الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دعم القيادة والوعي المتوازن سرّ نجاح الإماراتيات

دعم القيادة والوعي المتوازن سرّ نجاح الإماراتيات
1 سبتمبر 2020 01:03

هويدا الحسن (العين)

برعاية وحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، أقام مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي منتدى افتراضياً بعنوان: «التنوع الثقافي للمرأة الإماراتية بين أجيال المئوية»، احتفالاً بيوم المرأة الإماراتية. شارك فيه لفيف من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي والعمل العام، وأدارت الحوار موزة القبيسي التي افتتحت الجلسة بتقديم الشكر للشيخة الدكتورة شما بنت محمد وعضوات المنتدى، متمنية أن يتبع بمنتديات أخرى توثق للدور الفعال الذي تقوم به المرأة.

تقدير وامتنان
وقالت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد، في كلمة بدأتها بتهنئة كل امرأة إماراتية: إن هذا اليوم تعبير من المجتمع والقيادة عن التقدير والامتنان على ما قدمته المرأة، وما زالت، وستظل تقدمه للمجتمع من عطاء يمثل ركيزة أساسية في رحلة الدولة من ناحية التميز وتحقيق رؤيتها 2071، مؤكدة على أن المرأة ستبقى هي العنصر الأهم في بناء المجتمع، فالأبناء يلتصقون بها منذ مجيئهم للحياة، فيشكل هذا الالتصاق النفسي والمادي شخصية الطفل، فإن كانت مرحلة الالتصاق الأمومي ذات بناء إيجابي، كان نسيج المجتمع قوياً متماسكاً وقادراً على احتواء الفكر والتطور والحداثة، مشيرة إلى أن تأثير هذا الالتصاق الأمومي في الفتيات يكون أكثر وضوحاً، وهنا يأتي الدور الهام في نقل المعارف والخبرات الحياتية من الأم للابنة، وهكذا يستمر التراكم المعرفي جيلاً بعد جيل.
وأضافت أنه على الرغم من أن الأجيال المتعاقبة تعيش دائماً حالات من الشد والجذب، لكن تظل قدرة المجتمع على احتواء تلك الحالات وتحويلها إلى نوع من التوافق الفكري دليلاً على تماسك المجتمع، وأكدت على أن واقع المرأة الإماراتية في العصر الحديث اختلف كثيراً عن قبل، بفضل ما قدمته القيادة الرشيدة من دعم وتقدير للمرأة، خاصة القوانين التي سنت لصالح المرأة، فخلقت نوعاً من التوازن في المجتمع، وبفضل مجهودات (أم الإمارات) سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية التي كانت صاحبة الفضل في انطلاقة المرأة في العصر الحديث نحو التطور وبناء الذات.
وفي نهاية كلمتها، طرحت سؤالاً على الحاضرات، باعتبارهن من المؤثرات في المشهد الثقافي والاجتماعي الإماراتي: هل استطاعت المرأة الإماراتية أن تكون داعمة لتلك القرارات والقوانين والجهود التي تدفع نحو التوازن الحقيقي، وهل مازال هناك مقاومة مجتمعية؟
وناقش المنتدى ستة محاور أساسية وهي:
التنوع الفكري الثقافي لدى المرأة الإماراتية، وتناولته بالنقاش كل من الدكتورة حصة لوتاه التي أكدت على أن التنوع هو سنة الحياة، الذي يمنحها الثراء وهو ما ينسحب بالضرورة على المرأة في ثقافتها وطريقة تفكيرها، ومستواها الثقافي والمعرفي بصفة عامة، أما الدكتورة عائشة الشمسي، فقد تناولت في حديثها موقف المرأة الإماراتية من التنوع الثقافي الموجود في مجتمع الإمارات، مع التعددية الثقافية، وكيف كونت هويتها الثقافية الخاصة بها، والتي شكلتها خلال فترة قصيرة منذ بداية الاتحاد وحتى الآن، استطاعت خلالها أن تتقدم بشكل هائل أهلها للحصول على مكتسبات تفوق ما حصلت عليه النساء في بلاد تمتد حضاراتها لمئات السنين، حيث نجد أن التعدد الثقافي الذي تتميز به الإمارات قد ساهم في تفتح المرأة على ثقافات مختلفة، مما ساهم إيجابياً في زيادة وعي المرأة، وفي إعادة تشكيل دورها في المجتمع، وترى فاطمة الهرمودي أن ما يميز المرأة الإماراتية هو قدرتها على التفوق في ميدان العمل، إلى جانب تفوقها داخل البيت، كأم وزوجة، وما يميز المرأة الإماراتية بشكل عام، هو مرونتها في تقبل الثقافات الأخرى والاستفادة منها.

