عدد اليوم
مراد المصري (دبي)
أجمعت غالبية الجماهير حول العالم أن الفرنسي كانتي هو الأحق بالفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم هذا العام، بالنظر لمجهوده الخارق الذي كان وراء قلب التوقعات وفوز تشيلسي الإنجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا. كانتي وعشاقه من الجماهير التي تتعاطف معه ورغم الإدراك أنه الأحق بهذه الجائزة الفردية بالنظر لأدائه الفني، تدرك أن هناك عوامل عديدة تجعل مهمة لاعب الوسط صعبة للغاية للفوز بالجائزة، حيث يكون التركيز بالأغلب على المهاجمين، إلى جانب اختيار محدود للمراكز الأخرى والحاجة لوسائل ضغط ضخمة وأمور تجارية، لعلها حرمت عدداً كبيراً من أشهر لاعبي خط الوسط في السنوات الماضية الفوز بهذه الجائزة، ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر: الإسبانيان تشافي هيرناندز وأندريس إنييستا، الهولندي ويسلي شنايدر، الفرنسي فرانك ريبيري، والقائمة تطول.
أداء كانتي كان مميزاً طوال السنين الماضية وخلال مشواره مع «البلوز»، لكنه ظهر بشكل واضح في المواعيد الكبرى هذا الموسم وتحديداً في مواجهتي ريال مدريد في الدور نصف النهائي، حيث حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراتين، بعدما أحكم سيطرته على خط الوسط متفوقاً على الثلاثي الشهير المكون من الكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس والبرازيلي كاسيميرو، ثم عاد ليحكم قبضته على وسط الميدان أمام مانشستر سيتي الإنجليزي في النهائي، وينال جائزة أفضل لاعب في المباراة أيضاً.
كانتي كعادته ظهر متواضعاً بابتسامة تعكس بساطته، وهو اللاعب الذي اعتاد الذهاب لأداء مناسك العمرة في مكة المكرمة، دون مظاهر ترف وبذخ، واعتاد التواضع مع الجماهير، لكنه كان دائماً «متكبراً» بأدائه العظيم في الملعب، حيث سبق أن ساهم في صنع أسطورة تتويج ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2016، ثم توج بنفس اللقب مع تشيلسي بعد ذلك، وقاد فرنسا للفوز بلقب كأس العالم عام 2018، خصوصاً أنه من تولى مراقبة الأرجنتيني ليونيل ميسي في لقاء المنتخبين بالأدوار الإقصائية، ثم تفوق في وسط الميدان على لوكا مودريتش الذي فاز لاحقاً بجائزة أفضل لاعب في العالم وقتها، ليستمر في رحلته بقيادة تشيلسي للفوز بلقب الدوري الأوروبي في العام التالي.
ومهما يحصل خلال الصيف المقبل في بطولتي كوبا أمريكا وأمم أوروبا، التي من شأنها أن تقلب معايير والتعاطف حول هوية الأحق بالفوز بجائزة الكرة الذهبية، فإن كانتي كان دون منازع الأكثر شعبية بين جماهير كرة القدم هذا العام من عشاق فريقه أو حتى مشجعي الفرق الأخرى الذين يكنون له احتراماً كبيراً.
