عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
مع تراجع سعر برميل النفط عالمياً، وبضغوط كبيرة من الإدارة الأميركية على منتجي النفط وبائعيه داخل الولايات المتحدة، تراجع سعر وقود السيارات، لينخفض متوسط سعر الجالون تحت 4 دولارات للمرة الأولى منذ الربع الأول من العام، وبانخفاض يتجاوز 25% من أعلى سعر وصل إليه في شهر يونيو الماضي، حين تجاوز خمسة دولارات.
ورغم ضعف الزيادة في الإنتاج التي أقرتها منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قبل أيام قليلة، ومع تراجع سعر خام غرب تكساس الأميركي لأدنى مستوياته منذ شهر فبراير الماضي، بفعل زيادة الإنتاج الأميركي في بعض الولايات وبفعل إلغاء الضرائب المفروضة عليه في ولايات أخرى، واصل سعر الجالون من وقود السيارات تراجعه لدى محطات الوقود في الولايات المختلفة، ليسجل متوسطه على المستوى الوطني 3.99 دولار يوم الخميس، وفقاً لرابطة السيارات الأميركية AAA.
ومع الاقتراب من انتهاء موسم قيادة السيارات الأميركي في الصيف، حيث اعتاد الأميركيون الترحال بين الولايات المختلفة بسياراتهم، تراجع الطلب على وقود السيارات ليسمح بتخفيض السعر تحقيقاً للقول الأميركي الشائع أن «علاج رفع الأسعار يكون بمزيد من رفع الأسعار»، وهو ما حدث بالفعل خلال الشهرين الماضيين، حيث تسبب الارتفاع الشديد في أسعار الوقود في تراجع الطلب عليه بصورة واضحة، قبل أن يعاود سعره الانخفاض للمستوى الذي كان عليه خلال الربيع الماضي.
وتوقفت حافلات النقل العام في الكثير من الولايات الأميركية، منذ ظهور فيروس كوفيد-19 وانتشاره في الأراضي الأميركية خلال الربع الأول من العام، عن تحصيل أجرة الركوب من المواطنين، في محاولة لتخفيف معاناة الأميركيين، في البداية من تأثير الوباء على فقد كثيرين لوظائفهم وتراجع مدخلاتهم، ثم مؤخراً من ارتفاع معدل التضخم الذي تسبب في مشكلات كبيرة لمتوسطي ومنخفضي الدخل.
ورغم التخفيض المصطنع الذي ظهر في سعر الوقود في بعض الولايات، بفعل تعليق تطبيق بعض أنواع الضرائب، يقول المحللون إن العامل الأكثر تأثيراً في سعر وقود السيارات في أميركا، وبنسبة تتجاوز 50% من السعر عند محطات الوقود، ما زال هو سعر برميل النفط العالمي، والذي وصل في شهر مارس الماضي، في أعقاب انفجار الأزمة الروسية الأوكرانية، لأكثر من 130 دولاراً للبرميل، وهو ما تسبب في توالي ارتفاع سعر وقود السيارات حتى شهر يونيو الماضي.
