عدد اليوم
منصور آل حامد*
في الوقت الذي تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد، تغمرنا مشاعر الفخر والاعتزاز بوطننا الغالي، وما سطّرناه من إنجازات حتى اليوم، كما تقودنا تطلعاتنا وآمالنا نحو تحقيق المزيد في المستقبل.
وفي هذا السياق، أعتقد أن هناك ثلاثة عوامل رئيسة ساعدت على ترسيخ مكانة الإمارات كدولة فاعلة بين الأمم، مما أسهم في دعم تقدمنا في مبادلة للبترول، وستظل داعماً لمسيرة تطورنا في الخمسين عاماً القادمة.
أسواق جديدة
الأول هو الحرص على لعب دور فاعل في المجتمع الدولي. وبدورنا فإننا نعيش هذا واقعاً كل يوم في مبادلة للبترول، إذ تضم شركتنا كوادر تنتمي إلى أكثر من 30 جنسية مختلفة، ودخلنا هذا العام في أسواق جديدة ومحفزه، على سبيل المثال دخولنا هذا العام في السوق الإسرائيلي كان له اثر إيجابي في مواصلة التوسع في شراكاتنا وإنماء محفظتنا الدولية.
ولمواصلة هذا النمو، فإن طريق النجاح الوحيد يأتي من خلال الإحساس العالي لقضايا المجتمع. ويجب علينا الاعتراف بالمصير المشترك والاحتياجات المشتركة على المستوى العالمي؛ ما يعني في مجال الطاقة أن تعمل الشركات معاً لدعم تحول قطاع الطاقة بطريقة عادلة ومنصفة، مع ضمان الاستمرار في توفير إمدادات الطاقة بمستويات موثوقة. كما يعني أيضاً ضرورة الاستثمار في المشاريع التي تدعم المجتمعات المحلية.
ونظراً لأهمية هذه العوامل، تمكنا خلال العام الماضي من دعم ما يقرب من 80 ألف فرد عبر مبادراتنا التعليمية ومشاريعنا البيئية وخططنا للتنمية المجتمعية، بما يتماشى مع جميع أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة.
مواصلة التقدم والتطوير
العامل الثاني هو مواصلة التقدم والتطوير وهو أمر غاية في الأهمية، لأن الطبيعة البشرية تركز على النمو..وهنا فإننا كشركة دولية، نستوحي ذلك من مسيرة التطوير والابتكار المتواصلة التي نشهدها في جميع أنحاء الإمارات. ونعمل على ترسيخ مكانتنا العالمية اعتماداً على الأفكار المبتكرة والإبداع.
وبالنسبة إلينا في مبادلة للبترول، يحتم علينا ذلك القيام بواجبنا في تحول قطاع الطاقة من خلال محفظتنا التي تنحاز للغاز، بنسبة الثلثين تقريباً. ونظراً لتركيزنا على الحد من الانبعاثات، حققنا انخفاضاً في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 25% في الفترة من 2017 وحتى 2020 في أصولنا المشغلة. وذلك يعني أيضاً ضرورة توظيف التكنولوجيا لدفع التقدّم، والاعتماد على آليات الذكاء الاصطناعي وفي سبيل المثال قام فريقنا التقني في تايلند في تطوير تقنية من خلال الذكاء الاصطناعي لتنظيم كل جوانب الصيانة، مما كان له مردود إيجابي في خفض المصاريف التشغيلية.
الفوز بالفرص
أما العامل المهم الثالث فهو الفوز بالفرص، لاسيما وأن هذه السمة راسخة بعمق في نسيج كياننا على مستوى الدولة وفي شركتنا على السواء. أما بالنسبة إلى مواطنينا، فتلوح أمامهم الفرص القيّمة لتنمية حياتهم المهنية واكتساب مهارات جديدة والسفر لاستكشاف العالم من حولهم.
ومن الأمثلة على ذلك انضمام مجموعة من الشباب المواطنين في برنامج التدريب المهني لشركة «شلمبرجير» لمدة عامين لتطوير مهندسي المستقبل، واكتساب المهارات الرقمية والتقنيات المتطورة. ويوفر العمل في شركة مثل مبادلة للبترول فرصة لإحداث الفرق في حياة الكثيرين والعمل على تطويرهم.
وعن طريق تعزيز قوة الإمارات الناعمة، ومواصلة الاستثمار في الشراكات الخارجية التي عملنا على توطيدها لسنوات عديدة، ستظل موضوعات الدعم المجتمعي ومواصلة التقدم واغتنام الفرص أساس مكانتنا العالمية المزدهرة كشركة دولية.
ومع احتفالنا بمرور خمسين عاماً من التطوّر والرخاء، ستظل رؤية آبائنا المؤسسين خالدة في وجداننا، الذين تبنوا قيم التسامح والانفتاح على الآخرين، لتبقى مفتاح نجاحنا، اليوم وفي الخمسين عاماً القادمة.