توافق الأجيال الفكري
أما المحور الثاني، فقد ناقش تحديات التوافق الفكري بين الأجيال النسوية، وشاركت فيه كل من الدكتورة رفيعة غباش التي أوضحت أن المرأة الإماراتية أصبحت مؤهلة علمياً وثقافياً لتتقدم وتبتكر، وتشارك في المشهد الثقافي والسياسي والاجتماعي، لكننا يجب ألا نغفل السلبيات التي تعاني منها الأجيال الجديدة من الفتيات، كعدم رغبتهن في الزواج وبناء أسرة، رغبة منها في تحقيق ذاتها على حساب دورها الطبيعي الذي خلقها الله من أجله، وانطلقت الدكتورة مريم لوتاه في كلمتها من التعريف اللغوي للثقافة، كنتاج كلي متحقق من احتكاك الإنسان بالمكان، سواء نتج عن هذا احتكاك فن، أدب، مفردات لغوية جديدة أو غيرها، حيث ترى لوتاه أن التغيرات التي يشهدها المكان تؤثر بالضرورة على الثقافة السائدة في المجتمع، لذا فإن جيل الشباب يواجه تحديات ثقافية مزدوجة، تحدي الفضاء الافتراضي، وتحدي الفضاء الواقعي الذي يعيش فيه ويتعايش معه، لذلك عندما نطرح قضية المرأة والثقافة، فإننا أمام إشكالية كبيرة نتيجة التغيرات الكبرى التي طرأت على المجتمع، وتناول المحور الثالث المرأة وتوجهات الخمسين سنة القادمة، وأثر ذلك على نموها الفكري والثقافي، وقدمته دكتورة منى البحر التي ترى أن المرأة سوف تواجه تحدياً كبيراً في مرحلة ما يسمى بالأتمتة التي سوف تفقد فيها الكثير من الوظائف نتيجة نقص المهارات، وهو ما يجعلنا في حاجة إلى التطوير المعرفي والثقافي بشكل كبير لمواكبة ما تحتاجه من مهارات استثنائية.

تحديات
ناقش المحور الرابع، والذي قدمته الدكتورة سعاد المرزوقي، أثر التراكم المعرفي والثقافي في النماء الفكري للأجيال، والذي شهد متغيرات كبيرة عما سبق، نتيجة الانفتاح الكبير على ثقافة الغرب، والتي لا تناسب مجتمعاتنا الشرقية في كثير من مفرداتها، وهو ما يضعنا أمام تحديات كبرى للحفاظ على هويتنا الثقافية، وأهتم المحور الخامس بمناقشة مئوية الإمارات واستراتيجيات العمل النسائي في الدولة، وقدمته كل من الدكتورة فاطمة الشمسي وطيبة الهاشمي اللتين تحدثتا عن دور المرأة خلال المئوية ودورها في مسيرة البناء، وتقدمها بخطى ثابتة لتحقق إنجازات غير مسبوقة بدعم كبير من الدولة، وأخيراً تناول المحور السادس أوجه الإبداع الاجتماعي والتطوعي للمرأة الإماراتية، حيث تعد المرأة أساس العمل الاجتماعي والتطوعي والركيزة الأساسية فيه، وقدمته كل من طيبة الهاشمي وهيا العامري.

توصيات
* اعتماد منتدى المرأة الإماراتية حدثاً سنوياً في أجندة مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي، يقام في اليوم الوطني للمرأة الإماراتية من كل عام.
* إطلاق برنامج الأمومة الواعية في عالم الحداثة والتطوير وفق منظومة القيم الأخلاقية، استناداً لما جاء في كلمة الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بأن مرحلة الالتصاق الأمومي ذات بناء إيجابي هام في نسيج المجتمع.
* إطلاق برنامج الأتمتة لدعم وصقل مهارات المرأة في مجال التكنولوجيا الحديثة لمواكبة جودة الحياة.
* تبني مبادرة جائزة الإبداع الاجتماعي والابتكار التطوعي لرواد العمل الاجتماعي في المجتمع.
* دعم وتشجيع المنصات الافتراضية الهادفة للشباب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©