الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

برتراند راسل.. داعية سلام من أجل عالم أفضل

برتراند راسل.. داعية سلام من أجل عالم أفضل
10 سبتمبر 2020 00:08

محمد عبدالسميع (الشارقة)

واجه الفيلسوف البريطاني برتراند راسل تحديات كثيرة، وتعرّض للكثير من المصاعب بسبب أفكاره الداعية لحريّة الإنسان واحترام النشء، ورفض الحروب، فقد طرح هذا الفيلسوف أفكاره في خضم الحرب العالمية الأولى، كمفكّر منطقي رياضي يحذر من تحميل الأجيال المقبلة مغبّة تحديات المستقبل، المتمثلة في الحروب وانغلاق الآفاق وغيرها.
ولكن الفيلسوف استمر في سعيه للسلام ودعوته الواسعة إليه، فحظيت أفكاره بقبول في منظّمات عالمية مهمّة، مثل مجلس الأمن الذي تأسس على كثير من هذه الأفكار، كما كانت له أيضاً شهرته في روسيا وأميركا والصّين، وكذلك دخوله البرلمان الإنجليزي في عشرينيات القرن الماضي. 
وقد ناقش راسل أفكاراً رائجة، ووقف دائماً ضدّ التعقيد والتعصب الديني والمذهبي والسياسي لخطورة ذلك على التعايش السلمي والطمأنينة الإنسانيّة وحريّة الفرد والسعي لتحقيق أحلامه البسيطة أمام هذا الخضمّ المعقّد من التحديات التي يواجهها في الأزمنة المعاصرة.

ويقترح راسل فلسفة سياسيّة تنطلق من أنّ أسمى أنواع الحياة، هي تلك التي تقوم على ما أسماه «النزعات الإنشائيّة»، وأسوأها ما يقوم على حب التملّك، كما أنّ الأنظمة السياسيّة ذات أثر عظيم في ميول الناس، ولهذا وجب تكييفها بحيث ترتقي بالنزعات الإنشائيّة على حساب النزعات الاقتنائيّة، فالدولة والحرب والمِلكية هي الرموز السياسيّة الكبرى التي تتمثّل فيها النزعات الاقتنائيّة. أمّا التعليم والزواج والدين فيجب أن تتمثّل فيها النزعات الإنشائيّة، معرّفاً «الإنشائيّة» بأنّها النزعة التي ترمي إلى خلق شيء ثمين من معرفة أو فن أو خير مثلاً، وجميعها أشياء ليست فيها ملكية خاصّة.
ويجد المهتمون بالأفكار التنويرية وقراءة الانسجام الإنساني متعةً كبيرةً في كتابه «نحو عالم أفضل»، الذي ترجمه الباحثان المصريان: دريني خشبة وعبدالكريم أحمد، باعتباره أحد الإصدارات المهمّة للمركز القومي للترجمة بمصر، وفيه ومضات ثرية تضيء طريق البشرية وترسم خريطة لتحقيق سلام الإنسانية، يقول: «إنّ التعليم يجب أن يغذّي الرغبة في الوصول إلى الحقيقة، لا الإيمان بأنّ فكرة معينة هي الحقيقة»، و«إنّ الفكر عظيمٌ وسريعٌ وحر، وهو نور الدنيا والدعامة الأولى في مجد الإنسان»، و«إن الذين ولجوا يوماً في عالم الفكر لَيؤمنون بأنّ السعادة والسلام لا يمكن أن يعودا إلى هذه الدنيا إلا عن طريق الروح».
وفي حديثه عن الدول، يرى أنّها «قد تصبح بالغة الضرر بكثرة ما تقيمه من الحواجز بينها وبين غيرها من الدول الأخرى.. ولذلك كان أول واجب علينا هو أن نحدد في أذهاننا تحديداً جلياً نوع الحياة التي نعتقد أنّها خيرٌ للبشر، ونوع التغيير الذي نريد إحداثه في هذا العالم».
ويقع الكتاب في مئتي صفحة، ويشتمل على ثمانية مواضيع، هي: أساس النّمو، الدولة، الحرب بوصفها نظاماً، المِلكيّة، التربية، الزواج ومشكلة السكّان، الدين والمذاهب الدينيّة، و«ما نستطيع عمله»، بالإضافة إلى مقدّمة شاملة وقراءة في إرهاصات الكتاب ونشأة الفيلسوف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©