السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أغرب طقوس الكتابة لدى الأدباء

أغرب طقوس الكتابة لدى الأدباء
20 سبتمبر 2020 00:55

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

تختلف الطقوس الخاصة للكتابة من مبدعٍ لآخر، كي يستطيع التعبير عما يريد كتابته لإيصاله إلى المتلقي، ولكن ثمة بعض الطقوس التي قد تصدم القارئ أو الإنسان العادي، ولا يستطيع استيعابها لشدة غرابتها، بل وقد يصل الأمر إلى حالة تشبه الجنون أحياناً في بعض الطقوس الكتابية لدى بعض الأدباء والمثقفين لفرط غرابة الحالة التي يمرون بها أثناء الكتابة، ولعل هذا يستدعي في الذهن ما قاله الأديب والمترجم الجزائري، مرزاق بقطاش: «ليست الكتابة سوى قفزة في الظلام»! فذلك الظلام قد يجعل المبدع يبدو غريب الأطوار بعض الشيء، بتصرفاته وسلوكياته أثناء الكتابة، وقد يعيش في حالة تشبه اللاوعي لكي يخرج للمتلقين نتاجاً أدبياً أو رسالة إبداعية. فهناك من الأدباء مَن لا يستطيع تدوين أي جملة أو إضافة أي حرف إلا إذا كان في حالة نفسية أو جسدية معينة، والبعض منهم أيضاً لا يستطيع تحقيق الانسجام والتناغم بين نصوصه الأدبية إلا إذا كان في حالة معينة، مثلاً كالركض أو البكاء أو الحزن، أو حتى مطأطئاً هامته رأساً على عقب!
وربما يستغرب القارئ حين يقترب عن كثب من بعض تلك الطقوس والحالات التي قد يمر بها المبدع أثناء الكتابة، والتي قد تصل لدى بعض الكُتاب إلى حد يشبه الجنون، غائصين في اللاوعي، هاربين من الواقع لفترة من الزمن، ليكونوا في حالة تقمص وجداني غريبة الأطوار أثناء كتابة نصوصهم وإبداعاتهم، وهنا طائفة منها.
كان «فيكتور هوغو»، الأديب والشاعر والروائي الفرنسي، صاحب رواية «البؤساء»، لا يبدأ في الكتابة إلا بعد أن يتخفف من الثياب، لأنه لا يستطيع حينها مغادرة المنزل، أو الانشغال في الأمور الخارجة عن محيط الإبداع.
وفي مشهدٍ سريالي، كانت أيضاً الكاتبة الإنجليزية «فيرجينيا وولف»، صاحبة رواية «غرفة جاكوب»، لا تستطيع الكتابة بمزاج إلا وأمامها قفص، وفي داخله رجل يتوسل إليها للخروج، حيث كانت تستلهم من هذا السلوك الغريب بعض أفكارها الأدبية المعبرة عن مشاعرها والطقس الذي اعتادت أن تعيشه أثناء التفريغ والتنفيس عن بعض ما في داخلها من هواجس وهلاوس نفسية وأدبية.
ويعيش المؤلف الأميركي «دان براون»، صاحب رواية «شيفرة دافنتشي»، هو الآخر طقساً عجائبياً، إذ كان أثناء الكتابة يطأطئ هامته بالمقلوب ليستمتع بالكتابة، مسترخياً ليستجمع أفكاره ويتماهى معها رأساً على عقب!
وأما «فرناسين بروس»، مؤلفة رواية «الملاك الأزرق»، فكانت لا تستطيع الكتابة إلا عندما تكون في مواجهة الحائط، حتى لا يتشتت ذهنها بأي شيء آخر غير الكتابة والغوص في أتون الفكرة.
واشتهرت أيضاً كاتبة الخيال العلمي «يودورا ويلتي»، بأنها كانت تلصق جميع الصفحات بعضها ببعض عند النهايات بدبابيس صغيرة لتشكل صفاً طويلاً من الورق حتى لا يتشتت تفكيرها عند الانتقال من صفحة إلى أخرى.
وعرف الكاتب الأميركي «إرنست همينغواي»، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1954، عن روايته «العجوز والبحر»، بأن من أغرب طقوسه الكتابية التي كان يمر بها، الكتابة واقفاً وهو ينتعل حذاءً أكبر من مقاسه.
وأخيراً مع الكاتب الإيرلندي «جيمس جويس»، الذي يقال إنه كان لا يستطيع الكتابة إلا في سفينة وهي تجْنح، وقد يصل به الأمر إلى أن يذهب لتقديم مبلغ من المال لقبطان سفينة لمساعدته على أن يعيش هذه الحالة النفسية التي ينتظرها بفارغ الصبر!
وهناك أيضاً العديد من الكُتاب والمثقفين الآخرين الذين قد يمرون في حالة من الطقوس الغريبة الخاصة أثناء العصف الذهني والغوص في أتون الفكرة، والتي قد تعكس بعض ما في وجدانهم أو أذهانهم من مشاعر غريبة تجعلهم يعيشون في نوع من اللاوعي، مستلهمين من بعض طقوسهم غريبة الأطوار تلك جوانب في كتاباتهم الأدبية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©