الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ابن جرش: المؤسسات الثقافية جسر تواصل بين الأجيال

محمد بن جرش
31 أغسطس 2020 01:04

محمد عبدالسميع (الشارقة)

يرى الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات د. محمد بن جرش أنّ للمؤسسة الثقافية دوراً كبيراً في تحسين جودة الحياة، منطلقاً من أهميّة الرؤية والهدف اللذينِ يتم تبنيهما من خلال عمل مؤسسي يسهم في مؤشر السعادة، الذي بلغت فيه الإمارات المركز الأول عربياً والمركز الحادي والعشرين على مستوى دول العالم.
ويشرح بن جرش، الحاصل على جائزة راشد للتفوق العلمي ورئيس مجلس أمناء جائزة مليحة الأدبية، أنّ العالم الذي يجري في تقدّمه بوتيرة عالية لا ينتظر أن تتأخّر مؤسساته في تحقيق المنجز الثقافي الذي لا بد أن ينعكس على جودة الحياة ونوعيتها، وهو ما يستلزم التطوير المستمر وتفعيل القدرات وتجديد الدماء بالحيوية والإنجاز وحفز الإبداعات وتشجيعها، وهو ما ينعكس على مدى التنافسيّة بين الدول، بما يؤكّد النموذج الإماراتي في كوننا دولة مؤسسات بفضل رؤية القيادة وتوخّي أن تصل فائدة هذه المؤسسة إلى الإنسان في نهاية المطاف، باعتباره غاية رئيسية لموضوع التنمية الثقافية.
ويطرح سؤالاً يتعلق بالعاملين في المجال الثقافي في «من هو المبدع بين حدّي: الوظيفة والابتكار أو الإبداع»؟ وهو ما يفتح آفاقاً واسعة، ويؤكّد أنّ إدارة العمل الثقافي لا تقلّ أهميّةً عن الإبداع الذي نعرفه في فنون الكتابة، مستعرضاً تجربة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مجموعة الورش والملتقيات والندوات التي يقوم بها، والتي أثبتت حضور الاتحاد كمؤسسة ثقافية فاعلة في ظلّ جائحة كورونا، ومدى الإشادة بفعالياته، خاصةً في تنفيذ محور مهم لإفادة الفئة المستهدفة منه، والمتمثل بندوة «تواصل أجيال الكتابة» الهادفة إلى تعريف الأجيال الجديدة بإبداعات الجيل السابق ونقد النتاج الجديد بعين مكاشفة دون تثبيط أو تهميش أو قتل للإبداع، وذلك ما أشاع نوعاً من التنافس والفرح بأن تتم مناقشة العمل الشعري أو القصصي أو الروائي مثلاً على الملأ، فضلاً عما تعالجه هذه الأعمال الأدبيّة أو تعبّر عنه، سواء كانت للكبار أصحاب التجربة أم للشباب، فمجرّد أن يحمل الإبداع رؤية الأديب هو بحدّ ذاته إحساس بالفرح والتصالح مع الذات، لأن العمل الثقافي يشكّل متعةً ذهنيةً ووجدانيةً وكينونة أو وجوداً للأديب، وكلّ هذا لا بدّ أن يؤثر على جمهور القراء والمستمعين والمشاهدين من خلال هذا الوسيط الإبداعي المهم بين المبدع وجمهوره وهو المؤسسة الثقافية، كمظلة تزيد ثقة المبدعين من خلال الجوائز ومباركة التميّز في عدم الانقطاع عن الأجيال الجديدة أو تركها وحدها تخوض هذا الغمار أو الميدان.
ويؤكّد بن جرش أهمية الشراكة مع المؤسسات الثقافية الأخرى ومع الكتّاب ومدّ جسور التواصل الإبداعي بين الأجيال، ضمن البيئة المحفّزة لتحقيق هدف التنمية الثقافية المستدامة.
ويقول إنّ المؤسسة الثقافية الناجحة هي التي تلغي أو تقلل من الأثر النفسي للمبدع أمام البيئة الطاردة باتجاه البيئة الحاضنة، وذلك بما تشتمل عليه المؤسسة الثقافية من معرفة ورؤية وخطة متجددة باستمرار وتقرأ الظرف الشبابي وظرف الرواد الأوائل وظروف الأدب النسائي في عالم الإبداع، مثلما هي خطّة تدرك أهمية القراءة الإنسانيّة التي تفضي إلى أسئلة تُغيّر إيجابياً من سلوك المتلقي وفهمه لكثير من الأشياء، وفق سياق الموضوعيّة والجديّة والإخلاص في العمل الثقافي، لتكون الكرة في ملعب أعضاء هذه المؤسسة لكي يتم العمل والمراكمة على الإنجاز وتعظيم البناء. ويؤكّد بن جرش أنّ الثقافة عنصر أصيل ومهم في تحقيق التنمية الشاملة على مستوى الإنسان، وكذلك على صعيد التأثير في المجتمع والناس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©