عدد اليوم
مصطفى عبد العظيم (دبي)
تستعد دولة الإمارات للمساهمة في إعادة الزخم لحركة الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم بعد الهبوط الحاد الذي شهده الاقتصاد الدولي خلال العام الماضي بسبب جائحة كوفيد-19، وذلك خلال انطلاق فعاليات النسخة 11 من ملتقى الاستثمار السنوي الذي سيقام خلال الفترة من 29 وحتى 31 مارس 2022 في مركز دبي للمؤتمرات بموقع «اكسبو 2020 دبي».
ويتوقع أن يستضيف الملتقى الذي تنظمه وزارة الاقتصاد، تحت شعار «الاستثمار في الابتكار المستدام من أجل مستقبل مزدهر» أكثر من 15 ألف مشارك يمثلون 170 دولة، وأن يلعب دوراً محورياً في إعادة الثقة بآفاق نمو حركة الاستثمار في مرحلة ما بعد كوفيد-19 والمساهمة في رسم اتجاهات ومجالات الاستثمار المستهدفة في المستقبل.
وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن المؤتمر أمس، أن الملتقى يلعب منذ انطلاقه قبل 10 أعوام دوراً مهما في تسهيل الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وجذب الاستثمار عبر القطاعات الحيوية.
وأعلن الزيودي خلال المؤتمر، عن إطلاق مبادرة «شركاء ترويج الاستثمار الإماراتي» التي تهدف إلى تشجع هيئات تشجيع الاستثمار المحلية على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر نحو المشاريع الهامة.
وأضاف معاليه أن دولة الإمارات حافظت على جاذبيتها الاستثمارية رغم تداعيات كوفيد-19 حيث سجلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة نمواً بنسبة 44.2% خلال العام الماضي 2020 مقارنة بعام 2019.
ويسعى ملتقى الاستثمار السنوي العالمي إلى توفير فرص استثمارية متعددة وفتح أبواب الفرص المتنوعة للعالم كخريطة طريق نحو تحفيز النمو الاقتصادي وذلك عبر تسليط الضوء على ست محاور، وهي: الاستثمار الأجنبي المباشر، المحافظ الاستثمارية الأجنبية، المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الشركات الناشئة، مدن المستقبل، ومبادرات «مشاريع الخمسين».
وقال داوود الشيزاوي، رئيس اللجنة المنظمة لملتقى الاستثمار السنوي أن الملتقى سيوفر العديد من الفرص لتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة على مستوى العالم، وسيشكل أكبر تجمع لمجتمع الاستثمار العالمي مما يمهد الطريق للعديد من الدول لتسليط الضوء على محاور قوتها للمساعدة في تنمية اقتصاداتها، ونتوقع حضور 15 ألف مشارك من أكثر من 170 دولة.
من جهته قال فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، ورئيس الجمعية العالمية لهيئات ترويج الاستثمار «وايبا»، الملتقى لعب دور مهم في دفع مسيرة الاستثمار الأجنبي المباشر وفتح حوار مع المستثمرين، ودعم المبادرات الاستثمارية خلال 10 سنوات، منوها بإطلاق مبادرة شركاء ترويج الاستثمار في الإمارات.
وتوقع أن يشهد قطاع الاستثمار الأجنبي في الإمارات تحولات مهمة في المستقبل، بفضل المبادرات العديدة التي أطلقتها الحكومة والتي تؤسس لحقبة جديدة من الاستثمار، مشيراً إلى أن كوفيد-19 فرض تحديات عديدة على مجتمع الاستثمار العالمي انعكست على تراجع التدفقات بنسبة 50% عالمياً وترقب المستثمرين لاتجاهات الاستثمار بعد كوفيد- 19.
وأوضح انه رغم هذه التحديات سيكون هناك فرص عديدة للاستثمار والتي سيسهم الملتقى في إبرازها للمستثمرين، خاصة فيما يتعلق باستثمارات مدن المستقبل، والاستثمارات المتعلقة بالاستدامة التي ما زالت توفر فرص للاستثمار بقيمة 15 تريليون دولار حتى 2030 وهي فرص لم تقتنص بعد.
من جهته أكد مروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» أهمية ملتقى الاستثمار السنوي في دورته المقبلة في إعادة الزخم مرة أخرى لحركة الاستثمار الأجنبي من خلال المشاركة الضخمة المتوقعة، فضلاً عن تزامنه مع اكسبو 2020 دبي ليشكل الحدثان معاً مؤشراً هاماً على عودة الأنشطة والأعمال لطبيعتها بعد جائحة كوفيد-19.
وقال السركال أن الملتقى يشكل منصة هامة لجمع المستثمرين ومتخذي القرار من القطاع العام والخاص لاستعراض الفرص الاستثمارية في مختلف الدول، لافتاً إلى هذه الدورة ستكون استثنائية لأنها تتزامن مع طموحات دولة الإمارات للخمسين عاماً المقبلة والتي يشكل الاقتصاد أحد ابرز ملامحها وخططها لأن تتبوأ موقع الصدارة على خارطة الاستثمار العالمية.
