الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الشيخ والبحر».. شعرية اللغة وثراء المعنى

خلال الجلسة الافتراضية (من المصدر)
11 سبتمبر 2020 00:11

فاطمة عطفة (أبوظبي)

ما زالت رواية إرنست همنجواي «الشيخ والبحر» تحظى باهتمام كبير بين القراء من مختلف الأجيال، وتعتبر من الروايات الكلاسيكية، رغم صغر حجمها، ولكن أهميتها تنبع من الرموز والأبعاد والقراءات المتعددة التي يخرج بها كل قارئ، وخاصة فيما يتعلق بالصياد العجوز وخبرته الطويلة مع البحر، إضافة إلى علاقته الإنسانية مع الولد الذي كان يرافقه في رحلات الصيد ليتعلم منه، وكذلك علاقته بالأسماك والطيور والنجوم والصحيفة وأبطال الرياضة. ومما يزيد من أهمية هذه الرواية أنها أيضاً أخرجت في فيلم سينمائي جميل. وقد جرت مناقشة هذه الرواية، أول من أمس، في جلسة حوار افتراضية نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة»، بحضور الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة المؤسسة، وأدارت الحوار فوزية عبدالله، حيث قدمت لمحة موجزة من سيرة الروائي الأميركي إرنست همنجواي الذي بدأ حياته مراسلاً صحفياً في سنوات الحرب، وامتاز أسلوبه الروائي بالبساطة بفعل تلك التجربة، وقد حصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1954.
وتضمنت المداخلات طيفاً واسعاً من الآراء. وأشارت عايدة الأزدي إلى أنها رواية جميلة تستحق وصفها بأنها عالمية، وشخصية العجوز فيها آسرة بتفاصيلها، والكاتب متمكن من أدواته في تحريك الشخوص، إضافة إلى حواره الصامت مع السمكة بعد أن ظفر بها، وحواره أيضاً مع ذاته، ومناجاته ليديه اليمنى واليسرى ومتى يزول تشنجهما، لافتة إلى أهمية علاقته الإنسانية مع الولد، كدليل إنساني جميل على لقاء الأجيال.
وركزت مليكة أحمد على العلاقة غير الودية بين الصياد والسمكة، وكأنها تقول له: «أنت في أرضي»، وهي تحاول أن تسحبه إلى أعماق البحر على مدى ثلاثة أيام، وكان همه في المقابل أن يظفر بها، كأكبر صيد حظي به، وهو عجوز مكتنز بالصبر، مما يوحي برمزية الصراع الأزلي في الحياة أيضاً، والحلم وأهمية التمسك به، كأن الإنسان لم يخلق للهزيمة، وعندما وصل بالسمكة إلى الشاطئ وهي هيكل عظمي، فهذا يرمز أيضاً إلى أن الإنسان يجب ألا يخدع نفسه بأكثر مما تمنحه الحياة.
ورأت الروائية مريم الغفلي أن هذا العمل من الروايات الكلاسيكية المهمة، وقد قرأتها أكثر من مرة، وفي كل قراءة كانت تخرج برؤية مختلفة وفائدة جديدة، وتعتبر أن الإنسان هو «المعتدي» في هذا الصراع، ولذلك تعاطفت مع السمكة وهي تعيش في بيئتها البحرية، ولم تتعاطف مع الصياد! وأشارت الغفلي إلى أهمية الفيلم المأخوذ عن الرواية، وهو من بطولة أنطوني كوين الذي تتداخل صورته مع صورة الكاتب همنجواي، مؤكدة أنها رواية جميلة جداً، وفيها كثير من الرموز. 
 وقد أجمعت المداخلات، في تعدد قراءاتها، على أهمية الرواية وجمالها في التعبير عن كفاح الإنسان في سبيل العيش، إضافة إلى لغتها الشعرية التي تميزت بأسلوب بسيط وممتع، ويستخلص القارئ منها أبعاداً واقعية ورمزية وفلسفية عديدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©