الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أشرف حكيمي.. انتقام ابن المهاجرين!

أشرف حكيمي
13 ديسمبر 2022 00:47

علي معالي (دبي)

كان في مقدور أشرف حكيمي اللعب لمنتخب إسبانيا، ولكنه اختار أن يكون المغرب هو الطريق لمشواره مع اللعبة، حتى استطاع هذا الموهوب أن يصنع التاريخ من جديد لـ «أسود الأطلس» مع مجموعة من زملائه المقاتلين في مونديال 2022، بعد التأهل للمربع الذهبي في نسخة استثنائية بالنسبة للمنتخب المغربي، وقصة حياة هذا اللاعب مثيرة في الكثير من أجزائها حتى استطاع أن يجد لنفسه المكان المرموق بين نجوم العالم في الوقت الراهن.
ولد أشرف حكيمي (27 عاماً)، لأبوين مغربيين، في مدينة مدريد، كان الأب والأم يبلغان من العمر عند الوصول إلى إسبانيا (20 عاماً) فقط، ولم يكن هناك شيء سهل في تلك البداية، حيث كرس الرجل نفسه ليكون بائعاً متجولاً، وفي نوفمبر 1998 ولد أشرف واستقرت الأسرة في خيتافي، وبدأ الصبي في إظهار شغفه بكرة القدم، وبدأ في التفوق في نادي كولونيا دي أوجيفي، في حي إل بيرسيال، وفي عام 2015 رآه كشاف حقيقي عندما كان عمره 17 عاماً، لينضم إلى كتيبة الريال.
لم تكن الفرص كثيرة مع الريال، وفي سن 19 غادر النادي، على سبيل الإعارة، وهاجر أولاً إلى ألمانيا ولعب بصفوف بروسيا دورتموند، حيث سرعان ما كان له تأثير بفوزه بجوائز أفضل لاعب شاب في أفريقيا في عام 2018 وحتى أفضل لاعب صاعد في الشهر في الدوري الألماني.
وأثبت حكيمي نفسه كواحد من أفضل الظهيرين في أوروبا خلال هذين الموسمين، حيث لعب 73 مباراة وسجل 12 هدفاً وقدم 17 تمريرة حاسمة، وفي يوليو 2020، نقله ريال مدريد إلى إنتر ميلان مقابل 40 مليون يورو، وهناك ظهر للمرة الأولى بعد شهرين ليكون ثاني لاعب مغربي يرتدي هذا القميص، وفاز بالدوري الإيطالي بعد 11 عاماً من الجفاف للنادي، وشارك في 45 مباراة و9 تمريرات و7 أهداف، وبعد عام وقع لفريق النجوم الذي شكله باريس سان جيرمان مقابل 60 مليون يورو، وشارك معه في 62 مباراة مسجلاً 7 أهداف.
ذهب حكيمي للتجربة مع المنتخب الإسباني، وقضى معه بضعة أيام في لاس روزاس، ولكنه لم ير نفسه في هذا المكان، ولم يشعر بالمودة والحب من اللاعبين، وكانت علاقة أشرف الوثيقة بوالديه حاسمة لكي يختار وطنه المغرب ليلعب بصفوفه، وفي سن الـ16 عاماً وتحديداً 2016، ظهر مع المنتخب مرحلة تحت 17.
ويحمل حكيمي الكثير من الحب لوالديه، وظهر ذلك بشكل جلي في القبلة التي وضعها اللاعب أمام كاميرات العالم في مونديال 2022 مؤكداً تقديره لأمه، وما قامت به خلال مشوار تربيته.
وما فعله «الابن المهاجر» في مونديال قطر حتى الآن هو بمثابة حُلم وخيال، ولكن الحكاية لم تنته بعد وربما يكون في الجعبة مفاجأة أخرى عندما يلتقون المنتخب الفرنسي، وربما يلمس السماء بيديه في الدوحة، طالما أنه هناك أمل يراود «الأسود».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©