الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«اللوفر أبوظبي» يشارك في مشروع عالمي لدراسة لوحات قديمة

إحدى اللوحات القديمة (من المصدر)
13 أغسطس 2020 01:28

أبوظبي (الاتحاد)

أعلن متحف اللوفر أبوظبي عن مشاركته في مشروع بحثي عالمي، بالتعاون مع متحف جيه بول غيتي و47 مؤسسة أخرى، وذلك لدراسة اللوحات الجنائزية الرومانية المصرية، والتي تُعتبر من أبرز الأعمال الفنّية من العالم القديم. 
أطلق المشروع قسم حفظ الآثار في متحف جيه بول غيتي في العام 2013، وهو مشروع يُعنى بدراسة اللوحات القديمة وتحليلها، وإجراء الأبحاث حولها، ويهدف إلى الكشف عن أسرار هذه اللوحات الجنائزية، التي تندرج في إطار المجموعات الفنّية للعديد من المتاحف من حول العالم، ونشر النتائج التي يتم التوصل إليها، وذلك بغية الإلمام أكثر بعملية إنتاج التحف الفنية والمواد المستخدمة في هذه اللوحات. 
أما متحف اللوفر أبوظبي، فقد انضم إلى هذا المشروع في العام 2019، من أجل دراسة «لوحة جنائزية لرجل يحمل كوباً» (225- 250م)، وهي مثال بارز عن اللوحات الجنائزية الرومانية المصرية التي تضمها مجموعة المتحف الفنّية. فهذه اللوحات عبارة عن صور للمتوفى، تجمع ما بين أساليب فنّية يونانية رومانية، تمتزج مع العادات الجنائزية المصرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام.
ويقود المشروع في متحف اللوفر أبوظبي فريق من الباحثين والعلماء من المتحف، بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي.
تعليقاً على مشاركة المتحف في المشروع، قالت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي: «إن مشروع أبير هو من أبرز المشاريع التي عمل عليها المتحف، بالتعاون مع مؤسسات أخرى، منذ افتتاحه. ونحن نهدف، من خلال هذا المشروع، إلى تشجيع الدراسات العلمية، والمساهمة في الوقت عينه في الأبحاث الأكاديمية العالمية. يشكّل هذا المشروع فرصة ملهمة جداً بالنسبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون جزءاً من هذه المبادرة العالمية التي تهدف إلى تبادل الاكتشافات حول مجموعة من أبرز الأعمال الفنّية القديمة في العالم. إن مشروع أبير، وهو من ضمن العديد من المشاريع التي نعمل عليها، يتلاءم مع مهمة المتحف واسعة النطاق، والتي تقوم على التجارب، وعلى تقديم نتائج أكاديمية هامة حول الأعمال الفنّية التي حددت ملامح الإنسانية».
يقوم مشروع «أبير» على عمليات علمية. ففي اللوفر أبوظبي، على سبيل المثال، تم استخدام مطيافية الأشعة السينية للكشف عن غالبية المواد الكيميائية الموجودة على سطح اللوحات وتحديدها. بعد ذلك، يتم تحليل هذه المواد للتوصل إلى معلومات جديدة حول اللوحات، بما في ذلك طريقة ومكان ابتكارها، فضلاً عن مبتكرها. كما تسلط الدراسة الضوء على تاريخ هذه الأعمال الفنّية، وذلك عبر الكشف عن أجزاء قد تكون رُسمت فوق بعضها البعض، أو تم ترميمها.
يُذكر أن متحف اللوفر أبوظبي يعمل على بناء أول مختبر لتحليل المواد الخاصة بالأعمال الفنّية. وقد تعاون عالما المتحف إلسا بورغينيون وبابلو لونديرو، في إطار مشروع أبير، مع زملاء لهما من جامعة نيويورك أبوظبي، هم: أستاذ الفيزياء وأحد مديري مركز ذاكرة لدراسات التراث في الإمارات العربية في جامعة نيويورك أبوظبي، فرانشيسكو أرنيودو، وعالم الأبحاث أدريانو دي جيوفاني، والباحث المساعد رودريغو توريس سافيدرا بالجامعة. وقد ساعد هؤلاء العلماء في عملية البحث والتحليل في مشروع «أبير»، باستخدام تقنية مطيافية الأشعة السينية الخاصة في جامعة نيويورك أبوظبي. 
في هذا السياق، قال أرنيودو: «تعتبر جامعة نيويورك أبوظبي جامعة للفنون ومؤسسة للأبحاث تقدّر، إلى حد كبير، التداخل ما بين التخصصات المتعددة. ويعد استخدامنا للتقنيات الشائعة في الفيزياء الذرية والجزيئية للإجابة على الأسئلة المتعلقة بالتراث الثقافي، خير مثال على مجال عملنا. لذا، فإن التعاون مع متحف اللوفر أبوظبي في مشروع «أبير» يشكّل فرصة رائعة، ومثالاً على التعاون بين الجامعات والمتاحف للإجابة على الأسئلة المطروحة في مجالات متعددة، ولتقديم فرص للباحثين والطلاب». 
عند اكتمال الدراسة التحليلية لهذه «اللوحة الجنائزية لرجل يحمل كوباً»، ستُنشر النتائج على قاعدة بيانات مشروع «أبير» عبر الإنترنت، لتصبح متاحة أمام العلماء والباحثين، مع الإشارة إلى أنه سيتم نشر أولى النتائج التي يتم التوصل إليها في نهاية العام 2020.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©