عدد اليوم
معتز الشامي (دبي)
يؤدي المنتخب الأول لكرة القدم تدريبه الأخير غداً «الاثنين» في المعسكر الخارجي بالنمسا، استعداداً للظهور الثاني والتجربة الدولية الأخيرة أمام فنزويلا، في الساعة الثامنة مساء يوم الثلاثاء المقبل، وتأتي في ختام التجمع، حيث تعود البعثة عقب نهاية المباراة مباشرة إلى دبي.
ويوجد حميد الطاير عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، رئيس لجنة المنتخبات الوطنية والشؤون الفنية، في بعثة «الأبيض»، لمتابعة تفاصيل التحضيرات عن قرب، حيث حضر المباراة الأولى أمام باراجواي.
ويستعد «الأبيض» بروح معنوية عالية لـ «الظهور الثاني»، بعدما خرج الجهاز الفني بمكاسب عديدة من اللقاء الأول أمام باراجواي يوم الجمعة الماضي، والذي خسره المنتخب بهدف، في تجربة شهدت أداءً متميزاً من أغلب اللاعبين، خاصة في الجانب الهجومي، بينما ظهرت بعض الأخطاء الفردية والثغرات التكتيكية، سواء في تمركز الدفاع، أو في الجبهة اليسرى التي لم تقم بدور مؤثر في البناء الهجومي، لغياب الترابط بين الدفاع والهجوم عبر «محطة الوسط»، التي تحتاج إلى صانع ألعاب مؤثر يستطيع تمويل الهجوم، وتحديداً علي مبخوت الذي اضطر إلى العودة كثيراً للخروج بالكرة من وسط الملعب.
وتألق «ثلاثي الهجوم»، حارب وكايو ومبخوت، بالإضافة إلى ظهور لافت لبندر الأحبابي الذي شارك في جزء من الشوط الثاني للمباراة الماضية، ويتوقع أن يجري رودولفو أروابارينا المدير الفني بعض التغييرات على التشكيلة، وأيضاً على «الصعيد التكتيكي»، الهدف منها علاج سلبيات «الودية الأولى»، بهدف الظهور بمستوى أفضل أمام فنزويلا، والحصول على الدفعة المعنوية المطلوبة.
ويسعى الجهاز الفني للتركيز على عامل «التفاهم والتجانس» بين عناصر المنتخب، وتعويد اللاعبين على طريقة اللعب المطلوب تنفيذها، سواء عند امتلاك الكرة أو من دونها.
وعقد رودولفو عدداً من الاجتماعات مع اللاعبين خلال اليومين الماضيين، خاصة محاضرات مكثفة بالفيديو، لشرح الثغرات التي وقع فيها «الأبيض»، وإيجابيات وسلبيات «الودية الأولى» بهدف الاستفادة، بجانب تدريبات جادة يومياً لتنفيذ التعليمات، والتركيز على الجوانب الخططية والتكتيكية.
وشدد رودولفو في حديثه إلى اللاعبين، على ضرورة إظهار أقصى درجات الجدية خلال التدريبات والمباريات، والسعي للاستفادة القصوى من المعسكر، خاصة أن تلك المحطة مهمة لاختيار أنسب العناصر التي تواصل المسيرة مع المنتخب مستقبلاً.
وأكد رودولفو أن المهم هو الالتزام بالتعليمات، والأداء بروح قتالية ورغبة في الفوز، بغض النظر عن النتيجة في «الوديات»، ولكن التمسك بثقافة الانتصار دائماً هو هدف المرحلة المقبلة.
فيما اتفق اللاعبون على ضرورة الظهور بمستوى أفضل أمام فنزويلا، بغض النظر عن أخطاء مباراة باراجواي، التي شهدت أيضاً إيجابيات عدة، ومكاسب فنية استفاد منها الجميع، وكانت بمثابة الدرس العملي لتحضير «الأبيض» بصورة أفضل.
وأشاد رودولفو بأداء اللاعبين في «تجربة» باراجواي، كما ثمن الجهد الذي بذلوه طوال الشوطي، لافتاً إلى أن اللاعبين الذين أتيحت لهم فرصة المشاركة، قدموا أنفسهم بصورة طيبة، طمأنت الجهاز الفني على سير التحضيرات.
وأبدى رودولفو سعادته بدرجة الانسجام الكبيرة، رغم قصر فترة التجمع، مبيناً أن المنتخب أدى بخطوط متقاربة وتنوع كبير في أسلوب اللعب، ونجح اللاعبون في صناعة فرص تسجيل عديدة لم يحالفهم التوفيق في ترجمتها إلى أهداف.
ووعد المدرب بمواصلة العمل بجدية أكبر، من أجل الاستعداد لمباراة الغد أمام فنزويلا، مؤكداً أن النتائج لا تعد الأهم في التجارب الودية، التي يهدف من ورائها الجهاز الفني إلى التعرف أكثر على قدرات اللاعبين، والوقوف على السلبيات لمعالجتها وتعزيز الإيجابيات.
ووصف رودولفو الأجواء داخل أروقة معسكر النمسا الرائعة، مشيداً بالتجهيزات المتميزة التي وفرها اتحاد كرة القدم ولجنة المنتخبات الوطنية، مضيفاً أن الجميع يعملون في تناغم وانسجام، من أجل إعداد المنتخب بالصورة المطلوبة للاستحقاقات المقبلة.
وأكد عبد العزيز هيكل لاعب المنتخب أن تجربة «الأبيض» أمام باراجوي جاءت مفيدة للغاية، مشيراً إلى أن اللاعبين أدوا مباراة كبيرة في مواجهة منافس قوي يملك نجوماً متميزين، وتقاسموا معه السيطرة خلال الشوطين، مضيفاً أن هدف باراجواي جاء في آخر 5 دقائق.
ولفت هيكل إلى أن المباريات الودية التي يخوضها المنتخب خلال المعسكر، تهدف إلى تمكين الجهاز الفني من تكوين رؤية واضحة عن المنتخب، واختيار العناصر التي ينوي الاعتماد عليها في المواجهات الرسمية.
وعبر هيكل عن ارتياحه لأجواء المعسكر الذي تتوافر فيه كل الوسائل الضرورية، متوقعاً أن يحقق نجاحاً كبيراً، ويسهم في تحضير «الأبيض» للاستحقاقات المقبلة، مؤكداً أن جميع اللاعبين يحرصون على الاستفادة لأقصى درجة، وقال: «تنتظرنا تجربة ثانية أمام فنزويلا الذي يضم لاعبين متميزين، والمباراة فرصة للاستفادة من دروسها».
