الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأندية تحتكم إلى المنطق في «الحمولة الزائدة»

الأندية تحتكم إلى المنطق في «الحمولة الزائدة»
8 سبتمبر 2020 01:33

مراد المصري (دبي)

مع دخول العقد الثاني من الاحتراف، يبدو أن أنديتنا أصبحت أكثر نضجاً وتفهماً للاحتياجات الفنية، ومراعاة للجوانب المادية، وهو ما تجسد في الفترة الماضية، وتحديداً في سوق الانتقالات الصيفية، في المخالصات التي قامت بها الأندية مع بعض اللاعبين، ما بين منحهم الاستغناء، أو السماح لهم بالإعارة لأندية أخرى، في ظل خروجهم من حسابات الجهاز الفني، لتتجنب «الحمولة الزائدة» التي تسهم في ضبط النفقات المالية وإبقاء الأجواء الإيجابية داخل الفريق، بوجود لاعبين متحفزين.
ويبدو الإجراء سهلاً ومريحاً في الوقت الحالي، والذي لم يكن كذلك في الماضي، سواء على صعيد المواطنين أو الأجانب، ما بين المشادات والمساومات التي تحدث، وأحياناً الإجراءات الإدارية، بجعل اللاعبين يتدربون مع «الرديف»، أو حتى إبقائهم في القائمة، لعدم منح منافس آخر فرصة الحصول على خدماتهم.
وتغيرت الصورة، من خلال بروز أهداف فنية واضحة لكل فريق واللاعبين القادرين على تنفيذها، بحسب الجهاز الفني، إلى جانب منح آخرين الفرصة لاستكمال مسيرتهم في مكان آخر، من دون مماطلة معهم، وحتى اللاعبين أنفسهم الذين أصبحت هناك نسبة منهم ترفض الجلوس على «الدكة»، من دون مشاركة، وإنما تسعى لإعادة اكتشاف نفسها براتب أقل، ولكن بدقائق لعب أكثر.
ولعل من أجمل الأمثلة، على إنهاء العقد بـ «التراضي»، حكاية الشارقة مع جمال معروف الذي تفجرت طاقته لاحقاً مع العين، عوضاً عن البقاء خارج الحسابات الفنية في «الملك»، في بادرة إيجابية تحسب للطرفين، فيما شهد الصيف الحالي، قيام شباب الأهلي بالمخالصة أو إعارة لاعبين عدة، لمنحهم الفرصة لاستثمار طاقاتهم مع أندية أخرى، مثل أحمد جشك وحسن إبراهيم ومحمد سبيل ومانع محمد ومحمد إسماعيل، فيما أعار النصر كلاً من الحسن صالح إلى حتا، في ضوء خروجه من حسابات الكرواتي كرونو، وإنهاء عقد البرازيلي روزا بـ «مخالصة» بين الطرفين، وتجنب سيناريوهات سابقة مع لاعبين أجانب في منازعات طويلة، مثل نيلمار وليو ليما وغيرهم، وسمح العين برحيل لاعبين تواجدوا في الفريق الرديف، ولم يتمكنوا من حجز مقعدهم في الفريق الأول، مثل فراس الخصيبي وخالد خلفان، واختار حميد عباس واتحاد كلباء فسخ العقد بـ«التراضي» وغيرها من الأمثلة.

  • عادل العامري
    عادل العامري

ويرى عادل العامري وكيل اللاعبين، أن التنظيم المالي والميزانيات أصبحا عنصرين أساسيين في عمل إدارات الأندية، وتسير وفقهما بصورة أكثر تنظيماً والتزاماً، مقارنة بسنوات ماضية من تطبيق الاحتراف، وقال: لا يمكن اعتبار الوضع مثالياً في الوقت الحالي، ولكن أصبح هناك دراسة وتقييم وتحديد الصرف الشهري، ومحاولة التخلص من المصاريف الزائدة بأفضل وأسرع طريقة ممكنة، من خلال التخلص من الزائد عن الحاجة، وهنا لا يعني بالضرورة أن يكون اللاعب ذا مستوى فني متواضع، ولكن بسبب ظروف مختلفة، مثل محدودية القائمة والخطة والتوجه لدى الجهاز الفني وغيرها، ومن بعد التقليص يتم استقطاب أسماء جديدة، أو الاعتماد على القائمة التي أصبحت تلائم الحاجة الفنية وتوازي الميزانية المالية.
وأضاف: الحياة يجب أن تستمر مهما حدث، وهو ما يدركه اللاعبون والأندية، من خلال التوجه للمخالصة بأفضل طريقة ممكنة، تضمن حقوق الطرفين، وذهاب كل منهما للبحث عن مصلحته، وذلك واحدة من عناصر الاحتراف الرئيسية التي يجب التعايش معها، علماً أن هناك بعض المعاندات والمماطلات التي تحدث أحياناً من إدارات الأندية، ولم ينته الموضوع بالكامل، وفي المجمل العام، فإن خط السير إيجابي في هذا الجانب.

  • خالد عبيد
    خالد عبيد

فيما يرى خالد عبيد، مدير الفريق الأول للنصر السابق، أن تعديل اللوائح أسهم في تعزيز هذا الجانب، وذلك مع منع اللاعبين الأجانب بالفريق الأول من اللعب في دوريات الفئات، والحد منهم في دوري الرديف، وهو ما جعل وجود المخالصات المالية مع اللاعبين الذين يخرجون من الحسابات الفنية، تتم بشكل أسرع، عوضاً عن السابق، حينما كان يتم الزج بهم مع الرديف أو تحت 21 ‬سنة، ‬ومحاولة ‬إبقائهم ‬لأطول ‬فترة ‬ممكنة، ‬من ‬أجل ‬تقليص ‬مطالباتهم، ‬حيث أصبحت ‬الأندية ‬تركز ‬على ‬القائمة ‬المحددة ‬للفريق ‬الأول ‬وتسعى ‬لتعزيزها ‬بأفضل ‬المتاح ‬والتخلص ‬من ‬أي ‬نفقات ‬جانبية، ‬أو ‬وجود ‬لاعبين ‬لا ‬يتدربون ‬مع ‬الفريق ‬الأول ‬ويفتقدون ‬الحافز ‬لخوض ‬المباريات.
ويرى عبيد أن الأندية الصاعدة، والتي تتواجد في دوري الدرجة الأولى، أمامها فرصة ضم لاعبين صاعدين من أكاديميات الأندية تم إعدادهم جيداً، ولكن بعد تخطيهم مرحلة عمرية، دون الحصول على فرصة القيد بالفريق الأول، فإن مضيهم قدماً نحو فرق أخرى أمر طبيعي في كرة القدم.
وختم حديثه، معتبراً أن الأندية لم تعد تبحث عن «تكديس» اللاعبين، بقدر الوصول للقائمة المطلوبة لخوض المنافسات وتحقيق الأهداف المنشودة لها، سواء على المدى القصير، من خلال النظر للموسم المقبل على سبيل المثال، أو الأهداف بعيدة المدى من خلال التركيز على جيل صاعد في الأكاديمية، قادر على تعويض الأسماء التي لم تعد قابلة للاستمرار في قائمة الفريق الأول.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©