الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

متاحف الإمارات.. ذاكرة الوطن والتاريخ

متحف الاتحاد بدبي
28 يوليو 2020 01:48

أبوظبي (وام)

ضاعفت دولة الإمارات جهودها في تعزيز مكانة المتاحف والمواقع الأثرية باعتبارها منصات ثقافية وسياحية تسهم في عمليات الربط بين الماضي بأصالته من جهة وبين حاضر ومستقبل الإمارات من جهة أخرى، إضافة إلى تحولها إلى مناطق جذب سياحي ذات طلب مرتفع. وكشفت إحصائيات حديثة عن ارتفاع عدد المتاحف في الدولة إلى 34 متحفاً تضم أكثر من 15 ألفاً و182 قطعة أثرية. واستفادت من الدعم الحكومي المقدم لها في التحول إلى مناطق جذب سياحي تشهد أكثر من 3.5 مليون زيارة في السنة، فيما عززت المتاحف مكانتها في السياسات الثقافية الوطنية باعتبارها منصات ثقافية تسهم في نقل صورة حضارية متكاملة عن الإمارات.
وتضم الإمارات إلى جانب متاحفها المنتشرة في مختلف أنحاء الدولة أكثر من 108 مواقع تاريخية وأثرية تحولت جلها إلى مناطق جذب سياحي عالمي. وتعكس المتاحف الإماراتية مراحل الحضارة البشرية في الدولة، وتسهم في حفظ عرض هذا الإرث الحضاري للأجيال كأحد أهم عوامل تعزيز الهوية الوطنية تتناقلها الأجيال.
وتلعب الإمارات دوراً حيوياً وفاعلاً في مجال الحفاظ على التراث والمواقع الأثرية ليس على نطاقها الوطني فحسب، بل على المستوى العالمي، وهو ما تشهد عليه مشاريعها ومبادراتها العالمية في هذا الإطار. 

أبوظبي.. عاصمة المتاحف 
تستحق أبوظبي لقب عاصمة المتاحف لاحتضانها أكبر وأرقى المتاحف، حيث تضم المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات عدداً من المتاحف من أهمها «متحف زايد الوطني» الذي بني تخليداً لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ويوثق تاريخ الدولة من خلال سرد حياة ومآثر الوالد المؤسس.
ويشكل متحف «اللوفر أبوظبي» العلامة الأبرز في المشهد الثقافي هنا، والذي تحول إلى صدارة البرامج السياحية الأكثر زيارة، بعد أن تخطى حاجز المليون زيارة في العام. أما «متحف جوجنهايم أبوظبي» فيعد منبراً عالمياً للفنون والثقافة المعاصرة، ويقدم للعالم بعضاً من أهم الإنجازات الفنية حالياً، ويشغل المتحف موقعاً مميزاً في المنطقة الثقافية في السعديات.
وتحتضن مدينة العين أقدم متاحف الدولة «متحف العين الوطني»، الذي يقع بالقرب من قلعة الشيخ سلطان، ويعود تاريخ افتتاحه إلى العام 1971، حيث يقدم المتحف نبذة شاملة عن عادات وتقاليد البلاد، كما يحكي تاريخ أوائل الناس الذين سكنوا المنطقة. ويعد «متحف قصر العين» البيت السابق لمؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ومركزاً للنشاطات السياسية والاجتماعية، ويضم المتحف الذي شيد عام 1937 مجموعة كبيرة من مقتنيات العائلة الحاكمة، كما يعرض تراث المدينة وتاريخها الفريدين.
وتحتضن جزيرة دلما متحفاً يحمل اسم «متحف دلما للتراث»، ويمثل أحد أهم المعالم في الجزيرة، وهو منزل قديم أسسه محمد بن جاسم المريخي، وترجع أهميته إلى أن السفن التجارية كانت تتخذ من هذا البيت مأوى ومركزاً للتزود بالماء والبضائع.

