت مراكز التسوق والمتاجر في استعادة روادها والاقتراب تدريجياً إلى مستويات ما قبل الجائحة، متوقعاً استمرار الاتجاه الصعودي للقطاع خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن نخيل أطلقت مبادرات ومشاريع لمساندة القطاع وآخرها إطلاق «نافورة النخلة»، والتي تضيف مقصداً سياحياً جديداً من شأنه جذب المزيد من الزوار.
ناندا كومار: الاقتراب من مستويات ما قبل «كورونا»
قال ناندا كومار، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في مجموعة «اللولو»: إن متاجر البيع استعادت الحصة الأكبر من روادها مع الاستئناف التدريجي للحياة الاقتصادية على مدار الشهور القليلة الماضية فيما استمر الطلب عبر منصات البيع الإلكترونية مرتفعاً بمستويات أقل من ذروة الإغلاقات.
وأوضح أن المجموعة استثمرت خلال الجائحة في تطوير منصة البيع الإلكتروني، وقامت بتوسيع أقسام التعبئة والتوصيل، لتخرج من الجائحة بجاهزية أكبر للنمو من خلال تبني آلية البيع متعدد القنوات.
