الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هذا حال تجار أيرلندا الشمالية بعد «بريكست»

روبن ميرسر في متجره بأيرلندا الشمالية (أ ف ب)
23 مايو 2021 15:13

بلفاست (أ ف ب) -بعد خمسة أشهر من بدء تطبيق اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، لا يزال روبن ميرسر صاحب سلسلة متاجر متخصصة في مستلزمات الحدائق في إيرلندا الشمالية، غاضبا من القواعد الجديدة التي تنظم التجارة مع المقاطعة البريطانية.
ويقول صاحب متاجر هيلماونت جاردن سنتر لفرانس برس: «عادة كنا نحتاج لبضعة أيام لجلب عبوة حبوب من بريطانيا إلى إيرلندا الشمالية. الآن يستلزم الأمر أربعة أسابيع بسبب المعاملات الإدارية».
ويضيف «وثمن ذلك 140 جنيها استرلينيا (160 يورو) عن كل عبوة سعرها 400 أو 600 جنيه».

السوق الموحدة
بروتوكول إيرلندا الشمالية الذي تم التفاوض بشأنه بصعوبة في 2019 بين لندن وبروكسل، يبقي المقاطعة البريطانية في السوق الموحدة والاتحاد الجمركي الأوروبي للبضائع.
هذا النص الذي يهدف إلى حماية السلام الهش الذي تم التوصل إليه في 1998 في إيرلندا الشمالية بعد ثلاثة عقود دامية، يعتبر سيئا للأعمال وفقا لروبن ميرسر الذي يرى أنه يجب «إلغاؤه».
على مدى ثلاثة عقود كانت إيرلندا الشمالية مسرحا لمواجهات بين الوحدويين المؤيدين للبقاء مع المملكة المتحدة والجمهوريين أنصار إعادة توحيد إيرلندا. وخلف النزاع 3500 قتيل.
ووضع البروتوكول تفاديا لعودة البنى التحتية على الحدود حيث تركزت الحوادث. وهكذا يتم تطبيق الضوابط في الموانئ الإيرلندية.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وعد بمبادلات تجارية من دون قيود بين إيرلندا الشمالية وبريطانيا.
لكن روبن ميرسر الذي يوظف 70 شخصا، يؤكد أنه وعد لم يحترم. فالإجراءات الإدارية الجديدة مكلفة من ناحية الوقت والمال فضلا عن التوتر.

 

الشراء من أوروبا
ويوضح قائلاً «تأمين مخزون تحول إلى كابوس حقيقي. لم نتمكن من جلب شتلة واحدة من بريطانيا».
ويضيف «لم تبد أي شركة نقل استعدادا لإجراء كل هذه المعاملات. في الواقع بدأنا نشتري شتلات من أوروبا».
وهذه المتاجر ليست وحدها التي تعاني من عواقب هذا البروتوكول الخاص بإيرلندا الشمالية التي هي أصلا المنطقة الأكثر فقرا في المملكة المتحدة.
انكماش اقتصادي
وقدرت جامعة ألستر أن الاقتصاد المحلي انكمش بنسبة 9,6% في 2020 بسبب جائحة كورونا.
في الأسابيع الأولى من العام، أدت القواعد الجديدة إلى صعوبات في الإمداد لدرجة فرغت معها رفوف في السوبرماركت.
وتحت الضغط، قررت لندن من جانب واحد تأجيل فرض الضوابط الجمركية على البضائع من المملكة المتحدة حتى أكتوبر. وهو قرار دفع الاتحاد الأوروبي لرفع دعوى قضائية.
يثير دخول القواعد الجديدة حيز التنفيذ قلق روبن ميرسر الذي يعلق «في نهاية العام سيبدأون بتطبيقها أكثر».
وأدى البروتوكول إلى إثارة أعمال شغب مطلع أبريل في أحياء الوحدويين. وأصيب 88 شرطيا بجروح.
في فبراير، عُلقت الضوابط في ميناءي بلفاست ولارن بعد العثور على شعارات على الجدران تهدد العناصر المسؤولة عن تنفيذها.

 


في صفوف الوحدويين يعتبر البروتوكول حدودا في بحر إيرلندا وخطرا على وحدة المملكة المتحدة.
والأربعاء أعلن المسؤول الوحدوي ديفيد كامبل «لا يجوز أن يكون هناك اختلاف في الوضع بين إيرلندا الشمالية وباقي المملكة المتحدة من دون موافقتنا ولم نعط موافقتنا».
وقال أمام النواب البريطانيين «ليس ثمة بلد في العالم يقبل بأن يضطر الموردون لملء بيانات جمركية لنقل بضائع من منطقة إلى أخرى على أراضيه». وتساءل «لماذا سيكون ذلك مقبولا في بريطانيا؟». 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©