الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإبداع سر نجاح الاستثمار بقطاع المطاعم

الإبداع سر نجاح الاستثمار بقطاع المطاعم
10 يناير 2021 00:28

سيد الحجار (أبوظبي)

أكد رواد أعمال وأصحاب مطاعم توفر فرص استثمارية واعدة بقطاع المطاعم، رغم التحديات التي فرضتها جائحة «كورونا» على القطاع، مشيرين إلى أن الإبداع في تقديم فكرة مبتكرة وجديدة سر نجاح الاستثمارات الناشئة بالمجال. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: إنه رغم تأثر قطاع المطاعم بتداعيات الجائحة، مثل مختلف القطاعات الاقتصادية، إلا أن الأشهر الماضية شهدت تجارب ناجحة لبعض المطاعم التي نجحت في التأقلم السريع مع المتغيرات، وتوسعت في افتتاح أفرع جديدة لها، وسط ارتفاع ملحوظ بالطلب على منتجاتها. وقدم خبراء عدة نصائح لرواد الأعمال الراغبين في بدء استثمارات جديدة بقطاع المطاعم، منها الدراسة الجيدة لمتطلبات العملاء، وتحديد الشرائح المستهدفة من العائلات وتلبية متطلبات الشباب، وإنشاء علامة تجارية مميزة وإضافة «خلطات» و«نكهات» خاصة بالوجبات، فضلاً عن اختيار الموقع المناسب مع مراعاة التوازن بين نوعية الوجبات وموقع المطعم، حيث تختلف طبيعة الوجبات التي يزداد الطلب عليها بالمناطق التي تضم أبراجاً مكتبية، عن مناطق سكن العائلات. وأكدوا أهمية ابتكار طرق جديدة في تقديم الوجبات وقائمة الطعام «المينيو»، مع الاهتمام بتوفيرها إلكترونياً بعدة لغات، وعرض وتصوير الوجبات بها بطرق جاذبة، مع التركيز على الأصناف الأكثر ربحية، فضلاً عن التوسع في استخدام تطبيقات التوصيل، وإطلاق خطط تسويق مبتكرة، مشيرين إلى أهمية التركيز على تقليص النفقات وخفض المصاريف التشغيلية، فضلاً عن تدريب وتطوير العاملين بالمطاعم، بما يتناسب مع المتطلبات الجديدة للعملاء من حيث التدابير الاحترازية.

  • خليفة المهيري
    خليفة المهيري

منافسة قوية
وأوضح خليفة عوض المهيري رائد الأعمال أن قطاع المطاعم يعد من القطاعات الحيوية، والتي تشهد تطوراً سريعاً وملحوظاً، حيث تتوفر في الإمارات الظروف التي تساعد على نجاح كثير من المطاعم المتنوعة، وهناك تطور ملحوظ في الجودة، متوقعاً أنه خلال 5 إلى 10 سنوات، ستشهد المطاعم الإماراتية نجاحاً ملحوظاً لتنافس العلامات العالمية التي يتم افتتاحها بالدولة عبر امتياز «الفرانشايز».
وأكد المهيري أن هناك فرصاً استثمارية جيدة بقطاع المطاعم، ولكنه في ظل التنافس القوي بالسوق الإماراتي، فإن نجاح أي مشروع بقطاع المطاعم يتطلب تقديم فكرة جديدة، بعيداً عن التكرار.
وأوضح أنه بداية الأزمة كانت التوقعات تشير إلى أنه سيتم الاعتماد على خدمات التوصيل «الديلفري» بشكل أساسي، ولكن نجاح الإمارات في التعامل مع تحديات الجائحة، أسهم في تسريع العودة للحياة الطبيعية بشكل تدريجي، موضحاً أن المطاعم من القطاعات التي يصعب الاعتماد عليها بشكل كامل من خلال خدمات التوصيل الإلكتروني، مثل مشتريات التجزئة، في ظل تفضيل كثير من الأفراد تناول الوجبات بالمطاعم.
وقال المهيري: إن قطاع المطاعم يمر حالياً بمرحلة تعافٍ، موضحاً أنه يمكن القول إن المرحلة الأسوأ من الأزمة قد انتهت.
وأضاف أن رائد الأعمال الذي يرغب في بدء مشروع بقطاع المطاعم، يجب أن يدرس الشريحة المستهدفة، والموقع، مع الاهتمام بتحقيق التوازن بين ما يرغب هو في تحقيقه، وما يريده الجمهور، مشيراً إلى أنه على سبيل المثال، فإن المطعم الذي يتم افتتاحه في برج مكتبي، يجب أن يراعي طبيعة الوجبات التي يفضل الزبائن تناولها بالمكاتب.
وينصح المهيري رواد الأعمال الذين كانت لديهم خطط قبل «كورونا» بضرورة إعادة النظر بها، في ظل المتغيرات المتنوعة التي فرضتها الأزمة على الاستثمار.

