عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، تنطلق اليوم فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك»، افتراضياً، والتي تستمر حتى الخميس المقبل الموافق 12 نوفمبر الحالي.
وأكد مسؤولون ورؤساء شركات لـ«الاتحاد» أهمية «أديبك» في زيادة مستويات الثقة بقطاع الطاقة، ودعم تسريع التعافي الاقتصادي بأسواق النفط والغاز، موضحين أن تنظيم دورة العام الحالي «افتراضياً» رغم التحديات المرتبطة بتداعيات جائحة «كورونا»، يحمل العديد من الرسائل الإيجابية للسوق المحلي، ويؤكد دور الإمارات الريادي في صياغة مستقبل قطاع الطاقة. وأشاروا إلى أهمية «أديبك» في توفير المزيد من الفرص الاستثمارية أمام الشركات العاملة بالقطاع، مؤكدين أن المعرض طالما كان نقطة انطلاق للشركات الوطنية، فضلاً عن أهميته في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للدولة، لاسيما في ظل مشاركة نحو 120 شركة عارضة على منصة أديبك الافتراضية من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 41 شركة محلية من دولة الإمارات، ما يوفر فرصاً جيدة للإعلان عن صفقات واتفاقيات وشراكات جديدة بين الشركات، في ظل تسجيل أكثر من 3 آلاف زائر للمعرض الافتراضي.
ويشهد «أديبك 2020» مشاركة أكثر من 10 آلاف مشارك مسجل في مؤتمرات أديبك الاستراتيجية والتقنية، 38 % منهم من الإمارات، و32 % من دول مجلس التعاون الخليجي، و30 % من مختلف أنحاء العالم. ويشارك نحو 800 متحدث في البرنامج التقني، و70 متحدثاً في برنامج المؤتمر الاستراتيجي، منهم وزراء طاقة ورؤساء شركات طاقة، و5142 مشاركاً في البرنامج التقني، و1842 مشاركاً في برنامج المؤتمر الاستراتيجي، وأكثر من 3000 زائر مسجل بالمعرض الافتراضي، و15 جهة راعية، و120 جهة عارضة.
ويشارك أكثر من 70 رئيساً تنفيذياً من شركات النفط والغاز الرائدة في العالم، منهم الرئيس التنفيذي لشركة توتال، بريتيش بتروليوم، إيني، وانبكس كوربوريشن وأوكسيدنتال، وغيرها.
دور ريادي
وقال الدكتور علي سعيد العامري، رئيس مجموعة الشموخ لخدمات النفط والغاز: إن استضافة «أديبك 2020» ترسخ الدور الريادي لدولة الإمارات، وشركة أدنوك في صياغة مستقبل قطاع الطاقة، وتحمل رسائل إيجابية لسوق الطاقة رغم التحديات الراهنة.
وأضاف أن تنظيم المعرض يعزز التواصل مع أسواق النفط والغاز العالمية، ويؤكد استمرار الأعمال رغم التحديات.
وأشار العامري إلى أهمية الحدث في زيادة تركيز واهتمام الشركات بتطوير خدماتها الرقمية والتكنولوجية، وهو ما سينعكس بالإيجاب على أعمال هذه الشركات مستقبلًا، سواء من خلال زيادة فرص عقد الشراكات والاتفاقيات والصفقات «أون لاين»، ومن ثم توفير نفقات السفر والتنقلات، ومن ناحية أخرى التطور في عمليات النفط والغاز، من خلال التوسع في استخدام التقنيات، ما يوفر المزيد من التوفير في الوقت والتكاليف، وهو ما يعود بالكثير من الفوائد المستقبلية، سواء لشركات الحفر والإنتاج، وشركات خدمات التوريد.
وقال العامري: إن «أديبك 2020» يوفر فرصاً مثالية لكافة الشركات، فمن ناحية فإن شركات النفط الكبرى، لاسيما الأوروبية والأميركية، تستفيد من فرص التواصل المباشر مع الشركات المحلية والإقليمية، في ظل صعوبة التواصل المباشر حالياً، وفي ذات الوقت فإن الشركات الصغيرة لديها فرصة حالياً لتقديم ما لديها واستعراض إمكانياتها وأعمالها، لاسيما أن بعض هذه الشركات قد لا يكون لديها إمكانيات مادية للمشاركة المباشرة أحياناً.
مشاركات قوية
من جهته، أكد رجل الأعمال عبدالله عمر باعبيد الرئيس التنفيذي لمجموعة إيه أم جي، أن معرض ومؤتمر «أديبك» يعد من أهم المعارض المتخصصة في قطاع النفط والغاز، وهو ما يظهر من حجم المشاركات بالحدث سنوياً، مشيراً إلى أهمية الحرص على استمرار تنظيم المعرض والمؤتمر خلال العام الحالي.
وأكد باعبيد أن كثيراً من الشركات كانت تتلهف لإقامة المعرض خلال العام الحالي، حيث إن كثيراً من الشركات والمستثمرين تقوم أعمالها بشكل رئيسي على المعرض، موضحاً أنه في ظل اضطرار كثير من الدول الأوربية للإغلاق بسبب جائحة «كورونا»، فإن تنظيم الحدث «افتراضياً» هام جداً للشركات في هذه الدول لاستمرار التواصل.
وأوضح أن «أديبك» هام جداً لرجال الأعمال والمستثمرين، والذين يضعون الحدث ضمن أجندة أعمالهم بشكل رئيسي، لاسيما أن كثيراً من القطاعات ترتبط أعمالها بقطاع الطاقة.
وذكر باعبيد أن البنية التحتية التكنولوجية بالإمارات قوية، والقطاع الخاص بالدولة لديه الإمكانيات والخبرات للعمل «أون لاين» منذ سنوات، موضحاً أن المؤتمر سيعكس قوة قطاع التكنولوجيا في الإمارات.
