عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
بعكس بيت الشعر العربي القديم، أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة، تتألق بعض الفرق الأوروبية الكبرى خارج الديار في البطولات القارية مقابل خفوتها الغريب داخل بلادها محلياً، ولعل ريال مدريد يُعد المثال الأبرز لهذا الأمر، حيث اعتادت وسائل الإعلام العالمية وحتى «العاصمية» الداعمة له الحديث عن «الوجه الآخر» الذي يظهره «الملكي» في دوري أبطال أوروبا، في حين أنه يرتدي ثوباً لا يليق به في المنافسات الإسبانية لاسيما «الليجا»!
وفي الوقت الذي يعاني غريمه برشلونة من الإقصاء الأوروبي المتكرر بمختلف البطولات بينما بلغ «الميرنجي» ربع نهائي «الشامبيونزليج»، يقترب «البارسا» من التتويج بالدوري المحلي بعدما حصد كأس السوبر مؤخراً، ويبدو قادراً أيضاً على تجاوز «الريال» في كأس الملك، ووسط إبداعه القاري بعد «إهانة» ليفربول في دوري الأبطال ذهاباً وإياباً، خسر «الريال» 3 مرات متتالية أمام برشلونة ليفقد السوبر ويقترب من الخروج من الكأس قبل إعلان «استسلامه» في الدوري بعدما زاد الفارق إلى 12 نقطة فوق القمة لمصلحة «البلوجرانا».
والمثير أن «الملكي» لا يمر وحده بتلك الحالة «غير المفهومة»، إذ إن منافسه تشيلسي في ربع نهائي «الشامبيونزليج» يحتل المركز العاشر في جدول ترتيب «البريميرليج» بلا أمل في اللحاق بالمقاعد الأوروبية، بل إنه خرج من جميع بطولات الكؤوس وخسر 9 مباريات في الدوري بينها مرتين أمام ساوثهامبتون، متذيل الترتيب، ولا يبدو وضع «عملاقي» مدينة ميلانو أفضل كثيراً في إيطاليا، إذ ابتعد ميلان وإنتر تماماً عن المنافسة المحسومة في «الكالشيو» لمصلحة نابولي، ويواجه كلاهما «محطات صعبة» من أجل الحفاظ على التواجد داخل «مربع الذهب» في «سيري آ»، وخسر «الأفاعي» 9 مباريات مقابل 7 لـ«الشياطين»، إلا أنهما يواصلان مغامرتهما القارية بربع نهائي دوري الأبطال.
وصحيح أن بايرن ميونيخ لا يزال في قلب المنافسة المحلية في ألمانيا مع تواجده الأوروبي القوي، خاصة عقب تجاوز باريس سان جيرمان وفوزه عليه مرتين ذهاباً وإياباً، إلا أن «صورة البافاري» في «البوندسليجا» لم تعد مخيفة مثلما كانت سابقاً، حيث خسر 3 مباريات وتعادل 7 مرات ليتراجع إلى وصافة الدوري خلف دورتموند بفارق نقطة واحدة، وينتظر بعضهم سقوط البافاري في أي لحظة خلال ما بقي من الموسم الحالي، لأنه لا يظهر بأداء ثابت وقوي طوال الوقت!
الغريب أن الوضع ذاته ظهر في «يوروبا ليج»، حيث نجح يوفنتوس في بلوغ دور الـ8 رغم تراجعه المحلي الكبير هذا الموسم، حيث يحتل المرتبة السابعة في «الكالشيو» بعيداً عن المراكز المؤهلة إلى البطولات القارية في الموسم المقبل.
وبعيداً عن «النقاط المخصومة» فإن «السيدة العجوز» خسر 5 مباريات وتعادل في مثلها ولم يظهر بصورة جيدة طوال أغلب فترات الموسم في إيطاليا، وهو ما ينطبق إلى حد ما على مواطنه روما وكذلك منافسه سبورتينج لشبونة البرتغالي في الدوري الأوروبي، وكلاهما بعيد تماماً عن المنافسة المحلية.
ورغم تأهل إشبيلية إلى ربع نهائي «يوروبا ليج»، إلا أنه يبتعد عن «مثلث الهبوط» في «الليجا» بفارق نقطتين فقط، في واحد من أسوأ مواسمه على الإطلاق بالبطولة المحلية في إسبانيا خلال آخر 5 مواسم، وقد لا يبدو الوضع سيئاً إلى هذه الدرجة بالنسبة لمانشستر يونايتد في إنجلترا، إلا أن هزائمه المباغتة في «البريميرليج» لا تزال تتكرر حتى الآن، وكان آخرها «سُباعية» ليفربول وقبلها «سُداسية» مانشستر سيتي و«رُباعية» برينتفورد، ليبتعد عن المنافسة على لقب الدوري بينما لا يزال مُستمراً في «يوروبا ليج» وكأس الاتحاد الإنجليزي بعد فوزه بكأس الرابطة المحلية.
