عدد اليوم
حسام عبدالنبي (دبي)
أكد تقرير عقاري صدر حديثاً أن تزايد زيادة ثقة الشركات والنشاط السياحي وتخفيف القيود المتعلقة بجائحة «كوفيد-19»، ترفع الطلب على الوحدات المكتبية في إمارة أبوظبي.
وقال التقرير الصادر عن «نايت فرانك» شركة الاستشارات العقارية العالمية، إن متوسط الإيجارات في مدينة أبوظبي ارتفع 4.9 % على مدار الاثني عشر شهراً الماضية، ليصل سعر الإيجارات إلى 1400 درهم للمتر المربع.
ولفت إلى أن التحدي الأكبر للسوق، في الوقت الحالي، يتمثل في نقص المساحات المكتبية من الدرجة الأولى المتاحة، حيث تصل نسبة الإشغال إلى 95% في مواقع، مثل سوق أبوظبي العالمي، مما يبرز التحدي للشركات الجديدة الوافدة، أو للشركات التي تتطلع إلى التوسع. وذكر التقرير أن إيجارات المكاتب في أكبر مركزين تجاريين في الإمارات «أبوظبي ودبي» لا تزال مرنة، مشيراً إلى استمرار الطلب على المساحات المكتبية من الدرجة الأولى في الارتفاع، إلى جانب مستويات الإشغال، مبيناً أنه على الرغم من الطلب المتزايد، فلا يزال حجم العرض الجديد محدوداً.
وقال ديفيد كروك، الشريك ورئيس وحدة أبوظبي في شركة «نايت فرانك»: إن الطلب الثابت على المكاتب يرتبط جزئياً بالاستقرار في الإيجارات، والذي ارتفع الآن بنسبة تصل إلى 15.4% عما كان عليه في عام 2020 في مناطق (الكورنيش - وسط المدينة)، أو بنسبة 6.3% و4.3% في حالة مركز العاصمة وجزيرة الريم على التوالي. ولفت إلى أنه وفقاً لبحث «نايت فرانك»، فإن غالبية الطلب على المساحات المكتبية في أبوظبي، يأتي مدفوعاً بقطاعي التعليم والإعلام، إذ يمثل هذان القطاعان على أرض الواقع نسبة 51% من 18 ألف متر مربع من الطلب على المكاتب الجديدة المسجلة حتى الآن هذا العام.
نقص المعروض
من جهته، قال فيصل دوراني، الشريك، رئيس قسم الأبحاث في الشرق الأوسط في شركة «نايت فرانك»، إنه مع عودة الموظفين على نطاق واسع إلى المكاتب، وتزايد ثقة الأعمال بالتوازي، تشعر الشركات بالرضا عن أوضاعها في الوقت الحالي، حيث ينعكس ذلك في قراءات مؤشر مديري المشتريات للقطاع غير النفطي، مع تزايد الطلب على المساحات المكتبية في جميع المجالات، موضحاً أن سوق المكاتب في كل من أبوظبي ودبي لا يزال يواجه نقصاً في المعروض من المساحات المجهزة ذات الجودة العالية في المباني التي تدار بشكل جيد.
وأشار دوراني إلى أنه في ظل وجود 265 ألف قدم مربعة من الطلب الجديد على المكاتب خلال الربع الثالث من العام الجاري، تُظهر بيانات الشركة أن دبي شهدت 739 ألف قدم مربعة من الطلب على المكاتب الجديدة حتى الآن هذا العام، وهي في طريقها لتجاوز الطلب على المكاتب الجديدة نحو 1.1 مليون قدم مربعة من الطلبات المسجلة في عام 2021.
ولفت إلى أن التحدي الأكبر للسوق هو النقص في المساحات المكتبية المتاحة من الدرجة الأولى، مع 2.9 مليون قدم مربعة فقط من المقرر أن تكتمل من الآن وحتى عام 2025، ومع مستويات الإشغال من الدرجة الأولى التي تحوم حول 90% في المتوسط «حتى أعلى بالنسبة لبعض المباني الأكثر رواجاً»، فإن الشاغلين الذين يدخلون السوق أو يتطلعون إلى التوسع يواجهون عدداً محدوداً للغاية من الخيارات.
اتجاه نحو الجودة
قال أندرو لوف، الشريك - رئيس الاستراتيجية والحلول الخاصة في شركة «نايت فرانك»: «هناك اتجاه واضح نحو الجودة التي ترسخت في القطاع العقاري المكتبي في الإمارات، حيث يفضل الانتقال من المباني القديمة إلى المباني الأكثر حداثة التي تتم إدارتها وصيانتها بشكل جيد، ما جعل العديد من الشركات الدولية تبحث عن مثل هذه المساحات»، مرجحاً أن توجد مثل هذه المباني في الجزء الأحدث من المدينة؛ ولذلك ربما ليس من المستغرب أن تشهد الإيجارات في تلك النوعية المتميزة من المباني مستويات تتجاوز مستويات ما قبل «الجائحة».
وأضاف لوف أنه، وفقاً لتوقعات الشركة، سيتم تسليم 2.9 مليون قدم مربعة بحلول نهاية عام 2025، حيث تمثل «دستركت 2020» وبرج «أبتاون T2» الجزء الأكبر من المساحة الجديدة.
ولفت إلى أن «دستركت 2020»- وهي «موقع معرض إكسبو 2020 سابقاً» في دبي الجنوب، والتي طورتها «دبي القابضة»- تُعد أكبر مشروع تطوير فردي للمكاتب التجارية المخطط لها في المدينة ومن المتوقع أن تكتمل في عام 2023، مؤكداً أن شدة النقص في المساحات المكتبية الجديدة جنباً إلى جنب مع الطلب المتزايد، لا سيما بالنسبة للمكاتب عالية الجودة، تؤشر إلى أن إيجارات المكاتب ستستمر في مواجهة ضغط تصاعدي، لا سيما مع مستويات الإشغال المرتفعة في المكاتب من الدرجة الأولى، وبعض المباني الأحدث من النوعية المتميزة.
