الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مريم الملا: سيرة «الأستاذ» تستمد ألقها من التفاصيل الإنسانية

مريم الملا: سيرة «الأستاذ» تستمد ألقها من التفاصيل الإنسانية
25 أغسطس 2020 00:10

محمد عبدالسميع (الشارقة)

ترى الروائيّة وكاتبة النص الدرامي والتاريخي والتراثي الإماراتي والإعلامية السوريّة مريم الملا أنّ كتابة السيرة الذاتية إن لم تتنافذ على محيطها الإنساني، وتقرأ المكان والزمان والأسواق وحياة الناس، وجوانبهم الذاتية والتراثية، بعين أدبيّة ومشوّقة ستظل تراوح مكانها سرداً، لتدرج صاحب السيرة في الوظيفة وتحقيقه الإنجازات، بعيداً عن أيّة نوافذ اجتماعية يتعلّق بها القراء، ويدرسون في سياقها رائحة الزمن والتفاصيل الجميلة بين الأمس واليوم.
وتنطلق الملا، في حديثها لـ«الاتحاد»، من أنّ الجمهور شريك أساس في العمل الروائي، مؤكّدةً لغة السرد وخيوط العمل التوثيقي المشغول بحس أدبي، خاصةً وهي تتوافر على خبرة إعلاميّة جعلتها تدرك الفرق الدقيق بين المباشرة التي تقتضيها لغة الصحافة والإعلام، والفضاء الواسع الذي يحلّق فيه الأديب، وهو ما ظلّت تؤمن به في كلّ أعمالها، وتحديداً روايتها الأحدث «هذه حياتي»، التي أرّخت فيها لسيرة حياة الفنان الإماراتي عبدالله الأستاذ كاملة وتنقّله بين الإمارات والسعودية والكويت، التي ذهب إليها مبكراً ودرس فيها وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية فيها، ليعود إلى الإمارات أكاديمياً ناجحاً في مجاله، ومؤسساً لمسرح ليلى للطفل وغابة الأطفال، فيقدّم من خبرته الكثير.

  • غلاف الكتاب
    غلاف الكتاب

وتؤكّد الملا أنّ الفنان عبدالله الأستاذ يستحق الاحتفاء بتجربته ومراسه مع الحياة ودأبه ومواظبته، وما قدمه على المسرح من أعمال فنية وإذاعية ودراما ودبلجة صوت لأفلام الرسوم المتحركة التي شارك بها منذ أعوام طويلة، لافتةً إلى إلمام سيرته به منذ طفولته إلى ما وصل إليه من إنجاز وعطاء في مشوار الفن، مشيرةً إلى فصول الرواية التي حملت عناوين: طفولة خارج حدود الوطن، تحقيق حلم، بذل الجهود لإثبات الوجود، التفاني في العطاء، على طريق الخير، لنكون أمام 300 صفحة من القطع المتوسط، 30 منها استند إلى أرشيفه وما كتبته عنه الصحافة والإعلام في ذلك الوقت.
وترى الملا أنّ صاحب السيرة ربما لا يحبّذ في البداية أن يُكتب عنه عمل روائي من باب السيرة الذاتية، غير أنّه إذا آمن بجدية المشروع وآفاقه الإنسانية سيكون مشاركاً فيه وبكل طواعية واستذكار لكلّ رحلة الطفولة وبواكير العطاء والوظيفة والحياة، وما خزّنته ذاكرته من معلومات وأرشيف بصري وذهني مُقارن، لتكون «هذه حياتي» بكل تفاصيلها الإنسانية المتألقة، عنواناً يعبّر عما نحمله لهذا الفنان الكبير الذي سلّطت المؤلفة الضوء على حياته الشخصية كاملة ودمجتها بفنه سنة بعد سنة. 

  • ملصق الضرير
    ملصق الضرير

وتعبّر الكاتبة الملا عن سعادتها بتوثيق هذه الشخصيّة، فأجمل اللحظات التي كتبتْ عنها، كما تقول، هي اللحظات التي كانت تتخيله واقفاً على مسرح أحبه، أو أمام ميكرفون أعطى فيه نفسه قبل صوته، أو وهو جالس وراء الكاميرات يخرج عملاً أو يراجع دوراً، فحياته مثال للفنان الناجح ما بين التمثيل والإخراج واللمسات الإنسانية التي يتمتع بها، وهو ما استحق أن نقدّمه للجمهور والأجيال من خلال هذا العمل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©