عدد اليوم
علي معالي (دبي)
جنون الكرة.. هو ما يمكن به وصف ما حدث في استاد ويمبلي بالعاصمة البريطانية لندن، وأمام 85 ألف متفرج، 22 ركلة ترجيح، و4 أهداف ملغاة، وأهداف ضائعة بالجملة من الفريقين، ليفربول وتشيلسي في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
ظل الجنون مستمراً حتى ركلة الترجيح رقم 11 من جانب ليفربول، والتي سددها بنجاح الحارس الشاب الأيرلندي كيلهير، ونجح في وضعها داخل الشباك بمهارة عالية، ليأتي الدور على الحارس الإسباني كيبا، الذي وضعها في الهواء الطلق، ومعها يتوج ليفربول باللقب التاسع والتاريخي بين الأندية الإنجليزية لهذه المسابقة.
الخطأ الكبير الذي ارتكبه توخيل مدرب تشيلسي هو تغييره الغريب عندما سحب الأخطبوط السنغالي ميندي قبل نهاية الوقت الإضافي للمباراة بدقيقة واحدة، على اعتبار أنه متخصص في التصدي لركلات الترجيح، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، ليفشل كيبا في التصدي لأي كرة، بل إنه أضاع فريقه بتصويبة هوائية أطاحت بأحلام «البلوز».
لم يكن فوز ليفربول على تشيلسي 11-10 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، هي النقطة المثيرة فقط في لقاء الفريقين، بل ما فعله الألماني توخيل مدرب «البلوز»، الذي أجرى تغييراً في صفوفه قبل نهاية المباراة بدقيقة بإشراك الإسباني كيبا بدلاً من السنغالي ميندي، ومن هنا كانت نقطة التحول لصالح «الريدز»، أضف إلى ذلك أرقام فردية وجماعية رائعة لحامل اللقب.
رقم قياسي جديد حققه ليفربول بفوز باللقب للمرة التاسعة بركلات الترجيح في مباراة تُعتبر من بين الأطول في تاريخ البطولة، حيث ظلت معلقة حتى الركلة رقم 11 من تشيلسي والتي وضعها الحارس كيبا في الهواء ليتوج كلوب وكتيبته باللقب، ليصبح البطل التاريخي لكأس الرابطة الإنجليزية.
ومع اللقب الجديد للريدز، هناك أرقام لن ينساها التاريخ، ومنها أن جوردان هندرسون هو أول لفريق ليفربول يرفع كل هذه البطولات: دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وكأس رابطة الأندية المحترفة.
اللقب الأول لهذه البطولة حققه ليفربول عام 1981، وواصل سيطرته عليها حتى 1995 على التوالي ثم 2001 و2003 وغاب سنوات طويلة ليتوج باللقب الثامن في 2012 وظل منذ ذلك التاريخ بعيداً عن حمل الكأس ليعود يوم 27 فبراير 2022 ليحصد اللقب التاريخي والتاسع في مسيرته.
نجح الموهوب العربي المصري محمد صلاح في أن يتوج مع ليفربول بـ 5 ألقاب، الأول دوري أبطال أوروبا 2018-2019 والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في 2019، وفي الموسم التالي حقق الدوري الإنجليزي الممتاز، أما آخر بطولات «الفرعون» فكانت كأس الرابطة الإنجليزية 2021-2022.
ويعتبر هارفي إيليوت هو أصغر لاعب في تاريخ ليفربول يشارك في نهائي بملعب ويمبلي وسجل ركلة ترجيح بأعصاب هادئة ساهمت في تتويج فريقه باللقب المثير، كما أنها البطولة الأولى للوافد الجديد الكولومبي لويس دياز بعد أقل من شهر قادماً من الدوري البرتغالي، كما نجح الحارس كيلهير في الاختبار الصعب بتسديد ركلة الترجيح الأخيرة رقم (11).
ويعتبر الأيرلندي كيلهير(23 عاماً) أحد المكاسب الكبيرة للبلوز في هذه البطولة، وتحديداً في المباراة النهائية وهو من اكتشافات ليفربول، حيث قام بضمه 2015 وكان في الثامنة عشرة من عمره، وأظهر مستويات جيدة منذ تصعيده للفريق الأول بعد عامين فقط من انضمامه، وشارك في 16 مباراة بمختلف المسابقات.
ليفربول يسير بخطوات ثابتة نحو إمكانية فوزه برباعية غير مسبوقة في موسم واحد محلياً، حيث ينافس بقوة على الدوري الممتاز وفي وضع جيد لبلوغ ربع نهائي دوري الأبطال، بعد أن تقدم على إنتر الإيطالي 2-0 في عقر دار الأخير وبلوغه الدور الخامس من كأس إنجلترا.
