الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عصر الأنوار والنهضة الأوروبية في «بحر الثقافة»

عصر الأنوار والنهضة الأوروبية في «بحر الثقافة»
6 يوليو 2020 02:16

فاطمة عطفة (أبوظبي)

أهم شيء أثارني واستفدت منه في عصر الأنوار والنهضة الأوروبية هو الاهتمام بالإنسان وإعطائه القيمة العليا في الحياة. بهذه العبارة ختم الباحث الدكتور محمد اليزيدي المحاضرة التي قدمها بعنوان «تأملات في تاريخ أوروبا النهضة والأنوار» في الجلسة الافتراضية التي نظمتها أول أمس مؤسسة «بحر الثقافة»، بحضور الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيسة المؤسسة، وأدارت الجلسة شيخة الشامسي مرحبة بالأستاذ الضيف، وقالت: رحلتنا اليوم في عمق التاريخ، ولكي نعي واقعنا الحالي لا بد من تسليط الضوء على الحضارات التي ساهمت في تشكيل هذا الواقع الإنساني المتشعب والمتداخل في آنٍ.
واستعرض اليزيدي بعض المحطات المفصلية في تاريخ أوروبا من بداية النهضة إلى القرن التاسع عشر، مبيناً الأثر البالغ في انتقال المجتمعات الأوروبية من العصور الوسطى وسيطرة الكنيسة إلى عصر الأنوار، وهي تحولات عميقة مست جميع مناحي الحياة، ولم يقتصر تأثيرها على أوربا فحسب، بل امتدت لتشمل العديد من بلدان العالم حاملة معها مفاهيم وقيما جديدة، أهمها الحركة الإنسانية التي تجلت بعناصر عديدة منها: الحرية، العقل، الجمال، المساواة، الفن، الإصلاح السياسي والديني، والفكر النقدي، والدولة القومية. مؤكدا أن الحركة الإنسانية حركة متفائلة بالإنسان إلى أقصى الحدود، وهي تقوم على مبادئ إنسانية تهدف إلى إعادة اكتشاف المعارف القديمة من يونانية ورومانية، إضافة إلى ظهور اللغات القومية بدل اللاتينية، والتشجيع على السفر ولقاءات المفكرين في أوربا، كما حفزت هذه الحركة على التفكير بالإنسان وقيمته المثلى في الحياة، مشيراً إلى تأثير الحضارة العربية الإسلامية في بدايات هذه النهضة، وضرب مثلاً بدانتي وتأثره بالمعري.
وركز المحاضر على رواد عصر النهضة بدءا من إيطاليا واستحضار روح التحرر والتطور وظهور البرجوازية والاهتمام بالطبيعة وازدهار فنون التشكيل والعمارة، موضحاً أبرز ملامح عصر الأنوار في فرنسا، منوها بأهمية الموسوعة الفرنسية التي اشترك في إعدادها 150 مؤلفاً، وتضم 35 جزءاً، وقد استغرق تأليفها من 1751 حتى 1772، وشارك في صناعتها حوالي 1000 عامل واستغرقت طباعتها 25 سنة. وركز الباحث محمد اليزيدي على رواد الفكر والفن والأدب واستفاض بالحديث عن هؤلاء الأعلام الكبار الذين تركوا بصماتهم الفكرية المضيئة في تاريخ الحضارة الأوروبية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©