السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي خميس العشر يداعب طبول الذاكرة الفنية

آلات موسيقية تزدهي بها الفنون الشعبية الإماراتية (أرشيفية)
29 أغسطس 2020 00:40

إبراهيم الملا (الشارقة) 

يعمل الفنان والباحث والخبير في التراث الفني بمعهد الشارقة للتراث «علي خميس العشر» على توثيق وتصنيف أنواع الفنون الشعبية بالإمارات، والتي تتضمّن أبعاداً ثقافية وفلكلورية تتضحّ فيها قابليات التأثير والتأثّر بين الفنون النابعة من الإرث المحلي، والأخرى القادمة من ثقافات شعبية مجاورة لاقت قبولاً اجتماعياً، فصارت جزءاً من نسيج الفنون الأدائية الحاضرة في الذاكرة الجمعية، و«العشر» ليس باحثاً في هذا السياق فحسب، بل هو فنان ممارس معروف، وكان عضواً فاعلاً في العديد من جمعيات الفنون الشعبية في الإمارات، وكلامه عن هذه الفنون يعكس مراساً حقيقياً على مر السنين.
وحول هذا الاهتمام الموجّه للفنون الشعبية والرغبة الشخصية في توثيقها وإصدار مؤلفات تُعنى بها وبتفاصيلها الغائبة أحياناً عن الجمهور والمتلقين، أوضح «العشر» -للاتحاد الثقافي- أن تعامله المباشر مع الفنون الشعبية وأدواتها الموسيقية منذ صغره وإلى اليوم، كان له الأثر الكبير في تعزيز الشغف الفني والثقافي بداخله، وتفعيل الرغبة التوثيقية لديه، من أجل الحفاظ على هذا الموروث الغني، وإعطائه المساحة النظرية والتوضيحية، من خلال إصدار كتب تدوّن تفاصيل وحيثيات هذه الفنون، والأدوات والآلات المستخدمة فيها. 

  • علي خميس العشر
    علي خميس العشر

وأشار العشر إلى أن جهوده البحثية في هذا المجال دفعته إلى نشر العديد من المقالات حول الفنون الشعبية، تعريفاً بها وبالآلات التقليدية المستخدمة فيها، وقد جمع مادة تلك المقالات في كتابين، الأول هو (الفنون الشعبية في الإمارات) الذي نُشرَ ضمن إصدارات معهد الشارقة للتراث عام 2019، وتناول فيه بعض أهم الفنون الشعبية في الإمارات، مثل فن العيالة، وفن الآهالّة، وفن الونّة، وفن عيالة العين، وفن الليوة، والنوبان، والهبان، كما تحدث عن بعض الفنون البحرية مثل الحدوة.
وأضاف العشر أنه وفي جميع مباحث الكتاب كان يعتمد منهجاً يبدأ بتعريف الفن، وذكر مدى أهميته في الموروث الثقافي، وفي الذائقة الشعبية المعاصرة، ثم يذكر الآداب التي ينبغي أن يلتزم بها مؤدو هذه الفنون كلاً على حدة، مع تخصيص فقرات للحديث عن الآلات الإيقاعية أو الموسيقية التقليدية المستخدمة في هذه الفنون، موضحاً بالتفصيل اسم كل آلة، ومم تُصنع، ووظيفتها في هذا الفن، وما قد يكون طرأ عليها من تغيير عبر السنين، وهو منحى أنثربولوجي يتعلق بعملية التطور الثقافي الشعبي، ومثله أيضاً توضيح الأصول الجغرافية لبعض الفنون الشعبية التي توطنت هنا منذ أمدٍ بعيد، وتخصيص فقرات للنصوص الغنائية أو الإنشادية التي تُقال في هذه الفنون، متمنياً أن يكون الكتاب مرجعاً أولياً مفيداً للباحثين في مجال الفنون الشعبية في الإمارات، مشيراً إلى أن الكاتب والناقد الإماراتي علي العبدان قام بمراجعة وتحرير نصوص هذا الكتاب.

  • غلاف الكتاب الأول لخميس العشر
    غلاف الكتاب الأول لخميس العشر

وعن محتويات كتابه الجديد الذي يعمل عليه حالياً أوضح «العشر» أنه كتاب يتناول الآلات الموسيقية التقليدية المستخدمة في الفنون الشعبية في منطقة الخليج، وسيُنشر أيضاً عن طريق معهد الشارقة للتراث، كما سيقوم الباحث علي العبدان بمراجعته وتحريره أيضاً، مضيفاً أنه كتاب يُعنى بعرض وتوضيح الآلات الموسيقية التقليدية المستخدمة في الفنون الشعبية في منطقة الخليج كما هو ظاهرٌ من عنوانه، وقد قسّمه إلى مقدمة وفصليْن رئيسيْن وخاتمة، و خصص الفصل الأول فيه للحديث عن الآلات الإيقاعية في الفنون الشعبية، موضحاً بالتفصيل اسم كل آلة إيقاعية، وكيفية صناعتها إذا كانت تُصنع محلياً، وأهم المواد الداخلة في صناعتها، وفي أي الفنون الشعبية تُستخدم، وأنه قسّم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث، الأول في الطبول، والثاني في الطِيران، وهي جمع طار، والمقصود به آلة الرَق الكبير التي تُسمى في الإمارات (اسماع)، ثم مبحث ثالث عن آلات إيقاعية أخرى، وقد تدرج كلام المؤلف في ذلك من (طبل الراس)، وهو طبل رئيس مستخدم في فن العيالة إلى طبول (التخامير)، وطبل (اللاعوب) البحريني، وذلك في المبحث الأول، وفي المبحث الثاني ذكر الاسماعات، وهي الطِيران، وذكر منها (الصاقول) و(المخفاق) وغيرهما، ثم (الطُوَس) و(البيب) و(المنيور) و(الجحله) في المبحث الثالث.
أما الفصل الثاني فقد خصصه للتعريف بالآلات الموسيقية التقليدية المستخدمة في الفنون الشعبية وتفاصيل صناعتها، ومنها آلة (الصرناي)، و(الطنبورة)، و(الجربه)، وغيرها مما يُستخدم في هذا السياق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©