الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الجائحة» تغيّر خريطة سوق «النفايات» عالمياً

الإمارات تبذل جهوداً حثيثة في إعادة تدوير النفايات (أرشيفية)
12 يونيو 2021 02:03

حسام عبدالنبي (دبي)

فرضت تداعيات جائحة «كوفيد-19»، متغيرات عديدة على مختلف نواحي الحياة، بدءاً من توقف العمل في المكاتب واللجوء إلى العمل عن بُعد من المنازل، مروراً بزيادة الاعتماد على المستلزمات الطبية من أقنعة طبية ومعقمات، وصولاً بالطفرة غير المسبوقة في عمليات الحصول على اللقاحات، الأمر الذي يعني في النهاية حدوث اختلاف في نوعية ونسبة النفايات الطبية.
واستطاعات الجائحة أن تغيّر من ملامح ومستقبل سوق النفايات في العالم، نظراً لتنوعها ما بين صناعية وطبية، فضلاً عن مخلفات الطعام، وهو ما جعل التعامل مع تلك النفايات وتدويرها يحتاج إلى خريطة طريق واستراتيجيات تعمل علي وقاية المجتمع من مخاطرها على صحة الإنسان.
وقال محمد كرم، مدير أول تطوير الأعمال لدى «إنسينكراتور» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن أنواع النفايات في العالم كثيرة، ومنها النفايات الغازية التي تصدر عن المصانع، والنفايات السائلة من صرف صحي أو مياه ثقيلة تنتج عن عمليات التصنيع، أو نفايات سامة أو نفايات صلبة من بلاستيك وزجاج ومعادن ومخلفات الطعام، وأخيراً النفايات الطبية، مؤكداً أن كل نوع من تلك النفايات له طرق للتعامل معه أو لإعادة تدويره.

  • نقل النفايات بطريقة سليمة إلى أماكن الفرز  (من المصدر)
    نقل النفايات بطريقة سليمة إلى أماكن الفرز (من المصدر)

أسلوب الحياة
ويوضح كرم، أنه مع ظهور جائحة كورونا تغير أسلوب الحياة، ومن ثم تغيرت تركيبة ونوعية النفايات، حيث أصبحت النظافة الشخصية والاهتمام بالصحة العامة أولوية لدى الجميع، ثم تم الانتقال إلى مرحلة تالية وهي العمل من المنزل، حيث صاحب ذلك توقف العمل من المكاتب، وتالياً قل تواجد النفايات الصادرة عن مكاتب الشركات مع توقف النفايات المكتبية خاصة من أوراق الطباعة والمستندات المختلفة. 
وأضاف أن المتغير الثالث تمثل في زيادة الاعتماد على خدمة توصيل الطعام، سواء من المطاعم أو متاجر التجزئة وسلاسل السوبر ماركت الكبيرة ومنصات التجارة الإلكترونية، والتي أسفرت عن ضرورة استخدام عبوات الطعام ومستلزمات التغليف والمواد المطهرة وأدوات التعقيم المختلفة.
ونوه بأن أهم المتغيرات التي تخص قطاع النفايات تمثل في تحول القناع الطبي (ماسك) إلى ضرورة من ضروريات الحياة حتى إن الصين صدرت ما قيمته 52 مليار دولار منها في عام 2020، وبمعدل 40 قناعاً طبياً لكل شخص في العالم، وكانت المرحلة التالية هي الطفرة غير المسبوقة في إنتاج النفايات الطبية من المستشفيات بسبب التداعيات المرضية والطبية للجائحة إلى جانب الإقبال غير المسبوق على توفير اللقاحات الطبية ضد الجائحة حتى إن هناك أكثر من مليار شخص في العالم كانوا في حاجة ماسة إلى الحصول على اللقاح.

تحديات التدوير
وأشار كرم، إلى أنه كما كان لجائحة «كوفيد -19» تأثير على زيادة إنتاج نوعيات معينة من النفايات وزيادة التحديات الخاصة بإعادة تدويرها، فقد كان لها تأثير إيجابي على نوعيات معينة من النفايات خاصة النفايات الصناعية بسبب توقف إنتاج بعض المصانع في الدول الصناعية الكبيرة في بداية الجائحة، وكذا توقف حركة الطيران والسفر، ما انعكس على تقليل البصمة الكربونية في البداية، ثم عاد إلى قرب معدلاتها العادية مع زيادة إنتاج المصانع وزيادة حركة الطيران والشحن الجوي والبري والبحري.

  • محمد كرم
    محمد كرم

وذكر كرم، أن التحدي الحقيقي في مجال النفايات، والذي ارتبط بجائحة كوفيد -19 تمثل في صعوبة التعامل مع نوعيات معينة من النفايات، بدءاً من تجميعها وفرزها وصولاً إلى عملية إعادة التدوير، حيث كانت أصعب المراحل هي نقل تلك النفايات بطريقة سليمة من مكان وجودها إلى مكان آخر من أجل إعادة التدوير والتخلص منها، فيما كان التحدي الحقيقي هو التعامل مع النفايات الطبية الخطرة، ولاسيما الأقنعة الطبية التي مازالت عملية إعادة تدويرها من أكبر التحديات في هذا المجال.

تصدير النفايات
ولفت كرم، إلى أن عملية تصدير النفايات شهدت متغيرات ملموسة أيضاً فبعد أن كانت الصين (وهي أكبر مستورد للنفايات في العالم) تستورد النفايات لإعادة تدويرها لإنتاج البلاستيك والمعادن والورق وغير ذلك، وجدت دول العالم أنه يجب في البداية وضع معايير لتصدير النفايات.
وقال إن بعض الدول بدأت في الاستفادة من نفاياتها عبر إعادة تدويرها محلياً إذ وجدت أن تلك النفايات يمكن أن تمثل ثروة خاصة في ظل زيادة النفايات التي يمكن إعادة تدويرها واستخدامها في الصناعة مجدداً، مختتماً بالتأكيد على أن سوق تدوير النفايات في منطقة الخليج وشمال افريقيا شهد تطوراً ملموساً خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة في دولة الإمارات التي تبذل جهوداً حثيثة في هذا المجال.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©