عدد اليوم
مراد المصري (دبي)
مع دخولنا شهر رمضان المبارك، فإن نجوم كرة القدم المسلمين في أوروبا سيكونون أمام مهمة مضاعفة خلال 30 يوماً، يسعون خلالها للموازنة بين الالتزام بالصوم، وفي الوقت نفسه تقديم المجهود المطلوب منهم، وسط عدد ساعات الصيام الطويلة في أوروبا، مقارنة ببقية دول العالم، خصوصاً خلال التوقيت الصيفي.
في ليفربول يبدأ الفجر في الساعة الرابعة صباحاً، مما يعني الإمساك عن الطعام قبلها، ويمتد النهار إلى الساعة الثامنة مساءً، مما يعني أن فترة الصيام تصل إلى 16 ساعة، ولذلك تتجه الأنظار إلى الثنائي المسلم، المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني، اللذين ينتظران مباراة قوية مع «الريدز» أمام ريال مدريد «الأربعاء» في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وكان الألماني يورجن كلوب أعلن دعمه لـ «الثنائي»، فيما يخص الالتزام بالشعائر الدينية، خصوصاً عندما تزامن رمضان مع خوض نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2018، وقال وقتها: أحترم الدين الإسلامي ولا أمانع صومهما، صلاح وماني أحياناً ما يتأخران على غرف تغيير الملابس، بسبب أدائهما للصلاة، وقال: إن هناك العديد من الأمور في الحياة أهم من كرة القدم.
ووسط ظهور بعض الفتاوي التي أجازت للاعبين الإفطار في يوم المباراة تحديداً، بالنظر إلى الجهد الجسدي الكبير في هذا النوع من المباريات الأوروبية، خصوصاً التي تقام في توقيت مبكر خلال النهار، فإن الأمور تختلف من لاعب إلى آخر، ما بين تمسك أغلبهم بالصيام من دون انقطاع، بينما يلجأ الآخرون إلى بعض هذه الحلول، وإجمالاً يجب الالتفات إلى العدد الكبير من اللاعبين المسلمين بأوروبا في الوقت الحالي، حيث تشير الإحصائيات إلى زيادة أعدادهم بصورة مستمرة في السنوات الأخيرة، ومنهم على سبيل المثال، الجزائري رياض محرز، والفرنسي بول بوجبا، والفرنسي كورت زومبا، والفرنسي كريم بنزيما، والألماني جوندوجان، والبلجيكي موسى ديمبلي، والمصري محمد النني وغيرهم.
ولم تكن الأيام وردية دائماً أمام اللاعبين المسلمين في أوروبا، خصوصاً في أوقات سابقة، ولعل أبرز من مر بأزمة بسبب ذلك، هو الغاني سولي مونتاري، بسبب تمسكه بالصيام في أواخر أغسطس 2009، وسط اعتراض من مدربه جوزيه مورينيو الذي برر لاحقاً أنه يحترم معتقدات اللاعب الدينية، ولكنه في نفس الوقت قام بسحبه بعد 28 دقيقة أمام باري في الدوري، ثم وضعه على مقاعد الاحتياط في انطلاق مواجهة ميلان في الجولة التالية، وعاد اللاعب بعد رمضان ليشارك أساسياً مع الفريق.
وقال مورينيو وقتها بعد إخراج اللاعب بشكل مبكر أمام باري: «مونتاري خرج لأنه لم يكن يملك الطاقة بسبب الصيام، رمضان لم يأتِ في الوقت المناسب بالنسبة للاعب كرة قدم».
وبعد الهجوم عليه، أكد مورينيو أنه يحترم تعاليم الإسلام ويقبلها، وقال: لم أطالب مونتاري بالتخلي عن عاداته لأنني أقبلها، وإذا انزعج أي فرد في المجتمع الإسلامي مني، فهذا لم يكن خطئي.
