عدد اليوم
رشا طبيلة (أبوظبي)
جزر سياحية طبيعية كبرى، تزين مياه إمارة أبوظبي بمرافقها ومشاريعها التي وصلت للعالم بتميزها، لتقدم 5 أنواع من السياحة تتمثل بالترفيهية والثقافية والبيئية والعلاجية والأعمال.
فإلى جانب تمتع تلك الجزر بطبيعتها الخلابة، فهي ازدانت بمشاريع ومرافق ليس لها مثيل في العالم، لتقدم تجارب مختلفة للسياح وسكان الدولة في آن، فهي تضم مدناً ترفيهيةً تحمل علامات عالمية معروفة، ومتحفاً عالمياً، ومرافق رياضية وترفيهية متنوعة، ومراكز تسوق، ومنتجعات وفنادق متميزة تحمل علامات عالمية ومرافق لسياحة الأعمال والمؤتمرات والفعاليات ومنشآت طبية، ما جعلها محط أنظار العالم.
يقول سلطان كناري عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للمرشدين السياحيين: «إن أبوظبي تضم أكثر من 200 جزيرة طبيعية موجودة ضمن المناطق البحرية والساحلية للإمارة، حيث إن من الجزر الكبيرة الهامة التي شهدت تطوراً ملحوظاً بمشاريعها ومرافقها، جزر ياس والسعديات وصير بني ياس والحديريات وجزيرة المارية». ويؤكد كناري: «على أهمية سياحة الجزر بالنسبة للسياح، لا سيما في الموسم الشتوي، حيث إن السياح القادمين من نصف الكرة الأرضية الشمالي مثل أوروبا وأميركا، يحبون التوجه للسواحل في إجازاتهم بسبب البرودة الشديدة ببلدانهم بالشتاء، الأمر الذي يجعل جزر أبوظبي المكان الأمثل لهم». ويشير كناري إلى أن تنوع المرافق والفعاليات في تلك الجزر جعلها متميزة ليس فقط بطبيعتها، بل بما تقدمه من نشاطات وجولات متميزة للسياح، فهي تقدم سياحة الترفيه والمغامرات والتسوق في جزيرة ياس والسياحة الثقافية عبر متحف اللوفر أبوظبي ومنارة السعديات في جزيرة السعديات، إضافة إلى السياحة العلاجية وسياحة الأعمال والتسوق في جزيرة المارية، فضلاً عن السياحة البيئية في جزيرة صير بني ياس التي تضم محمية طبيعية للحيوانات، وجزيرة الحديريات التي تعتبر ملاذاً ترفيهياً متنوعاً للزوار والسياح.
ويقول علاء العلي مدير نيرفانا للسفر والسياحة: «إن أبوظبي بجزرها السياحية أصبحت منطقة جذب للسياح، لما تقدمه من تنوع وتميز بمرافقها التي لا يوجد لها مثيل في العالم». ويضيف:«وجود جزر سياحية بتميز مرافقها في مكان واحد وقريبة من بعضها البعض وتكمل التجربة السياحية للزوار، أمر استثنائي وفريد». ويشير العلي إلى أن ظهور مشاريع جديدة باستمرار وتطور تلك الجزر رفع من معدل إقامة السائح والزائر للإمارة، ما يسهم في دعم مساهمة القطاع وتحريك العجلة الاقتصادية، فالسياح بحاجة لعدة أيام لتجربة ما توفره أبوظبي من تجارب متنوعة ثقافية وترفيهية وبيئية».
«ياس»
تقدم جزيرة ياس تجارب سياحية فريدة من خلال مدنها الترفيهية الأربع، «عالم فيراري أبوظبي»، و«عالم وارنر براذرز أبوظبي»، و«ياس ووتروورلد»، و«كلايم أبوظبي»، إلى جانب مرافق رياضية وترفيهية و7 فنادق عالمية، وستنضم إليها «سي وورلد أبوظبي» بعد الانتهاء من الأعمال الإنشائية فيها نهاية 2022، إضافة إلى مشروع «ياس باي» في القسم الجنوبي من الجزيرة، والذي سيشهد افتتاح الرصيف البحري الذي يضم مطاعم ومقاهي ومتاجر العام المقبل، وفندقاً عالمياً العام الجاري، فضلاً عن الاتحاد آيرينا الذي سيحتضن فعاليات وأحداثاً عالمية، إضافة إلى مشاريع سكنية وإعلامية.
واستقبلت فنادق ياس العام الماضي 418.3 ألف نزيل، بحسب بيانات دائرة الثقافة والسياحة، وسجلت 78 % في متوسط الإشغال.
«السعديات»
أما جزيرة السعديات، التي تمتد على مساحة 27 كيلومتراً مربعاً، فتحتضن بشواطئها الرملية البيضاء معالم ثقافية ومنتجعات فاخرة ومرافق ترفيهية ورياضية، لتجعل من نفسها وجهة سياحية وترفيهية وثقافية وبيئية وسكنية فريدة لا مثيل لها في العالم، وتضم الجزيرة المنتجعات الشاطئية الفاخرة، وتحتضن أماكن عدة تناسب جميع الفئات العمرية، من متحف اللوفر أبوظبي الذي افتتح في نوفمبر من عام 2017 وبتصميم متميز كأنه يطفو على سطح البحر وبقبة تسمح بدخول «شعاع النور» للداخل، إضافة إلى نادٍ شاطئي وملعب عالمي للجولف ومنارة ثقافية تحمل اسم الجزيرة، وتُعد منصة ومساحة للفنون والأنشطة الثقافية والفعاليات المجتمعية في أبوظبي.
