الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصادرات الصينية تتباطأ بفعل ركود التجارة العالمية

ميناء للحاويات في الصين (أرشيفية)
11 يونيو 2023 05:04

حسونة الطيب (أبوظبي)

في أعقاب 3 أعوام من النمو المدفوع بالصادرات، تتطلع بكين لدعم المستهلكين المحليين، في الدفع بعجلة المرحلة المقبلة من التعافي. 
وتباطأت وتيرة الصادرات الصينية في شهر أبريل الماضي، في الوقت الذي تراجعت فيه التجارة العالمية، ما يؤكد عدم أهمية الإنفاق المحلي، كمحرك أساسي لثاني أكبر اقتصاد في العالم. 
وتدل هذه الحقائق على حالة الركود التي تسود قطاع التجارة العالمية، حيث تراجعت مستويات الإنفاق في كل من أميركا وأوروبا. ويواجه المستهلكون وأرباب الأعمال، أسعار فائدة شديدة التراجع وتضخماً مستمراً وشيئاً من عدم الاستقرار في القطاع المصرفي، في الوقت الذي يتوقع فيه العديد من الخبراء المصرفيين، حدوث ركود في اقتصادات الدول المتقدمة، نهاية السنة الحالية. 
دور محوري
ويعني بطء نمو الاقتصاد العالمي، أنه ليس من المرجح لعب التجارة، دوراً محورياً في الدفع بعجلة نمو الاقتصاد الصيني، كما حدث خلال السنوات الأولى من انتشار وباء كوفيد-19، عندما أقبل المستهلكون الغربيون مدعومين بشيكات التحفيز، على شراء أجهزة إلكترونية جديدة مثل، الحواسيب وآلات الرياضة ومعدات المكاتب، لمساعدتهم في العمل عن بُعد.
وبدلاً من ذلك، تم تحفيز المستهلك الصيني، لتعزيز نمو الاقتصاد، حيث بدأ الناس في الخروج سواء، للأكل أو السفر أو التسوق، بعد سنوات عصيبة من عمليات الإغلاق. 
وربما يتبادر السؤال لأذهان معظم الخبراء الاقتصاديين، فيما إذا كان لدى التعافي المدعوم بقطاع الاستهلاك، المقدرة على الاستدامة. 
وسجلت البطالة أرقاماً كبيرة في الصين، خاصة بين الشباب، في الوقت الذي يدل فيه ارتفاع معدلات الادخار، على القلق الذي ينتاب الأسر، حيال الإنفاق بسخاء في أقرب وقت ممكن. 
ويعني ضعف أرقام الواردات الصينية بالنسبة للاقتصاد العالمي، اعتبار التعافي بمثابة القضية المحلية التي تركز على قطاع الخدمات. ويتناقض ذلك، مع دورات النمو القوي التي حققها الاقتصاد الصيني، التي انعكست آثارها القوية على الطلب العالمي من المواد الخام والآليات والطاقة.
وتيرة أضعف
وارتفعت الصادرات الصينية 8.5% خلال شهر أبريل 2023، بالمقارنة مع العام الماضي، في وتيرة أضعف مما تم تحقيقه في شهر مارس عند 14.8%، عندما انتعشت التجارة الصينية، بفضل زيادة صادراتها إلى روسيا، وسط العقوبات التي فرضها الغرب، على الأخيرة بسبب غزوها لأوكرانيا، بحسب الإدارة العامة للجمارك الصينية. 
وبدأت بلدان العالم في استقبال السياح الصينيين، الذين كانوا يمثلون أكبر مصدر دخل لقطاع السياحة العالمي. 
ورغم فتح الصين لحدودها، إلا أن قطاع السفر لا يتوقع عودة الأمور لما كانت عليه قبل اندلاع فيروس كوفيد-19.
وتُعزى الزيادة في صادرات شهر أبريل الماضي، للمقارنة بينها وبين صادرات أبريل من العام 2022، عندما أغلقت شنغهاي أبوابها نتيجة للانتشار السريع لمتحور أوميكرون.  وبالمقارنة مع شهر مارس قياساً على الصادرات الشهرية، تراجعت صادرات الصين لبقية الدول حول العالم، بنسبة قدرها 6.4% لنحو 295 مليار دولار، بحسب وول ستريت جورنال.
وتشير البيانات، إلى بدء محرك الصادرات الصينية في الهدوء، تزامناً مع ركود المبيعات الخارجية لبعض الدول المُصدرة الرئيسية في آسيا. 
وتراجعت صادرات كوريا الجنوبية خلال شهر أبريل، 14%، بالمقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. كما انخفضت صادرات تايوان، في أبريل بنسبة سنوية قدرها 13%، في أداء أفضل من تراجعها في شهر مارس بنحو 19%.
وتدفق السياح الصينيون، في عيد العمال، في مؤشر بمعاودة اقتصاد البلاد، لدائرة الانتعاش، بصرف النظر عن حالة البطء التي سادت قطاعي الصناعة والصادرات. 
النشاط الصناعي
وانخفضت قراءة مؤشر النشاط الصناعي، من 51.9 في مارس، لنحو 49.2 في شهر أبريل، ما يؤكد تراجعه خلال ذلك الشهر. وحقق ثاني أكبر اقتصاد في العالم، نمواً سنوياً قدره 4.5% خلال الربع الأول من العام الجاري، مع توقعات بأداء أفضل في الربع الثاني، ليتجاوز توقعات الحكومة عند 5% للعام ككل.
 كما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي، 3% فقط خلال 2022، في أسوأ نتيجة له منذ عقود عدة.
وفي نتيجة مخيبة للآمال، تراجعت واردات البلاد، 7.9% في شهر أبريل، بالمقارنة مع السنة الماضية. وربما يعود هذا التراجع، لإقبال المستهلكين على شراء الخدمات بدلاً من السلع، فضلاً عن ضعف طلب المواد الخام والمواد التي تدعم الصادرات. 
ونجم عن هذا الضعف في الواردات، زيادة في فائض الصين في شهر أبريل متجاوزاً 90 مليار دولار، من واقع 88 ملياراً في شهر مارس، على الرغم من بطء الصادرات. كما انخفضت صادرات الصين لأميركا، بنسبة سنوية قدرها 6.5%.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©