الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حبيب الصايغ.. «النوخذة» الذي مرّ من هنا

ناصر الظاهري خلال الفعالية (من المصدر)
21 أغسطس 2020 00:23

محمد عبدالسميع (الشارقة)

أكّد كتاب وصحفيون وشعراء، على الصوت الأدبي المختلف والمشوار الإبداعي والمؤسسي المتميّز، الذي قدّمه الشاعر الراحل حبيب الصايغ، الأمين العام السابق للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وذلك في أمسية استذكار ووفاء، نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في الذكرى السنوية الأولى لرحيله، بعنوان: «حبيب مرّ من هنا».
وتحدثوا، في الأمسية التي أدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، حول جوانب من شخصيّة الصايغ الإنسانيّة، وعنايته بمشروع القصيدة لدى الشباب، وبركانه الداخلي الذي استحال إبداعاً من خلال رؤيته لمفهوم الشعر، وكذلك دأبه على العمل الصحفي، ومشواره مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الذي أسسه منتصف ثمانينيات القرن الماضي، والحضور الكبير الذي كان يحظى به في الأوساط الثقافية والإبداعية العربية.
واستذكر الكاتب العماني سعيد الصقلاوي، رئيس الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء، محطّات نبيلة وإنسانيّة لدى حبيب الصايغ، الذي يحتاج منّا إلى مساحات إبداعيّة في التعبير عن أحزان فقده والخسارة لرحيله، كقامة أدبية وثقافية وصحفية وإعلامية، وركيزة من ركائز النهضة الثقافية الحديثة في الإمارات ومنطقة الخليج، لمواكبته وريادته وذهابه إلى أنماط جديدة من النماذج الشعرية، التي واكبت الشعرية العربية في النثر والتفعيلة والقصيدة العمودية، إضافةً إلى كاريزما خاصّة به جعلته ذا قبول حتى في جداله الفكري واستنارته الثقافية وخُلقه، الذي ظلّ يغلّف كلّ عمله الإداري الثقافي أو الصحفي أو حواره مع المثقفين والكتاب، من خلال تجربته وممارسته وخبرته الطويلة، تماماً مثل «النوخذة» الذي يسير بدفة السفينة دائماً إلى برّ الأمان بكلّ ثقة ويقين في مشروعي الثقافي والإبداعي، خاصةً وقد امتلك رؤيته وخطواته الحالمة في تمثيله صوت المثقف الإماراتي، والعربي كذلك، من خلال الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، ودعا الصقلاوي إلى توثيق خبرته الصحفية، من خلال جمع مقالاته التي كانت تلخّص رؤيته في كلّ مفصل من مفاصل هذه الحياة.
وعبّر الروائى والمخرج الإماراتي ناصر الظاهري، عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، عن الأحزان الكبيرة لرحيل قامة كان يمثّل مشروعاً أدبيّاً وثقافيّاً وإعلاميّاً؛ فكان على المستوى الشخصي قلبه الآخر في الجانب الإعلامي والصحفي، وكذلك في الجانب الأدبي، مستذكراً ريادته وخبرته واحترامه للحوار والاختلاف في الرأي، وكذلك حرصه الشديد وتطلّعه الدائم إلى وجود كتّاب وصحفيين من الإمارات، ممن كان يرى فيهم خصوصيّةً في الجانب الإبداعيّ، لاسيّما في دعمه المستمر للكتاب الجدد الأعضاء في الاتحاد.
كما تحدث الشاعر الإماراتي طلال سالم، عضو الاتحاد، عن شغف الصايغ بالثقافة والاطلاع وقوّة الصوت الشعريّ لديه، وكذلك داخله اللافت، والذي لم يكن ليهدأ إبداعيّاً، على الرغم من كلّ التعب الذي كان يعانيه في استمرار المشروع الثقافي لديه. 
 وفي تصريح له، قال الأمين العام للاتحاد، الدكتور محمد بن جرش: إنّ الشاعر والإعلامي حبيب الصايغ ترك فراغاً كبيراً في الساحة الثقافية؛ ذلك لأنه لم يكن شاعراً عادياً، فقد حقق مراتب متقدمة في قصيدة النثر على مستوى الخليج والوطن العربي، وهو إضافة إلى ذلك استطاع أن ينقل قصيدة النثر الإماراتية إلى فضاءات واسعة، جعلت النقاد يتحدثون عن ذلك ويقرضون إبداعه، وهو ما يؤكد أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة، تظلّ دائماً ولاّدة للمبدعين وراعية للإبداع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©