الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأندية الاجتماعية.. هل تحفز الطاقات الإبداعية ؟

الأندية الاجتماعية.. هل تحفز الطاقات الإبداعية ؟
19 أغسطس 2020 00:27

نوف الموسى (دبي)

أهم عنصر في تكوين المحفزات الإبداعية في المجتمع المحلي، هو «الفضاء»؛ بمعنى المحيط والمساحة التي يُعبر من خلالها الفرد عن طاقته، سواء الفكرية، أو الجسدية، أو الروحية، ومن بين تلك الفضاءات تأتي الأندية الاجتماعية، وأدوارها الأساسية في تمكين الوعي العام، وتعميق تجربة «البرامج»، التي تمثل ممارسة أنشطة يومية،  منها المخصصة للأطفال وأخرى للكبار، وأن يتحول اللقاء الاجتماعي، في مراكز تعليمية وتثقيفية ومعرفية، إلى جزء رئيسي من رفع مستوى جودة أسلوب حياتنا، لذلك فإن إعادة طرح السؤال عن أدوار الأندية الاجتماعية في الإمارات، وإمكانية دراسة أثر مخرجاتها، لمواجهة التحديات وتسهيل أفق انضمام الأفراد لها، سيقدم لنا بوصلة مهمة لأشكال الاهتمامات والمواهب والإبداعات، إلى جانب الحفاظ على الطاقة المهدرة في خارج تلك الفضاءات، إلا أن التساؤلات المبدئية كلها تصب باتجاه سؤال عن البيئة الأولى وهي الأسرة، وقدرتها التوجيهية من جهة، ومدى استعداد الأندية الاجتماعية لمحاكاة المتغيرات التنموية والاجتماعية والثقافية المستمرة من جهة أخرى.
هناك الكثير من التصنيفات للأندية الاجتماعية بمختلف تخصصاتها، وتتضمن منها البعد الثقافي والفني والأدبي والرياضي، إضافة إلى الأندية ذات المرجعية المهنية المتعلقة بمهن بذاتها، مثل الهندسة والمحاماة والطب ورجال الأعمال وغيرها، إلا أن التركيز في هذا المقام سيصب على الأندية الاجتماعية ببعدها الثقافي، فمثلاً: ما هو أثر إقامة أمسية شعرية، أو ندوة نقاشية، أو معرض فني تشكيلي، أو حتى حفلة موسيقية في نادٍ رياضي؟ وما هو دور المثقفين والفنانين والأدباء وما مدى إقبالهم على اللجان الثقافية في مختلف الأندية الاجتماعية وتفعيلها، حتى وإن كانت ذات مرجعية اقتصادية أو صناعية؟ وما هو دور أولياء الأمور في تأسيس جسر يمتد بين البيت والنادي الاجتماعي، تمثل فيه الإجازات الصيفية سؤالاً جوهرياً؟ فهل فعلياً هناك وعي متكامل بأدوارنا المجتمعية؟ 

  • أحمد حيلوز
    أحمد حيلوز

الفنان التشكيلي أحمد حيلوز، رئيس اللجنة الثقافية والفنية في النادي الثقافي العربي، أكد أن هناك دائماً خيارات وفضاءات متاحة أمام أولياء الأمور وأطفالهم، والأفراد بمختلف اهتماماتهم، لتبني منهج وضع برامج يومية وأسبوعية لأنشطة ثقافية وترفيهية، وهي بمثابة مسؤولية نتحملها جميعاً أمام أنفسنا، فلا يمكن أن يقضي الطفل أكثر من 90% من وقته على الأجهزة الذكية، دون أن يعي ذووه مستوى هدر الطاقة، التي إذا لم يتم توجيهها، ستختار بالتأكيد طرقاً مضللة أخرى لتفريغها.
وتابع حيلوز، قائلاً: هنا في النادي الثقافي العربي، فإننا نتيح كل أشكال الاهتمامات، سواء الرياضية أو الثقافية، لأننا نرى أن التخصص أحياناً يقلل من نجاح الأندية الاجتماعية ومستوى تأثيرها، إلا أنه بالمقابل، نتساءل نحن عن أدوار الأندية الرياضية التي تضع «الثقافي» ضمن مسماها الرسمي، ونبدي استغرابنا من غياب المتخصصين في الثقافة والفنون عن لجانها الثقافية، ولماذا الرياضية تحديداً؟ لأنها ضمن الفضاءات الأكثر جذباً للشباب واليافعين والأطفال، وإمكانية الاستفادة من توسيع مستوى التنامي الفكري والإبداعي، إلى جانب تطوير المهارات الجسدية فيها اكبر، وطرح حيلوز، مسألة تحويل «البيت» إلى نادٍ اجتماعي، يتحمل فيه الوالدان تصميم البرامج بأنفسهم. 
الشاعرة الهنوف محمد، رئيسة اللجنة الثقافية في مسرح دبي الشعبي، لفتت أنه علينا أن نعي اختلاف الجمهور في الأندية الثقافية المتصلة بالفضاءات الرياضية، عنه في الفضاءات الإبداعية والفنية، وأهمية البحث في أشكال عرضنا للأدب والفنون والموسيقى والمسرح، خاصة أن الهدف الأبرز من حضور البعد الثقافي هو بناء جانب فلسفي في طرق التفكير لدى مختلف الأندية الاجتماعية وجمهورها، وأضافت: لنأخذ الشعر نموذجاً، فهو يحضر في شبه الجزيرة العربية بقوة، وإقامة أمسية شعرية، ستساهم في تعميق مستوى الشعور، سواء لدى الرياضيين أو غيرهم من المتخصصين. بالمقابل، فإن إقامة دورات تعليمية، مثل كتابة السيرة الذاتية والمهنية، في الأندية الاجتماعية الخاصة بالفتيات والمرأة، تدعم المرأة وتوثق مشروعها الإبداعي.

  • الهنوف محمد
    الهنوف محمد

وقالت الهنوف محمد، حول تجربتها: بالنسبة لي، فإن إدارة اللجنة الثقافية في مسرح دبي الشعبي، جاءت وقتها بدعوة من الكاتب المسرحي الراحل سالم الحتاوي، الذي آمن وقتها بأهمية تحريك المسرح إلى أفق شمولي أوسع، لا يقتصر فيه نشاطه على المسرح وقراءة النصوص والتمثيل والإخراج، بل أن يلعب دوراً جوهرياً في استقطاب جمهور جديد، وقد لاقى ذلك اعتراضاً في البداية، لكوني شاعرة، ولستُ متخصصة في المسرح، إلا أنه بعدها تم إدراك مسألة أن تنظيم برنامج يحتوي على دورة تعليمية في الإعلام، أو مناقشة روية، أو استضافة فنان تشكيلي، أو محاورة شاعر، يساهم في أن تقرب جمهوراً مختلفاً للمسرح، وفي الثقافة لا يمكننا الفصل، فهي بطبيعتها تشمل كل فعل إبداعي في حياتنا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©