الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كمالا إبراهيم.. نقلت سؤال الهوية في السودان إلى آفاق وجودية

كمالا إبراهيم وجانب من معرضها «نساء في مكعبات بلورية» (من المصدر)
17 يوليو 2020 00:17

نوف الموسى (دبي)

أهمية الجلسات الافتراضية، التي يعقدها المجلس الثقافي، بإدارة الشيخ سلطان سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، تكمن في أنها تفتح خطوط تواصل جديدة حول سيرة الفنانين التشكيليين، وأبعاد فضاءاتهم التكوينية من الطفولة، حتى آخر معارضهم الفنية العالمية، ومن بينها اللقاء بالفنانة السودانية كمالا إبراهيم مواليد 1939، من أول خريجات كلية الفنون الجميلة في الخرطوم، وتابعت دراساتها العليا في الكلية الملكية للفنون في لندن، وتعتبر من كبار الفنانين المؤثرين، ورواد حركة الفن الحداثي في السودان، وحازت جائزة الأمير كلاوس في عام 2019، تقديراً لجهودها الفنية. 
وقد تعرف المشاركون في الجلسة إلى أهم لوحاتها الفنية في الستينيات، وأثر علاقتها بالفنانة لويس مايلو جونز في السبعينيات، إضافة إلى جماليات جدارية قامت بإنجازها عبر بحث في تاريخ المنطقة والسودان، والموجودة في المتحف القومي السوداني، وأخيراً تم التطرق إلى المجموعة الفنية المفاهيمية، التي أسستها وسميت بـ«المدرسة الكريستالية»، بحسب تعبير الشيخ سلطان سعود القاسمي، والتي تمثل تحولاً من الممارسات التقليدية في المشهد الفني السوداني. 
واعتبر القيّم د. صلاح حسن، بروفسور في قسم جولدوين سميث، ومدير معهد دراسات الحداثة المقارنة، جامعة كورنيل، أن الحضور الفني للفنانة كمالا إبراهيم، يتمثل في كونها فنانة ثورية، فبالنسبة للجيل القديم الذي سبقها، تركزت أسئلتهم على الهوية السودانية، وإنشاء مفردات تعبر عن هذا السؤال الأساسي، وما أحدثته كمالا إبراهيم، أنها أنجزت عملية الانتقال بالسؤال من الهوية إلى آفاق وجودية أوسع وأكثر شفافية، من خلال رؤية العالم في أنه سيرورة دائمة للتغير. 
ووصفت الفنانة التشكيلية كمالا إبراهيم، ملاحظتها الأولى للألوان في طفولتها، بعد أن سردت كيف أنها عاشت في أسرة تهتم بالتطريز، وتعرفت من خلالها على الأقمشة، التي ارتحلت بالمتلقي إلى لوحتها «مائدة العشاء بقطعة قماش مطرزة 1974 - 2014»، ضمن مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون، ساردةً منهجيتها البحثية حول لوحة «زار ـ 1973»، ضمن مقتنيات مؤسسة بارجيل للفنون، حيث قامت بزيارة الشيخات اللواتي يقمن بتلك الطقوس، واستمعت إلى الأغاني واستخدام الطبول، وتأملت حالة التقديس المحيطة بها، وكيفية تأثر النساء بإيقاع الطبل العالي جداً في تلك الغرفة المليئة بالبخور. 
وقدم الشيخ سلطان سعود القاسمي، عرضاً للصور يبرز اشتغالات الفنانة منها رسومات لرواية «عرس الزين» للروائي السوداني القدير الطيب صالح، وتطرقت الجلسة في نهايتها إلى تفاصيل معرض «كمالا إبراهيم إسحاق: نساء في مكعبات بلورية معرض استعادي (1965- الحاضر)» في مؤسسة الشارقة للفنون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©