دانة الدنيا
على رغم التقدم الذي تشهده دبي، والتي تعبر عنه أبراجها الشاهقة ومراكز التسوق الأضخم على مستوى العالم وشبكة المترو المتطورة التي تنقل زوارها، إلا أن «دانة الدنيا» تضم عدداً كبيراً من المتاحف والمناطق الأثرية الملهمة. ومنها متحف الاتحاد الذي يحمل «طابعاً حيوياً بسمات القرن الحادي والعشرين، حيث يركز على إلهام مواطني الإمارات وزوّارها من خلال قصة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة. كما يحتفي بما أظهره مؤسسو الدولة من تفانٍ والتزامٍ وروحٍ وطنية، لتشجيع الأفراد، من جميع المشارب، على اقتفاء خطاهم في بناء الأمة».
ويمثل «متحف دبي» الذي بني عام 1787، ويقع بقلعة الفهيدي أحد أهم تلك المتاحف. وتضم دبي أيضاً متحف «بيت الهجن»، و«متحف المسكوكات»، ومتحف «قرية التراث والغوص». ويعد متحف «بيت الشيخ سعيد آل مكتوم» في الشندغة، والذي بني عام 1896 في مكان استراتيجي عند فم الخور أحد أهم الصروح التاريخية في دبي، وقد تم تجديد المنزل، وتحويله إلى متحف يعرض الوثائق والطوابع والعملات ومجموعة من الصور القديمة لدبي والعائلة الحاكمة، فيما يمثل متحف «العمارة التقليدية» في الشندغة المقر السابق للشيخ جمعة بن مكتوم حيث تم تحويل هذا المنزل إلى متحف، نظراً لمعالمه المعمارية، ويعرض تاريخ العمارة التقليدية في دبي.
وتضم دبي «مدرسة الأحمدية» في الشندغة التي تم تأسيسها عام 1912، ومتحف «بيت التراث» الذي يقع إلى جانب مدرسة الأحمدية والتصميم الداخلي لهذا البيت يعود إلى 1890.. و«متحف نايف» بشارع الخور الذي تم تشييده عام 1939 كحصن لحماية منطقة الأعمال التجارية في ديرة.

 متحف إسلامي مفتوح
تبرز إمارة الشارقة بهويتها الإسلامية الثقافية، والتي تعبر عنها تصاميم مبانيها ومرافقها، وتزخر الإمارة بعدد من المتاحف من أهمها «متحف الشارقة» الذي يضم قطعا أثرية تعود لعصور ما قبل ظهور الإسلام منذ العصر الحجري. فيما يضم «متحف الشارقة الإسلامي» بمنطقة التراث أكثر من 5000 قطعة أثرية فريدة محتويات ومقتنيات الفنون والثقافة الإسلامية.
ويقدم «متحف الشارقة العلمي الذي افتتح عام 1996 عروضاً تفاعلية مصممة لتحفيز زواره على الابتكار والإبداع، ويحتوي المتحف على أكثر من خمسين معرضاً.. فيما يركز «متحف الشارقة البحري»، الذي افتتح في منطقة التراث عام 2003، على الحياة البحرية، والتي كانت تشكل جزءاً رئيساً من تراث المنطقة، ومن أبرز مقتنياته سفينة البغلة «القاسمية» الموجودة في المرسى خارج مبنى المتحف مباشرة و«اللؤلؤة» التي يعتقد أنها إحدى أقدم اللآلئ المعروفة في العالم، والتي اكتشفها علماء الآثار في موقع لمقبرة ساحلية في الشارقة، وقدر عمرها بسبعة آلاف سنة و«سفينة الصمعا» المجهزة بكامل عدتها، وعلى أهبة الاستعداد لخوض غمار رحلة غوص جديدة.
أما «متحف الشارقة للتراث» الذي افتتح في منطقة التراث عام 2005 فيعرض الإرث الأصيل والثقافة الثرية لأهل الإمارات وسكان إمارة الشارقة ويستعرضها عبر العقود الماضية.
ويضم «متحف عجمان» الذي أقيم في حصن عجمان الذي يرجع تاريخه إلى سنة 1820 الآثار المكتشفة في الإمارة والمخطوطات القديمة، كما يضم نماذج لسفن الغوص، فيما يبرز المتحف حياة أهل الصحراء «البدو».
ويعتبر «متحف الفجيرة» أحد أهم متاحف الساحل الشرقي وهو متحف يحتوي على 2100 قطعة أثرية نادرة يرجع تاريخها للعصور ما قبل الميلاد والعصور الإسلامية وصولاً للعصر الحديث، كما يحوي تصويراً للحياة الشعبية، وما فيها من نماذج من الأسلحة والأواني الفخارية وقطع النقود وأدوات الفلاحة.
وأقيم «متحف أم القيوين» في حصن أم القيوين، والذي يرجع تاريخه لـ200 عام وهو منطقة جذب سياحي كبير للأجانب وطلاب المدارس والجامعات، وقد كان الحصن مركزاً للعائلة الحاكمة حتى عام 1969. ويعد «متحف رأس الخيمة الوطني» من المتاحف الهامة بدولة الإمارات، وقد تم افتتاحه في عام 1987 ويضم آثاراً متنوعة وكثيرة تم اكتشافها في الإمارة، وهو متحف ثري بمقتنياته حيث يضم العديد من الأجنحة من أشهرها الجناح الخاص بالأسرة الحاكمة المسمى بجناح القواسم، إلى جانب جناح التراث وغرف الحلي والملابس مع قسم الأسلحة التقليدية والتاريخ الطبيعي ويرجع تاريخ بناء المتحف للقرن الثامن عشر الميلادي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©