لماذا عاشق «البادل تنس» أفضل «بديل» لكلوب؟

 
معتز الشامي (دبي)

منذ إعلان الألماني يورجن كلوب الرحيل عن ليفربول، بنهاية الموسم الجاري، والكل يتساءل عن هوية المدرب الجديد لـ «الريدز»، في ظل الاهتمام الكبير بنجمه الأول المصري محمد صلاح، وما إذا كان يمكنه التألق بعد رحيل كلوب الذي كان يقف وراء الطفرة الفنية والبدنية التي ظهرت مع نسخة صلاح الأفضل في مسيرته بقميص ليفربول.
الهولندي آرني سلوت مدرب فينودر أصبح المرشح الأقوى لقيادة ليفربول، في ظل التحليل الرقمي الدقيق لمسيرته التدريبية ومقارنتها بشخصية وفكر كلوب، فهل يستطيع مدرب فينورد تحويل «الريدز« إلى آلة للإنجازات، بعدما تعطلت في الموسمين الماضيين؟
وبإلقاء نظرة على البيانات وراء مسيرة المدرب الهولندي حتى الآن، يمكن تحديد حقائق وأرقاما تجعله أنسب بديل لكلوب، خصوصاً في التوظيف الصحيح لمحمد صلاح أهم أسلحة «الريدز» في السنوات الست الأخيرة.

أخبار ذات صلة

«زلزال السيتي» يجتاح «البريميرليج»

أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي

يتحدث المطلعون على أن المدرب الهولندي «45 عاماً» يجيد التواصل بصورة ممتازة مع لاعبيه، كما يملك الدفء وروح الدعابة التي يتردد صداها مع الجماهير واللاعبين على حد سواء، وهو يتشابه في ذلك مع كلوب.
كما سبق وأدلى بتصريحات عكست اعتقاده بأن اللاعبين يمكن أن يصبحوا «مُخَدرين» في التدريب، ويسقطوا التركيز في التعليمات مع مرور الوقت، وهو ما يبدو وثيق الصلة بالنظر إلى مستوى ليفربول الأخير في الدوري الإنجليزي، خاصة بعد خسارته أمام إيفرتون، وضياع أمله في المنافسة على اللقب، سلوت أكد أنه تأثر تدريبياً بهينك تن كات، ومارسيل كيزر، وتحدث أيضاً إلى حبه للعبة البادل تنس، بل طلب سلوت من مدير نادي فينورد، دينيس كلوزي، بناء ملعب للبادل بجوار ملعب تدريب النادي، ويعد كلوب أيضاً من المعجبين بتلك اللعبة بل قام ببناء ملعب للبادل بالفعل بجوار مركز تدريب أكسا الخاص بـ «الريدز».
قدم سلوت مسيرة تدريبية مميزة برغم صغر سنه متشابه مع كلوب في بداياته إلى حد كبير، حيث تمت ترقيته من مساعد إلى مدرب رئيسي في ألكمار في موسم 2019-2020، بعد 25 مباراة، احتل ألكمار المركز الثاني متساوياً في النقاط مع أياكس المتصدر، قبل تسع مباريات فقط على نهاية الموسم، لكن تم إلغاء الموسم بسبب جائحة كوفيد-19، ووقتها تلقت شباكه 17 هدفًا فقط في 25 مباراة، أي أقل بستة أهداف من أي فريق آخر.
وبعدها حل سلوت محل المخضرم ديك أدفوكات في روتردام، وفي موسمه الأول فاز بجائزة رينوس ميتشل، لأفضل مدرب في الدوري الهولندي لهذا العام على الرغم من احتلاله المركز الثالث ، ولكنه وصل لنهائي الدوري الأوروبي قبل أن يخسر اللقب روما بقيادة مورينيو.
ولاحقا خسر فينورد العديد من اللاعبين الأساسيين، بما في ذلك لويس سينيستيرا وماركوس سينسي وتيريل مالاسيا وفريدريك أورسنيس، وعلى الرغم من ذلك، فازوا بلقب الدوري الهولندي بسهولة في موسم 2022-23، ليصبح سلوت ثالث ثالث أصغر مدرب يقود فينورد إلى لقب الدوري الهولندي، بعد جيوفاني فان برونكهورست «42 عاماً» وتيس ليبريتس «43 عاماً».
كما فاز فينورد بـ42 نقطة خارج أرضه خلال الموسم، وهو أعلى رصيد للنادي الهولندي في تاريخه، بينما سجل أيضاً في 31 مباراة متتالية في الدوري الهولندي، وهي أطول سلسلة له منذ عام 1961 «37 هدفاً».
كما وصل إلى ربع نهائي الدوري الأوروبي، بعد فوزه على شاختار دونيتسك 7-1 في الإياب على ملعب دي كويب في دور الـ16، قبل أن يخرج من دور الثمانية على يد روما.
بسبب حرص إدارة ليفربول على إدارة تعاقداتهم وفق نظرة الأرقام، وكل الأرقام تلائم سلوت أكثر من غيره، حيث إن البيانات الأكثر لفتاً للانتباه هي قدرة فينورد على الضغط أسفل منطقة الوسط،في الموسم الماضي، فقط بنفيكا بمعدل (8.4) مرة للسيطرة على الكرة دفاعيا أكثر من فينورد الذي حقق نسبة (7.8) مرة، من بين جميع الفرق في الدوريات الكبرى في أوروبا، بينما فعل ليفربول ذلك 5.7 مرة ، ويتصدر مانشستر سيتي هذا المقياس هذا الموسم بـ(7.5) مرة، متقدما على بنفيكا (7.0) وفينورد (6.9)، وليفربول على 6.0 .
كما أن متوسط المسافة من مرماهم عند الفوز بالكرة في اللعب المفتوح متطابق تقريباً بالنسبة للفريقين «فينورد وليفربول»، حيث يفعل فينورد ذلك في أبعد نقطة في الملعب في الدوري الهولندي «45.2 متر»، في حين أن ليفربول هو من أعلى المعدلات في الدوري الإنجليزي «44.6 متر».
يتصدر «الريدز» الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا من حيث معدل التحولات العالية، برصيد 353، لذلك يبشر بالخير لأن فينورد حقق «344» من أربع مباريات أقل.
يفضل سلوت تشكيل اللعب بطريقة 4-2-3-1 أو 4-3-3، والأخير هو بالطبع الذي استخدمه كلوب في ليفربول في السنوات الأخيرة، ويحب أن يملك فريقه الكرة، ويصل متوسط استحواذ فينورد في الدوري الموسم الماضي 58.9%، وارتفع إلى 62.0% هذا الموسم، أعلى بقليل من 61.4% لليفربول، كما يتمتع فينورد بهيمنة أكبر قليلاً من ليفربول في الوسط.
في فينورد اعتمد سلوت إلى حد كبير على المحور المزدوج في الوسط، ويمكنك أن نراه يستخدم أمثال أليكسيس ماك أليستر، واتارو إندو، كيرتس جونز، ريان جرافينبيرش أو، ترينت ألكسندر أرنولد في مثل هذا الأدوار.
ومن المرجح أن يبقى أرنولد في مركز الظهير الأيمن، على الرغم من أن سلوت يحب أن يتقدم ظهيريه للأمام ويمررا العرضيات في الهجوم، كما يفضل وجود لاعب يجيد استخدام القدم اليسرى من اليمين، وآخر يجيد اليمين ويلعب في اليسار، وهو ما يناسب أيضاً محمد صلاح ولويس دياز وكودي جاكبو وديوجو جوتا، كما يمكن أن يلجأ إلى دومينيك سوبوسزلاي، هارفي إليوت، كما يحب سلوت التناوب بين رقمه 10 ومهاجمه الأيمن، الأمر الذي يجيده بالتأكيد أرنولد.