السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«دبي للطيران» يمهد الطريق للوصول إلى الحياد الكربوني

مشاركون في الدورة الماضية لمعرض دبي للطيران (أرشيفية)
12 نوفمبر 2023 02:08

مصطفى عبد العظيم (دبي)
ينطلق معرض دبي للطيران في نسخته الثامنة عشرة غداً، بمشاركة أكثر من 1400 شركة متخصصة في قطاعات الطيران والفضاء والدفاع من نحو 95 دولة، لاستعراض أحدث الابتكارات والحلول المستدامة التي تمهد الطريق أمام القطاع للحاق بالسباق العالمي نحو الحياد الكربوني.
ويشكل المعرض الذي سيقام في مقره الدائم بمطار دبي ورلد سنترال، خلال الفترة من 13 إلى 17 نوفمبر 2023، تحت شعار «مستقبل صناعة الطيران»، منصة مثالية للمختصين في قطاعي الطيران والفضاء، للتعرف على أحدث الحلول المتقدمة التي يمكن أن تسهم في تعزيز مساهمتهم بتحقيق مستقبل مستدام، وذلك بما ينسجم مع التزام المعرض والقطاعات المشاركة بمواصلة الابتكار للمساهمة في الحد من الانبعاثات البيئية وتقليل البصمة الكربونية، بالتزامن مع استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف (كوب 28) نهاية نوفمبر الجاري.
وتتصدر الاستدامة المحاور والمواضيع الرئيسية عند جميع المشاركين بالمعرض الذي سيشهد تنظيم العديد من الفعاليات الخاصة بالاستدامة، والتي من أبرزها مؤتمر الاستدامة الذي سيقام في منصة الفضاء الجوي 2050، حيث سيناقش خبراء الصناعة على مدى يومين الخطوات اللازمة لإنشاء نظام بيئي أكثر استدامة للفضاء، فضلاً عن مناقشة التحديات والفرص المستدامة على مستوى القطاع، لاسيما الطيران الذي يعمل بالهيدروجين، ووقود الطيران المستدام، وكفاءة المحركات، وعمليات البث، والطائرات الهجينة والكهربائية، والاستعداد لتطوير مركز لطاقة الطيران منخفض الكربون من خلال ريادة الشركات العالمية.
انبعاثات الطيران 
ويساهم قطاع الطيران بحوالي 2% إلى 3% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، ولكن مع الزيادة المستمرة في الطلب على السفر، وبحسب تقرير كشفت عنه شركة «فروست أند سوليفان» تحت اسم «التقنيات المستدامة في قطاع الطيران»، سترتفع مساهمة القطاع من 25% إلى 30% بحلول عام 2050 في حال لم يتم اتخاذ أي إجراءات، مما يؤكد على أهمية دور الشركات المصنعة وشركات الطيران ومشغلي المطارات في تعزيز مبادراتها لتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
ووفقاً لتقديرات مؤسسات دولية متخصصة في قطاع الطيران، فإنه يتحتم الوصول بالطاقة الإنتاجية العالمية لوقود الطيران المستدام (SAF) إلى أكثر من 30 مليار لتر بحلول عام 2030 و450 مليار لتر بحلول عام 2050 حتى تتمكن شركات الطيران من تحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية، في حين أن الإنتاج الحالي يبلغ نحو 450 مليون لتر فقط، وهو أقل من 0.05% من الطلب العالمي على وقود الطائرات. 
شركات وطنية 
وتدعم هذه التوقعات العديد من المبادرات التي تنفذها منطقة الشرق الأوسط، والتي شملت الاتفاقية التي وقعتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» مؤخراً مع شركة إيرباص، أكبر شركات الصناعات الفضائية والجوية في أوروبا والرائدة عالمياً في هذا المجال، لدعم تطوير وتنمية قطاع وقود الطيران المستدام، إذ سيتعاون الطرفان في مجالات وقود الطيران المستدام والهيدروجين الأخضر وتكنولوجيا الالتقاط المباشر للهواء. 
وعلى الصعيد العالمي، وقّعت شركة شل للطيران العديد من الاتفاقيات الأخرى لتوفير وقود الطيران المستدام لشركات الطيران، بما في ذلك جيت بلو وشركة الطيران اليابانية «جال»، وأعلنت Air bp، القسم المتخصص في الطيران التابع لشركة النفط والغاز المتعددة الجنسيات BP، عن أول صفقة لبيع وقود الطيران المستدام من مصفاة Castellon في إسبانيا، في خطوة تعد إنجازاً هاماً ضمن أهدافها لجعل وقود الطيران المستدام متوفراً بشكل أكبر. 
رحلة إيرباص  
وقال ميكائيل هواري، رئيس شركة إيرباص في أفريقيا والشرق الأوسط: «تواصل شركة إيرباص ريادتها من خلال ابتكار التقنيات المتقدمة التي تساهم بتعزيز دورها على صعيد تسريع إزالة الكربون من قطاع الطيران. إذ نهدف إلى توفير حلول مستدامة تشمل الطائرات التجارية التي تعمل بالهيدروجين وغيرها من التقنيات المتطورة التي تختص بالمحركات والوقود، وذلك بهدف رسم ملامح مستقبل الطيران وإحداث نقلة نوعية على مستوى القطاع. كما نعمل على تمكين أسطولنا من الطائرات التجارية على الطيران باستخدام وقود الطيران المستدام بالكامل بحلول عام 2030».
كما أطلقت شركة هانيويل مؤخراً تقنية «يوب إفننج» والتي تنتج وقود طيران منخفض الكربون من خلال الهيدروجين الأخضر وثاني أكسيد الكربون المعاد تدويره.
ومن جهته، قال محمد محيسن، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة هانيويل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «يعد استخدام وقود الطيران المستدام حلاً متوفراً الآن لدفع النمو المستدام في قطاع الطيران، ولكن ما زال الاعتماد عليه محدوداً جداً، وتعمل التقنيات التي تستخدم ثاني أكسيد الكربون لإنتاج وقود الطيران المستدام على تعزيز الجهود والإمكانات لإزالة الكربون في مستقبل قطاع الطيران». 

