الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشراكات تدعم النمو المستدام وتسهم في تقليص الانبعاثات

الشراكات تدعم النمو المستدام وتسهم في تقليص الانبعاثات
18 يناير 2021 00:26

ديتمار سيرسدورفر*

حل علينا عام 2021 ونحن نشعر ببعض الأمل والتفاؤل، بدافع من الالتزام العالمي المتزايد بالاستدامة والتعامل الجاد مع قضايا التغير المناخي، والجهود العالمية الصادقة في التخلص من الانبعاثات الكربونية. ومع ذلك، ما زلنا نتطلع لمزيد من التعاون والجهد للوصول لهدفنا العالمي المشترك. 
إنّ العالم بأسره يواجه تحديات هائلة، فالتغير المناخي والعولمة والتحول الرقمي ووباء «كورونا»، كلها وضعت الحكومات والشركات والمجتمعات في أزمات وظروف لم يسبق للعالم أن شهد مثيلاً لها في العصر الحديث. 
بالإضافة لذلك فإنّ الطلب على الطاقة يشهد تزايداً مطرداً، ومن المتوقع بحلول 2040 أن يرتفع الطلب على الطاقة الكهربائية بنسبة 50 %، بينما ما زال هناك حوالي 800 مليون شخص حول العالم ليس لديهم كهرباء حتى الآن.
ولكن في خضم هذه التحديات الجِسام، تلوح في الأفق عددٌ من الفرص الثمينة، فالحكومات على وجه التحديد يمكنها استغلال هذه اللحظة الفارقة في وضع خطط مبتكرة وزيادة الاستثمارات الموجهة لتطوير اقتصاديات صديقة للبيئة وأكثر استدامة، وبالفعل أصبحنا نشهد هذا التوجه الآخذ في النمو على المستوى العالمي. 
وتوفر أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030، إطاراً وسبيلاً واضحاً وعملياً لإرشادنا وتوجيهنا كشركات في وضع خططنا وعملياتنا التشغيلية، ولتأكيد التزامنا بهذه الأهداف الإطارية، أطلقت «سيمنس للطاقة» في نهاية 2020 أول تقريرها الشاملة للاستدامة. 
وهناك مزايا وفوائد جمة من تبني وتطبيق مستوى أعلى من الاستدامة، وهو ما يضفي على أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021 أهمية خاصة هذا العام، إنّ المعلومات والشراكة هما أهم الأدوات لتحقيق الأهداف المناخية والبيئية والتخلص من الانبعاثات الكربونية. 
فأسبوع أبوظبي للاستدامة 2021 يكتسب اهتماماً خاصاً في هذا التوقيت بالتحديد، حيث يجتمع فيه مجموعة متنوعة من أصحاب المصالح والمهتمين بقضايا الاستدامة العالمية من ممثلي الحكومات والممولين ومنتجي الطاقة ومبتكري التكنولوجيا ومشغلي المرافق والمؤسسات التعليمية وغيرهم، من أجل تعميق الفهم بقضايا الاستدامة العالمية والخروج بعدد من الحلول المبتكرة. 
إننا في «سيمنس للطاقة» نركز على أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر من منظور الهدف السابع الذي يؤكد على حق الجميع في الحصول على طاقة مستدامة ورخيصة وحديثة ويُعتمد عليها. فالطاقة تمس كل مكونات المجتمع، بداية من استخدامات الطاقة اليومية وتشغيل الآلات التي تستخرج النفط والغاز الطبيعي، وصولاً إلى لطاقة التي تضيء منازلنا وبُنانا التحتية وشركاتنا وأجهزتنا الشخصية. 
وقد قام العالم بالفعل بالتحول من استخدام الطاقة المعتادة مثل الفحم وأنواع الوقود التقليدي الأخرى الكثيفة في انبعاثاتها الكربونية، إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. هذا ويشهد التحول إلى الطاقة المتجددة نمواً ملحوظاً، حيث تتحول البلدان والشركات في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد نحو استخدام حلول الطاقة عديمة الانبعاثات الكربونية، والتي من بينها مصادر الطاقة المتجددة.
ومن المنتظر أن يمهد هذا التوجه للانتقال إلى استخدام مصادر طاقة جديدة خالية من الكربون مثل الهيدروجين الأخضر، الذي له استخدامات في تطبيقات متنوعة، بداية من إنتاج الطاقة إلى الصناعات التحويلية وإنتاج المواد الكيميائية.
في الوقت نفسه، تمر كل دولة بمرحلة مختلفة من مراحل التحول، وبالتالي تتطور بشكل مختلف عن غيرها. فليس هناك حل سحري في مكافحة التغير المناخي، لذلك لا بد من إيجاد حلول مصممة لتتوافق مع ظروف كل دولة، سواء كانت تلك الظروف تمويلية أو تكنولوجية أو متعلقة بتوفير موارد أو تيسير الوصول لموقع توليد الطاقة.
وبالفعل تسبق بعض البلدان-مثل الإمارات العربية المتحدة- مثيلاتها بكثير في هذا المجال، من خلال أهداف واضحة وطويلة الأجل، وتمويلات مخصصة للاستثمار ودعم المشروعات القائمة، فمن الهيدروجين الأخضر الذي يعتمد على الطاقة الشمسية، إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة حلول توليد الطاقة، واستخدام البيانات الكبيرة في إدارة إنتاج النفط والغاز بكفاءة، نجد أنّ الإمارات قطعت خطوات هائلة ومنسقة في هذا الشأن. فمثل هذه التطورات تشكل أساساً راسخاً لبناء اقتصادات جديدة مستدامة.
إن الأهمية التي توليها الهيئات والمؤسسات في المنطقة للاستثمار في تقنيات التخلص من الانبعاثات الكربونية تنبئ بفرص واعدة، ولكن يجب العمل على تطوير المزيد من تلك الفرص، والتعاون مع شركاء جدد في القطاع بأكمله لتحقيق النمو والابتكار المستدامين من خلال التنوع. لذلك نتطلع للمشاركة في أسبوع أبوظبي للاستدامة، خاصة في هذه الفترة الهامة من تاريخ قطاع الطاقة.

*الرئيس التنفيذي لشركة «سيمنس للطاقة» في الشرق الأوسط والإمارات

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©