الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محمد كركوتي يكتب: مبادرة الإمارات للمياه

محمد كركوتي يكتب: مبادرة الإمارات للمياه
11 مارس 2024 02:08

لا تزال مشاكل ندرة المياه على الصعيد العالمي تحتل مركزاً متقدماً في قائمة المشاكل التي يواجهها العالم ككل. ورغم المشاريع الإنمائية العالمية التي أطلقت في نهاية القرن الماضي، إلا أن المشكلة بقيت في حدود الخطر، خصوصاً أن هناك ما يزيد على 1.1 مليار شخص لا يستطيعون الوصول إلى مياه صالحة للشرب، في حين أن هناك 2.7 مليار يعانون من ندرة المياه لمدة شهر واحد في السنة على الأقل، بحسب المؤسسات الدولية المعنية بمن فيها منظمة worldwildlife، التي تتوقع أن يواجه ثلثا سكان العالم نقصاً في المياه بحلول عام 2025. 
التحديات الإنمائية كبيرة وخطيرة إلى درجة أن 4.2 مليار شخص يعيشون في بلدان تعاني من شح المياه، بما في ذلك المياه التي تحتاجها الزراعة والإنتاج عموماً.
هنا تأتي «مبادرة محمد بن زايد للماء» التي أطلقتها الإمارات وفق رؤية لا تتعلق فقط بالمساهمة المباشرة في التوصل لحلول لهذه المشكلة، بل ترتكز أيضاً على الابتكار التكنولوجي لتحقيق الأهداف المرجوة. 
المبادرة شاملة وتدخل في الواقع ضمن إطار المبادرات التي تطرحها الإمارات في كل ميدان استراتيجي يصب في النهاية في خدمة البشرية، وتحسين ظروف الحياة في المناطق التي تواجه مشاكل ومعها تحديات متزايدة. وإلى جانب ذلك، تركز المبادرة أيضاً على نقطة مهمة للغاية تتعلق بتعزيز الوعي بأهمية أزمة ندرة المياه، وانعكاساتها على الساحة العالمية. كل هذا ينطلق وفق توجه تقني متطور، بتطويع الابتكار من أجل دعم هذا المسار الاستراتيجي العالمي المهم.  
المبادرة الإماراتية العالمية هذه، تدخل أيضاً ضمن نطاق تعزيز التعاون مع الأطراف المعنية ومع الشركاء. فمثل هذا التعاون يختصر كثيراً من المساحات الزمنية، نحو أفق جديد يضمن في النهاية إمدادات المياه الضرورية، بما في ذلك تلك التي تحتاجها حقول الإنتاج المختلفة. فالمسألة لا تختص بمصير الأجيال الحالية فقط، بل تستهدف الأجيال المقبلة التي لا بد أن تجد حلولاً جذرية لأزمة متعاظمة. 
ومن هنا، يمكن النظر إلى الجانب الخاص بالتعاون الدولي، كحجر الزاوية للوصول إلى الغايات، خصوصاً بوجود مشاريع واضحة تحتاج إلى زيادة في حجم الاستثمارات التي تسهم في النهاية في التغلب على هذه المشكلة وبصورة جذرية. المهمة ليست سهلة، ولكن «مبادرة الإمارات» تدفع باتجاه سيؤدي في النهاية إلى تحقيق الأهداف.  
المياه حول العالم تواجه ندرة حقيقية، خصوصاً إذا ما عرفنا أن 3% فقط من هذه المياه عذبة، وثلثاها مجمدة أو غير متاحة للاستخدام، بحسب «الصندوق العالمي للحياة البرية»، من دون أن ننسى الأضرار التي يتركها الجفاف على مدار الأعوام، والتي تقترب من 40 مليار دولار في السنة الواحدة. «مبادرة محمد بن زايد للماء»، لا تكتسب صفة الاستراتيجية فحسب، بل والسمة الإنسانية لأنها ببساطة مخصصة لصالح البشرية وضمان مستقبل الأجيال القادمة إلى هذا العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©