عدد اليوم
فاطمة عطفة (أبوظبي)
نظم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أول أمس، جلسة حوار عن بُعد، مع الخبير والكاتب جون هدسون، بعنوان «كيف نحافظ على الحياة»، وهو مؤلف كتاب بالعنوان ذاته، وأدارت الحوار معه الإعلامية جوليا ويلر. وفي ظروف كورونا التي يعاني منها العالم أجمع، أوضح هدسون أن هذه الفترة مناسبة للحوار واستثمار هذه الفرصة لمناقشة الأفكار على نطاق عالمي واسع، وتطبيق مباشر لما يتوصل إليه الحوار من استراتيجيات.
ولأن الجائحة تشهد تغيراً مستمراً، وبالتالي تتغير الاستراتيجيات، أكد هدسون أننا أمام خطر جديد وكبير، لأن الأنماط المتعارف عليها، بحكم خبرته العسكرية في القيام بالتدريب لـ«البقاء على قيد الحياة» في مواجهة تحديات صغيرة ومحدودة، مثل (الغرق أو الحريق وما شابه)، هذه الأنماط تختلف كثيراً عما هو الحال في مواجهة كورونا. لذلك، يرى أن الضرورة تقضي بإعادة النظر بالخبرات والمتغيرات الموجودة على مدى العشرين سنة الماضية، لاستيعابها والعمل لإيجاد استراتيجيات جديدة، وهو يعتقد أن الحلول للتأقلم، أو التكيف مع فترة الحجر حالياً، هي شخصية، أي على مستوى فردي أو عائلي محدود، بحيث إن كل شخص يضع الأنسب له في الحجر من ضمن ظروفه، لافتاً إلى أن التجربة يجب أن تكون فرصة لمزيد من الوعي والتطور البشري.
وحول فكرة أننا جميعاً نعيش هذه التجربة وأننا في نفس المركب، ولو بمستويات مختلفة، قال هدسون: من الطبيعي أن نتشارك جميعاً في المسؤولية، لكن يجب أن نعيد صياغة المشهد، وذلك أننا جميعاً نتحمل المسؤولية ونحارب الوباء، كل من موقعه، مؤكداً أن التزامنا في أماكننا يحد من انتشار هذا المرض، وبالتالي لا يجب أن يكون لدينا شعور بالذنب، وأن وجودك مهم وانتصار، كأنك من فريق المواجهة.
وحول إمكانية تحويل الحجر من حالة عدم القيام بأي شيء إلى فرصة للقيام بأمور مهمة، قال: يجب أن نقرر عدم هدر هذا الوقت الثمين، وعلينا أن نقوم بنشاطات مفيدة كالقراءة والكتابة، أو غيرها، من أمور وعادات مفيدة قد نتركها، ولا بأس من قضاء بعض الوقت في التمتع بمشاهدة التلفزيون، وغير ذلك.
أما كيف نحقق التوازن بين كمية المعلومات الهائلة التي نتلقاها، أو تغزونا يومياً، لدرجة تشعرنا بأننا مهددون، وبين المعلومات المفيدة التي يجب أن نحصل عليها ونعمل بها، قال: فكرة الغزو موجودة في كتابي، وتتكلم عن ضرورة عدم أخذ كل ما يحصل حولك ومعك بشكل شخصي، أعني أن تبقي عقلك بارداً، وبالتالي يجب، مثلاً، أن نفكر أننا لن نستطيع أن نمضي النهار للاطلاع على كامل ما هو مكتوب في وسائل الإعلام والتفاعل معها، وأيضاً يجب أن نبتعد عن تكرار سماع نفس المعلومات من عدة مصادر، كي لا توترنا. وأشار إلى مثلث الإيجابية المكون من ثلاثة أضلاع: «التخطيط، العمل، والأمل»، موضحاً أن الأمل لا يخلق إلا من وضع خطة لما نريده، ثم نقوم بتنفيذ الخطة. وبهذا ينشأ لدينا شعور إيجابي بالأمل يدفعنا للتخطيط لأمور أخرى وإنجازها.
