الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

د. يحيى الشحي يكتب: الأيديولوجية الناعمة

يحيى الشحي
3 نوفمبر 2021 01:11

يرجع التقارب والتفكير في نجاح البلدان وتقدمها وازدهارها إلى عوامل مختلفة تؤثر على العملية المكرسة لها ككل. ولعل أبرزها، تقديراً لهذا المقال، هو جوهر نظام الدولة، وواجهتها السياسية، وعلاقتها بالإنسان. إن الحاكم والمحكوم، والعمق الفكري الذي يحتويانه، يصنعان مزيجًا وتكوينًا من حاضرهما ومستقبلهما.
لتعميق المعنى، فإن تحديات بناء مفهوم الدولة بطابعها التنموي عديدة ومستمرة، ولكن طالما أنك في تحدٍ يركز على قدرتك على بناء أطر إنتاجية مؤسسية، مستنفر مواردك لإيجاد مصادر مبتكرة. التي تعزز الحجم والقيمة والإنتاج والثروة، وتعزز الشمولية والتوزيع الأمثل للموارد الاقتصادية من خلال أعماقك العليا، بدءًا من ثروتك البشرية والمجتمعية والمؤسسية والدبلوماسية. هنا، قمت بتأسيس قوتك الأيديولوجية الناعمة، مصحوبًا بتأثير عميق داخل مجتمعك ومحيطك في الفضاء الخارجي.
وبناءً عليه، نميز بين المفهوم الناشئ للقوة الناعمة، والذي يتمثل في تنفيذ استراتيجيتك لتغيير الرأي العام والاجتماعي باستخدام وسائل تأثير سياسية وغير سياسية تكون أقل شفافية وفقًا لأهدافها، بعيدًا عن استخدام القوة الصلبة. بينما تسمى مقالتنا الأيديولوجيا الناعمة، فهي وصف لقدرتك على إحداث تغييرات فكرية ملهمة وعميقة وعالمية تعكس حقًا إلهامك من الإيمان والفكر والجسد والإرادة والطموح.
وهكذا وفي سياق ما تم وصفه أعلاه تجده متجسدا في نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها، انطلاقاً من أيديولوجية صياغة هوية الأمة لراية صنع التنمية والنمو بمفهومها الطموح، قادتها المؤسسين. وتتابع النهج إيديولوجية قادته الحاليين، كصياغة لأفضل ما في الحاضر والمستقبل، استمرارًا لركائز فكر وحكمة المؤسسين.
وعليه التسلسل أعلاه، مع المبادئ العشرة للسنوات الخمسين القادمة لدولة الإمارات العربية المتحدة كاستراتيجية تنموية واسعة تعكس القوة الداخلية بما يتماشى مع ركائز الطموح والكرامة العالية في توفير الحياة الكريمة لشعبها وسكانها ودمجهم في عملية التنمية والإنتاج الشاملة.
وهي تجسد خريطة طريق للمستقبل تقوم على تعميق هوية الدولة وتنميتها الاقتصادية، وتعزيز الازدهار والسلام والتعايش والتكاتف مع الاخر على أساس أعماقها العليا المتجسدة. مصحوبًا كأساس لاقتحام مجال العلم والمعرفة وزيادة غلاته، ومواكبة شراع التكنولوجيا والتقنيات في روافده المختلفة، من أجل تحقيق التقدم المستمر والازدهار الاقتصادي المستدام.
وبالتالي، فهي أمة تصنع مكانتها على خارطة العالم كشاهد على حقيقة أنها لا تعرف المستحيل وتستخدم المحطات كفرص لتعزيز مكانتها. يقود مرحلته من مرحلة إلى مرحلة أكثر تحديًا، مدفوعًا ببركانه الناعم. لذلك، فخاتمة الاختلاف في الطرح، أيهما هو التأثير الأعمق، كمفهوم لمصطلح سياسي يدفع اتجاه التغيير لتوجيه المشهد، أو شريان فكري ينبع من الكاريزما الداخلية التي ترتفع إلى مستوى شعار البناء التنموي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©