ولفت باعبيد إلى توفر فرص قوية لمشاركة صغار التجار وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة في المعرض الافتراضي، فضلاً عن تغطية قطاعات أكبر، ما يمثل فرصة لظهور منتجات جديدة، خاصة أن كثيراً من الشركات الصغيرة لم يكن لديها فرص للمشاركة في المعرض خلال السنوات السابقة.
تحديات الطاقة
إلى ذلك، أكدت ريد الظاهري عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، أن معرض ومؤتمر «أديبك» يشكل أهمية خاصة لمناقشة تحديات قطاع الطاقة، والاستعداد للتعافي وفرص الاستثمار بعد «كوفيد- 19»، موضحة أن تنظيم دورة العام الحالي «افتراضياً» رغم التحديات المرتبطة بتداعيات جائحة «كورونا»، يؤكد المكانة البارزة للإمارات و«أدنوك» على صعيد قطاع الطاقة العالمي.
وأوضحت أن «أديبك» طالما كان نقطة انطلاق للشركات الوطنية، فضلاً عن أهميته في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للدولة، موضحة أن المعرض يسهم في رسم خريطة مستقبلية لاستعداد أسواق الطاقة لمرحلة ما بعد «كوفيد-19».
وأشارت الظاهري إلى أهمية «أديبك» في توفير المزيد من الفرص الاستثمارية أمام الشركات العاملة بالقطاع، مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة شهد تطورات ملحوظة بقطاع النفط والغاز بالإمارات، لاسيما مع إعلان شركة أبوظبي الوطنية للبترول «أدنوك» عن صفقات واستثمارات أجنبية جديدة، فضلاً عن الاكتشافات الجديدة للنفط والغاز، ما يزيد الزخم بمعرض «أديبك».
وكان المجلس الأعلى للبترول قد أعلن نهاية العام الماضي، اكتشافات وزيادات في احتياطيات النفط والغاز في إمارة أبوظبي تقدر بـ7 مليارات برميل من النفط الخام، و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، ليضع الإمارات في المركز السادس عالمياً من حيث احتياطيات النفط والغاز العالمية.
محمد شبيب الظاهري: استثمارات «أدنوك» تدعم أعمال الشركات الوطنية
أكد محمد شبيب الظاهري، الرئيس التنفيذي لمجموعة «يونيفرسال القابضة»، أن إعلان شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» عن استثمارات وصفقات جديدة خلال العام الحالي، فضلاً عن الاكتشافات النفطية الجديدة بأبوظبي، يدعم أعمال الشركات الوطنية، مشيراً إلى أهمية تنظيم معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2020» افتراضياً رغم التحديات الراهنة، في تعزيز النشاط بالقطاع. وقال الظاهري لـ«الاتحاد»: إن معرض «أديبك» يعد من أهم المعارض العالمية المتخصصة في قطاع النفط والغاز، حيث يشهد مشاركة دولية واسعة، مشيراً إلى اهتمام مجموعة يونيفرسال القابضة بالمشاركة الدورية في فعاليات المعرض، والذي يتم تنظيمه «افتراضياً» رغم الظروف الاستثنائية في ظل تفشي جائحة «كوفيد- 19». وأكد أهمية «أديبك» للشركات الوطنية، لاسيما من خلال بحث فرص استكشاف الفرص الجديدة بقطاع النفط والغاز، والتواصل مع الشركات الكبرى المتخصصة بالقطاع، فضلاً عن الاطلاع على آخر التطورات في ما يتعلق بالتقنيات والتكنولوجيا الجديدة بصناعة النفط والغاز. وأشار الظاهري إلى أهمية برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة الخاص بشركة أدنوك في توفير العديد من الفرص التجارية والاستثمارية للقطاع الخاص، ما يشجع الشركات الخاصة على ضخ المزيد من الاستثمارات، بجانب الاهتمام بزيادة نسبة التوطين واستقطاب الكوادر المواطنة، مؤكداً أهمية البرنامج في تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وذكر الظاهري أن مجموعة «يونيفرسال القابضة» تم تأسيسها منذ عام 1973، وتعمل بالعديد من المجالات منها النفط والغاز، والمقاولات، والتجارة، وتأجير السيارات، وغيرها، مشيراً إلى نمو أعمال الشركة بقطاع النفط والغاز خلال الفترة الأخيرة، حيث تعد المجموعة وكيلاً للعديد من الشركات العالمية من أوروبا وأميركا.
ولفت الظاهري إلى استفادة الشركات الوطنية من الكشف مؤخراً عن مشاريع جديدة في قطاع النفط والغاز، لاسيما اكتشافات الغاز في أبوظبي ودبي والشارقة.
ومطلع العام الحالي تم الإعلان عن اكتشاف مكمن جديد للغاز الطبيعي في المنطقة بين سيح السديرة - أبوظبي، وجبل علي- دبي، بمخزون ضخم يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة، ضمن المشروع المشترك الذي أُطلق عليه اسم «مشروع جبل علي»، فضلاً عن إعلان مؤسسة نفط الشارقة الوطنية (سنوك)، عن اكتشاف حقل جديد للغاز الطبيعي والمكثفات في الإمارة تحت مسمى «محاني»، بمعدلات تدفق تصل إلى 50 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. وأشار الظاهري إلى نجاح الشركة في التكيف مع تداعيات أزمة «كورنا»، وتجاوز التداعيات الصعبة للأزمة، لاسيما في ظل المبادرات الحكومية الرائدة والتي ساعدت القطاع الخاص على تجاوز التحديات، في ظل توفر العديد من التسهيلات، وإطلاق العديد من المبادرات الداعمة للأعمال.