  • غسان حمود
    غسان حمود

تأثير محدود
 من جانبه، أكد غسان حمود، المدير الشريك في شركة يمناك للاستشارات الإدارية، أن تأثير قطاع المطاعم بالأزمات يظل محدوداً مقارنة بقطاعات أخرى، حيث إن الأشخاص لا يتوقفون عن الغذاء.
ولفت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت نمواً ملحوظاً في الاستثمار بقطاع المطاعم بيد أنه يجب التأكيد على أن نجاح أي استثمار في هذا القطاع يتطلب وجود فكرة مبتكرة، لا سيما في ظل وجود كافة العلامات التجارية العالمية بقطاع الغذاء والمطاعم في الإمارات تقريباً، ومن ثم فإن النجاح يشترط وجود فكرة جديدة، سواء في الخدمة، أو طريقة التقديم، أو طبيعة البيزنس، أو العروض والأسعار، وقائمة الطعام «المينيو».
وقال حمود: إن قطاع المطاعم جاذب للاستثمار، ولكن يجب تقديم فكرة متميزة أو منتج جديد على الأقل، موضحاً أن بعض المطاعم على سبيل المثال نجحت، عبر إضافة منتج جديد، مع وجبات تقليدية.
ولفت إلى أهمية سرعة تأقلم أصحاب المطاعم القائمة أو الناشئة، مع المتغيرات الراهنة عبر تقليص النفقات، وخفض المصاريف التشغيلية، وفي حالة استمرار تراجع المبيعات، يجب التفكير في إعادة خطة التسويق، وتجريب منتج جديد، أو تعديل وتغيير الديكورات، أو إعادة تنظيم قائمة الطعام «المينيو»، والتي يمكن الاطلاع عليها إلكترونياً، فضلاً عن الإبداع في تصوير وعرض الوجبات بالمينيو بطرق جاذبة، فضلاً عن دعوة وتشجيع الزبائن لتجربة منتجات جديدة.
وأشار حمود إلى ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا في خدمات التوصيل، والاستعانة بالتطبيقات المتخصصة في هذا المجال، مؤكداً كذلك ضرورة الاهتمام بتدريب وتطوير العاملين بالمطاعم من حيث طرق التقديم الحديثة، وبما يتناسب مع الإجراءات والتدابير التي فرضتها الجائحة.
ولفت حمود إلى إمكانية العمل لفترة تجريبية قبل الافتتاح الرسمي، للتأكد من احتياجات ومتطلبات العملاء، موضحاً أن بعض المطاعم الإماراتية حققت نجاحاً ملحوظاً عبر إنشاء علامة تجارية مميزة للمنتج، وتجهيز «خلطات» خاصة بالوجبات.

عـودة الثقــة
من جهته، قال زيد سعيد المسكري الشريك بأحد المطاعم في أبوظبي: إن الفرص الاستثمارية بقطاع المطاعم ستظل جيدة، بيد أنه لا يمكن تجاهل أن فترة الإغلاق خلال أزمة «كورونا»، لا سيما للمطاعم المتنقلة، أسهمت في وجود مخاوف لدى الشباب من توقف أعمالهم، موضحاً أن توجه كثير من الجهات لإعفاء المستأجرين من الإيجار خلال فترة الإغلاق، فضلاً عن الإجراءات التي تم إقرارها لدعم المشاريع الصغيرة، أسهمت في تسريع عودة الثقة للاستثمار بالقطاع. وذكر المسكري أن طبيعة العمل بالمطعم بعد «كورونا» فرضت متغيرات على طبيعة العمل، في ظل تفضيل كثير من العملاء خدمات التوصيل بدلاً من تناول الوجبات بالمطعم، مع دفع المطعم للتوسع في تقديم خدمات التوصيل.

فرص استثمارية واعدة
أشار عبدالله الصيقل، صاحب أحد المطاعم بأبوظبي، إلى توفر فرص استثمارية بقطاع المطاعم، بشرط وجود فكرة مميزة، لافتاً إلى أن الأشهر الثمانية الماضية، شهدت توجه كثير من أصحاب المطاعم والكافيهات لافتتاح أفرع جديدة لها، وسط وجود طلب قوي، واصطفاف للزبائن أمام هذه المحال.
وأكد أن صاحب المطاعم الذي يقدم فكرة متميزة، مع توفر الجودة والنظافة، سينجح في جذب الزبائن، لا سيما أن كثيراً من العائلات لا تنظر للمطاعم والكافيهات كموقع لتناول الطعام فقط، ولكنها وسيلة للترفيه والترويح عن النفس.
وقال الصيقل: إنه رغم تأثر كافة القطاعات بتداعيات أزمة «كورونا» وفترة الإغلاق، إلا أن المطاعم سرعان ما عادت لمعدلات نشاطها المرتفعة، فضلاً عن نجاح كثير من المطاعم في التأقلم مع الجائحة، عبر التوسع في تقديم خدمات التوصيل، وتقليص النفقات، والتوسع في استخدام التكنولوجيا.
ولفت إلى أن تقديم فكرة متميزة ونادرة ومبتكرة أساس نجاح مشاريع المطاعم والكافيهات، بغض النظر عن نوعية الطعام، موضحاً أن الأسواق الإماراتية تتميز بالانفتاح على الأسواق العالمية، ما يجعل من الصعوبة نجاح مشروع تقليدي، لا يقدم فكرة مبتكرة.
وقال الصيقل إن هناك تحسناً ملحوظاً في مبيعات المطاعم، خلال هذه الفترة، لا سيما بالمطاعم المتنقلة، موضحاً أن هذه المطاعم تعتمد في الأساس على منتجات وأدوات الطعام والشراب التي تستخدم لمرة واحدة، ومن ثم فإن عملها لم يشهد تغيرات كبيرة بعد «كورونا».
وأضاف أن نمو السياحة الداخلية خلال هذه الفترة عزز كذلك من الطلب على المطاعم المتنقلة، مشيراً إلى أن اعتماد هذه المطاعم على المنتجات «الطازجة»، في ظل عدم توفر مواقع للتخزين، مقارنة بالمطاعم، يجذب المزيد من العملاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©