شركات ناشئة  
وتعد قطاعات الطيران والفضاء والدفاع من أبرز القطاعات المساهمة في نمو الاقتصادات المحلية والإقليمية والدولية، ويشارك أكثر من 1400 شركة عارضة، بما فيها 400 شركة مشاركة لأول مرة، وأكثر من 80 شركة ناشئة تعمل في مجالات عديدة تشمل الطيران التجاري والتنقل الجوي المتقدم والفضاء والدفاع، حيث تهدف إلى استعراض أحدث الحلول المبتكرة الهادفة إلى رسم ملامح مستقبل القطاع.
ويعد جناح الفضاء الذي يستضيفه المعرض بالشراكة مع وكالة الإمارات للفضاء، أحد أبرز ملامح الفعالية هذا العام، حيث سيشهد الجناح للمرة الأولى مشاركة كل من مركز محمد بن راشد للفضاء، ومعهد الابتكار التكنولوجي، وهيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، وغيرها من الجهات الأخرى، لمناقشة سبل التعاون المشترك بين قطاعي الفضاء والطيران للمساهمة في تشكيل مستقبل قطاع الطيران.
مؤتمرات وعروض
ويستضيف معرض دبي للطيران 2023 مجموعة من المؤتمرات، بمشاركة أكثر من 300 متحدث يقدمون نحو 80 ساعة من المحتوى التفاعلي الذي يرتقي بمستوى الحوار في المجالات الرئيسية للقطاع، والتي تشمل الاستدامة، والنقل الجوي، والذكاء الاصطناعي، وطيران رواد الأعمال، وغيرها من المواضيع الأخرى. وذلك بهدف تعزيز فرص التواصل بين الحضور والمشاركين في المعرض، وذلك بما ينسجم مع مكانته باعتباره يجسد منصة دولية رائدة لأصحاب الأعمال لتعزيز الفرص نحو تشكيل مستقبل القطاع.
وتشمل الفعاليات التي يتخللها المعرض، تقديم عروض يومية لـ 180 طائرة تجارية وعسكرية من أكثر الطائرات تقدماً في العالم تشمل عروضاً جوية وبرية. وتعد العروض الجوية من أكثر العروض شعبية لدى الشركات المصنعة في القطاع، كونها تتيح لها الفرصة لاستعراض قدراتها أمام الجهات المشاركة في المعرض.
دعم الصناعة
يركز معرض دبي للطيران 2023 على دعم حملة «اصنع في الإمارات»، وذلك من خلال توفير منصة مخصصة للشركات العالمية لاستكشاف المزايا التنافسية التي توفرها دولة الإمارات، وذلك من خلال سلسلة من الجلسات النقاشية لكبار المسؤولين التنفيذيين، وتهدف المبادرة الجديدة إلى تعزيز التواصل بين الشركات العالمية والمصنعين في دولة الإمارات، وتقديم المشورة والتوجيه حول تأسيس مراكز تصنيع في الدولة.
وتشمل الحملة كافة الصناعيين والمستثمرين والمبتكرين ورواد الأعمال، وبدعم من وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، وستوفر هذه المبادرة للشركات فرصة التفاعل مع أبرز الشركاء الاستراتيجيين في القطاع، واستكشاف الفرص الاستثنائية التي توفرها الدولة. كما تهدف إلى دعم جهود الصناعة المحلية في دولة الإمارات، وسد الفجوة بين المواهب الشابة وقادة القطاع للمساهمة في تعزيز مسيرة التطور والنمو في قطاعي الطيران والفضاء.
ومن المتوقع مشاركة جهات عديدة من مختلف الدول في البرنامج المخصص لدعم حملة «اصنع في الإمارات»، وذلك بهدف ربط النظام البيئي الصناعي في دولة الإمارات بالشركات العالمية، مما يساهم في تعزيز فرص الأعمال ونمو القطاع الصناعي في دولة الإمارات ودعم استراتيجيتها التكنولوجية المتقدمة. كما ستضم مشاركة كبار القادة من المؤسسات الصناعية والحكومية الرائدة في دولة الإمارات، بالإضافة إلى الشركات العالمية الكبرى التي تلعب دوراً كبيراً في تطوير قطاع الأعمال بالدولة، فضلاً عن الشركات العالمية التي تسعى إلى إنشاء أو توسيع عملياتها في دولة الإمارات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©