السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الكهربائية» تتعثر.. السيارات الهجين تسلك طريق الانتعاش

«الكهربائية» تتعثر.. السيارات الهجين تسلك طريق الانتعاش
21 ابريل 2024 01:46

حسونة الطيب (أبوظبي)

تبذل شركات صناعة السيارات ومنذ سنوات عدة جهوداً كبيرة لتغيير الانطباع السائد عن السيارات الهجين في أنها مستهلك تقليدي للوقود، وتقوم بإنتاج تصميمات جديدة منها، أكثر جاذبية وشبابية. أما الآن، فقد تحولت لنموذج أكثر طلباً في السوق.
ظلت السيارات الهجين، التي تجمع بين الوقود وبطارية الكهرباء، بُغية تعزيز كفاءة الاستهلاك، تشكل نسبة ضئيلة في السوق الأميركية، بيد أنها تسير بخطى ثابتة، وذلك منذ طرح تويوتا لفئة بريوس منذ أكثر من 20 عاماً وتحولت الهجين خلال السنوات القليلة الماضية، لمنافس قوي للسيارات الكهربائية.
بدأت شركات صناعة السيارات، في طرح العديد من الموديلات الجديدة من فئة الهجين، في محاولة للالتزام بقوانين الانبعاثات، ولتعزيز منافستها للسيارات الكهربائية، واتجهت تويوتا الرائدة في صناعة سيارات الهجين، لإنتاج نسخة هجين من كل موديل من موديلاتها في صالات العرض الأميركية تقريباً، وفي بعض الحالات مثل، سيارة كامري الجديدة أو سيينا فان الصغيرة يعتبر الهجين هو الخيار الوحيد المتوفر للعميل.
ارتفعت مبيعات السيارات الهجين في أميركا، بنسبة 40% خلال فترة الـ5 سنوات الماضية، لنحو 70% للعام الحالي، لتشمل المزيد من الأحجام والتصاميم المختلفة، بالمقارنة مع السنوات القليلة الماضية، بحسب وول ستريت جورنال.
لم تعد السيارات التقليدية التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، منافساً قوياً لنظيراتها الهجين، حيث لقي على سبيل المثال، موديل فورد F-150 نصف نقل، طلباً أكثر من ذات السيارة التي تعمل بالوقود العادي.
قفزت مبيعات أميركا من السيارات الهجين، 50% خلال أول شهرين من العام الحالي، متفوقة على الكهربائية التي حققت 13% فقط، سواء على صعيد النمو أو المبيعات، وفرغت وكالات البيع من السيارات الهجين بعد 25 يوماً من عرضها، بينما استغرقت الكهربائية نحو 75 يوماً والتقليدية 50 يوماً تقريباً. 
خبت جذوة إقبال المشترين على السيارات التي تعتمد كلياً على الكهرباء، وتفضيل تلك التي تجمع بين الكهرباء والوقود، ليستمر انتعاش الطلب، بصرف النظر عن تلك الفترة التي شهدت تراجعاً نسبياً في أسعار الوقود وعادة ما يستفسر المشترون عن السيارات الكهربائية، لكن تساورهم الشكوك حول طول المسافة التي يمكن أن تقطعها السيارة بعملية شحن واحدة، فضلاً عن توفر محطات الشحن نفسها. 
ومن بين العوامل التي ساهمت في انتعاش مبيعات السيارات الهجين، طرح بعض الشركات للعديد من موديلات الهجين القابلة للشحن الخارجي خلال السنوات القليلة الماضية مثل، بي أم دبليو وفولفو وهيونداي وكيا موتورز وغيرها. ويمكن لهذه الموديلات، قطع مسافة تتراوح بين 20 و40 ميلاً بعملية شحن واحدة، ليعتمد المحرك بعدها على الوقود. 
قلل العديد من مديري شركات السيارات ولسنوات عدة، من أهمية الهجين، والتوجه للاستثمار بقوة في الكهربائية وعلى سبيل المثال، لم تعر جنرال موتورز، اهتماماً لهذا النوع من السيارات والتركيز بدلاً عنها في التي تعمل بالكهرباء، لكنها بدأت تفكر الآن في إنتاجها في أميركا الشمالية. وتخطط نيسان، لجلب السيارات الهجين التي تقوم ببيعها في أسواق أخرى لأميركا، بينما تسعى فولكس فاجن، لزيادة مبيعاتها هناك. ويصب هذا الانتعاش، في مصلحة شركة تويوتا اليابانية، رغم الانتقادات التي وُجهت لها بسبب تعلقها بإنتاج السيارات التي تجمع في تشغيلها بين الوقود والكهرباء. وترد الشركة على هذه الانتقادات، بأن السيارات الكهربائية غير مناسبة للعديد من العملاء، في حين تساعد الهجين في خفض الانبعاثات.
بدأت الشركة منذ العام 2018، في طرح موديلات أفضل تصميماً وأقوى أداءً، حيث أطلقت موديل بريوس المُعدل في 2022، الذي يمكن أن يقطع مسافة 57 ميلاً مقابل استهلاك جالوناً واحداً من الوقود. 
في غضون ذلك، تسعى فورد، لزيادة مبيعاتها من السيارات الهجين، بنحو 4 أضعاف على مدى الـ 5 سنوات المقبلة، حيث واجهت صعوبة في الإيفاء بطلب النسخة الهجين من موديل مافريك، السيارة نصف النقل التي طرحتها في العام 2021.
تراجعت أسعار الهجين أيضاً، بالمقارنة مع السيارات الأخرى التي تعمل بالوقود والكهرباء. وبالنسبة لموديلات العام الحالي 2024، يزيد متوسط سعر الهجين بنحو 9% عن الموديلات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي، مقارنة بما كانت عليه عند 43% في العام 2007.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©