ولا تتوقف المشاريع، حيث ستضم الجزيرة مستقبلاً متحفين آخرين وهما: متحف زايد الوطني و«جوجنهايم أبوظبي».
ويُعد موقع الجزيرة الاستراتيجي أداة للجذب السياحي، فهي تبعد 10 دقائق عن وسط مدينة أبوظبي و20 دقيقة عن مطار أبوظبي الدولي، وتُعد ملاذاً سياحياً قريباً من معالم الإمارة الرئيسة، والمرافق الترفيهية في جزيرة ياس، وسجلت منتجعات السعديات أعلى معدل نمو في عدد النزلاء عام 2019، حيث استقبلت 165.4 ألف نزيل بنمو 73.6 %، مقارنة بعام 2019 وبنمو في معدلات الإشغال بنحو 15 %، في حين تتميز منتجعات السعديات بارتفاع معدل إقامة النزيل فيها من المعدل العام للإقامة في إمارة أبوظبي، حيث يبلغ متوسط الإقامة للنزيل الفندقي 4.2 ليلة.
الحديريات
تعد جزيرة الحديريات واحدة من أبرز الأماكن السياحية والترفيهية في أبوظبي، حيث تم افتتاح، مؤخراً، ست وجهات ترفيهية وسياحية فيها، ومشروع الحديريات الترفيهي يقع في جزيرة الحديريات، ويعد وجهة للأنشطة الترفيهية والرياضية ومغامرات التخييم.
ويضم مرافق متميزة، أبرزها «باب النجوم» الذي يقدم لزواره أول تجربة فريدة للتخييم الحضري في الإمارة، والواجهة البحرية النابضة بالحياة «مرسانا»، والتي تضم مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي، و«القرية الرياضية 321»، و«سيركيت X»، وقرية التحدي لهواة المغامرة، وملاعب الحديريات، ومسار الدراجات، ومتنزه الدراجات الهوائية لعشاق الرياضة، وممشى الحديريات التراثي لمحبي الطبيعة وشاطئ الحديريات.
جزيرة المارية
تعدّ هذه الجزيرة الوجهة المثالية لمحبي التجارب الفاخرة والتي تطل على المياه الفيروزية، وتحتضن فندقين يحملان علامتين عالميتين، وتعد أيضاً وجهة الأعمال والحياة العصرية في أبوظبي.
وقد تم تصميمها كمنطقة مالية واستثمارية حرة، لتلبية متطلبات النمو التجاري والاجتماعي في أبوظبي على المدى الطويل.
وتتميز «الماريه»، كونها مشروعاً متعدد الاستخدامات، تبلغ مساحته 114 هكتاراً، بإمكانيات رفيعة المستوى وأكثرها طموحاً في أبوظبي.
وتتخذ الجزيرة موقعاً متميزاً في قلب العاصمة، ويحيط بها ممشى الواجهة البحرية بإطلالته الخلابة، والذي يستضيف مجموعة من أكثر الفعاليات تميزاً في أبوظبي، كما تحتضن «المارية» بوصفها وجهة جاذبة، مجموعة من مرافق التجزئة والمطاعم الفاخرة، ومنشآت الرعاية الصحية من الطراز الأول، ومرافق الضيافة المتميزة، وهي مقر لـ «سوق أبوظبي العالمي»، أحدث مركز مالي دولي على مستوى العالم.
صير بني ياس
تتميز جزيرة صير بني ياس، التي تقع في منطقة الظفرة، بواجهتها الطبيعية البرية والأنشطة البيئية والترفيهية التي تقدّمها، وتتوفر فيها 3 فنادق ومنتجعات تضم فللاً وغرفاً فندقية، إضافة إلى الإسطبلات والمواقع التاريخية استثنائية.
وتضمّ الجزيرة متنزه الحياة البرية العربية، الذي يُعدّ أحد أكبر محميات الحياة البرية في المنطقة؛ إذ يشمل أكثر من 17 ألف حيوان مثل المها العربي والغزلان والزرافات والضباع والفهود الصيادة، حيث يتسنى للضيوف أيضاً الاستمتاع بجولة في سيارة رباعية الدفع لاستكشاف الطبيعة والحياة البرية برفقة فريق من الخبراء، فيما توفر إسطبلات الجزيرة الحديثة مجموعةً متنوعة من أنشطة الفروسية ودروس ركوب الخيل لجميع أفراد العائلة.
وتضم جزيرة صير بني ياس، الدير المسيحي الوحيد الذي تمّ اكتشافه في دولة الإمارات ويُعتقدُ بأنّ الدير بُنِي حوالى العام 600 م، ثمّ تمّ هجره في العام 750 م.
أمّا اكتشافه، فتمّ خلال عمليات التنقيب في الجزيرة في العام 1992.
