الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«كلمة» يصدر «كانوا بشراً فحسب»

«كلمة» يصدر «كانوا بشراً فحسب»
30 أغسطس 2020 00:44

أبوظبي (الاتحاد)

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة، في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ترجمة رواية «كانوا بشراً فحسب» للكاتب الفرنسي لوران موفينييه، ونقلتها إلى اللغة العربيّة سيلفانا الخوري، وراجعها كاظم جهاد. 
تدور هذه الرواية حول مأساة عشرات الآلاف من الفتْية الفرنسيّين، أُرسلوا للمشاركة في حرب الجزائر في 1960 وعادوا منها بعد سنتين، أسكتوا في داخلهم صوت الذكريات، وسعَوا إلى عيش حياتهم. لكن تكفي أحياناً مناسبة بسيطة، حفل عيدِ ميلاد في الشتاء، أو هديّة تستقرّ في عمق الجيب، لينبعث الماضي بعد أربعين عاماً في حياةِ من حسبوا أنّهم أفلحوا في نسيانه. هي أيضاً مأساة الجزائريّين، وكارثة الاستعمار المدوّية، وأذى الحروب.
بنى موفينييه عمله هذا بناءً سمفونيّاً، فجعله يستغرق أربعاً وعشرين ساعة تتفتّق فيها الرواية عن فصولٍ أليمة، بعيدة العهد وقريبة. فما بين زمنين، يسرد مأساة برنار الذي يبدو وكأنّه همّش نفسه، باختيارٍ غير واعٍ، قبل أن يأتي الآخرون ليزيدوه تهميشاً. كان قد عاد إلى بلدته الصغيرة بعد خوضه في باريس، في أعقاب الحرب، تجارب يبدو أنّها كانت عاثرة ظلّ يسدل عليها ستار الصمت. لكنّ شجاراً يدور بينه وبين عائلته وانهياره المعنويّ المتسارع، جعلاه يذهب ليعتدي على عائلة جزائرية مهاجرة تقيم في الجوار. ووسطَ الأحكام المتضاربة التي يطلقها عليه محيطه الاجتماعيّ، إثر هذا الحادث، ينتبه السارد الرئيس في الرواية -وهو ابن عمّه الذي شاركه مغامرة حرب الجزائر- ينتبه في ومضةٍ باهرة من الوعي أنّ هذا الانحدار كلّه كان مبعثه تلك الحرب وما شاهدوه، هما ورفاقهما، من فظائع تجد ذروتها في مَشهد رهيب كانا هما غائبين عنه.
يرينا الكاتب اضطراب الشخوص في معيشهم الفرنسيّ الراهن، فينطلق في رحلة بحثٍ حاسمة عن الأصول البعيدة والمتواصلة الأثر لهذا الاضطراب. وبرجوعه إلى جرح الآباء المجنّدين في حرب الجزائر، يضيء على عجز أبناء جيله هو نفسه عن فهم صمت الآباء، وعلى الآثار المدوّية عليهم هم أنفسهم، المتأتّية من هذا الصّمت.
ولد لوران موفينييه في مدينة تور الفرنسيّة في 1967، وحصل في 1991 على شهادة تخصّص في الفنون التشكيليّة. صدرت روايته الأولى «بعيداً عنهم» في 1999 في منشورات مينوي التي صارت الناشر الرئيس لأعماله. له ثلاث عشرة رواية، نال عنها عدّة جوائز مرموقة، من أهمّها روايته «في الحشد» (2006) وثلاث مسرحّيات ودراسة نقديّة ورحلة إلى نيودلهي، وكتاب في التصوير الفوتوغرافيّ، وكتاب حوارات. 
أمّا مترجمة الكتاب، سيلفانا الخوري، فهي ناقدة ومترجمة من مواليد لبنان 1982. من ترجماتها رواية «بلا عائلة» لهكتور مالو، والمجموعة القصصيّة «صديقان وقصص أخرى» لـ «غي دو موباسان»، اللّتان صدرتا عن مشروع «كلمة» للترجمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©